سورية

المسلحون يتخذون ما تبقى من المدنيين دروعاً بشرية … جبهات الغوطة الشرقية مشتعلة لليوم التاسع على التوالي.. والأهالي «يستهدفون» إعلام «المعارضة»

تستمر محاولات الجيش المدعومة بسلاح الجو الروسي اختراق جبهة الغوطة الشرقية في مناطق مرج السلطان ودير سلمان ونوله والقرية الشامية وبزينة الواقعة في شرق العاصمة دمشق وشمال مطارها الدولي حيث ينتشر مسلحو ميليشيا «جيش الإسلام» و«الاتحاد الإسلامي لأجناد الشام» الأمر الذي يصوره إعلام المعارضة على أنه استهداف للمدنيين دون أن يذكروا في أخبارهم التي ينقلونها من مناطق الغوطة إلى تغلغل المسلحين بين المدنيين كي يستعملوهم دروعا بشرية تقيهم نيران الجيش، لكن أهالي بلدة حرستا القنطرة انتفضوا أمس في وجه هؤلاء «الإعلاميين» الذين يروجون أخباراً غير صحيحة عن مناطقهم.
وقال الناشط الإعلامي المعارض عامر الشامي عبر صفحته على «فيسبوك»: إن قوات الجيش السوري استمرت بمحاولات اقتحام منطقة مرج السلطان في غوطة دمشق الشرقية لليوم التاسع على التوالي مدعومة بسلاح الجو الروسي ضمن ما سماه «الحملة الهمجية التي تشنها»، حيث استهدفت الراجمات والسلاح المدفعي منطقة المرج بعشرات القذائف والصواريخ ما أسفر عن «وقوع عشرات الجرحى ومقتل 4 أشخاص».
وفي السياق كشف مصدر مطلع لـ«الوطن» أن مسلحي غوطة دمشق الشرقية وكي يقوا أنفسهم من استهداف الغارات الروسية باتوا يعمدون إلى التغلغل بين المدنيين المتبقين في المنطقة لاستخدامهم كدروع بشرية، وليصوروا للعالم أن العمليات الروسية تستهدف المدنيين ولا تستهدف المجموعات الإرهابية.
وكشف الشامي أن الإعلاميين في منطقة المرج والقرى المحيطة بها باتوا مستهدفين من قبل الأهالي الذين يقومون بطردهم و«الاعتداء عليهم» كما حصل مع عضو ما يسمى «مجلس قيادة الثورة في ريف دمشق» عمران أبو سلوم في قرية حرستا القنطرة، فيما أكد مصدر لـ«الوطن» أن الأهالي الحانقين على مسلحي المعارضة وما جلبوه لهم من دمار وحصار، طردوا «الإعلاميين» الذين وصلوا لتغطية عمليات القصف واعتدوا بالضرب عليهم لأنهم يزورون الحقائق ويصورون الجيش على أنه يستهدف المدنيين في حين هو يستهدف مقار المسلحين. وبين المصدر أن أبو سلوم ادعى في الثاني والعشرين من الشهر الجاري عبر صفحته على فيسبوك أن منطقة المرج «لم يبق فيها سوى كبار السن من الشراكس الذين رفضوا الخروج من البلدة، التي تغيرت معالمها من شدة القصف وهجرها أهلها، وأصروا على الموت تحت هدير طائرات ‏روسيا»، مؤكداً أن عدد العائلات التي نزحت يصل «إلى 900 عائلة»، رغم أن معظم أهالي قرية مرج السلطان كانوا قد نزحوا عنها منذ أكثر من عامين بعد سيطرة المسلحين عليها، وسكن فيها عوضاً عنهم نازحون من قرية أخرى، كما اتخذت مجموعات مسلحة من بعض منازلها مقار لهم.
وفي تقرير مصور آخر لقناة «شدا الحرية» المعارضة عن مرج السلطان أيضا، ادعى الناشط الإعلامي المعارض أسامة العمري أمس أن المنطقة تتعرض يومياً «للغارات الروسية وصواريخ راجمات النظام» وأنها جميعاً تستهدف المدنيين في إطار «حملة إبادة وتدمير ممنهج في ظل محاولات يائسة للاقتحام».
ونقل التقرير عن شخص تم تقديمه بأنه أحد أهالي القرية أن «طائرات روسية استهدفت منازلهم»، مدعياً أنهم يحاولون الهرب ولا يقدرون بسبب «كثافة القصف وعدم وجود سيارات تنقلهم، بعد أن تحولت بيوتهم إلى ركام»، وذلك في تناقض واضح مع حقيقة أن أهالي القرية قد تركوها منذ أكثر من عامين، لكن العمري أردف في ذات التقرير وبتناقض آخر بالقول: الاستهداف يتم لقرية كان «يقطنها نحو 6 آلاف نسمة لم يبق فيها أحد من السكان بعد الحملة الشرسة عليها». وأكد ناشطون آخرون على فيسبوك أن «كتيبة المدفعية في الاتحاد الإسلامي لأجناد الشام» قامت باستهداف مواقع الجيش في محيط منطقة المرج بصواريخ كاتيوشا عيار 107مم مصنعة في «معامل الدفاع في الاتحاد الإسلامي لأجناد الشام» بحسب زعمهم.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن