الأولى

العدوان التركي على مياه الفرات يتواصل والتأثير يطول محصول القمح … محافظ دير الزور لـ«الوطن»: ما يجري نضعه برسم الأمم المتحدة ومؤسساتها الغائبة

| سيلفا رزوق

كشف محافظ دير الزور فاضل النجار أن النظام التركي الشريك في سفك دماء السوريين واحتلال أراضيهم، يعمل ومن خلال عدوانه وسطوه على حصة سورية المخصصة من مياه نهر الفرات وفقاً للاتفاقيات الدولية، إلى استهداف لقمة عيش السوريين عبر التأثير على المحصول الزراعي، لاسيما أن هذا المحصول اليوم في مرحلة يحتاج فيها للسقاية.
وبيّن نجار في تصريح لـ«الوطن» أن منسوب مياه نهر الفرات انخفض في المحافظة بشكل كبير جداً، وانعكس بصورة سلبية على المحركات الزراعية وعلى المحاصيل الزراعية، كاشفاً أن المحركات الزراعية خرجت عن الخدمة، ما أثّر بصورة مباشرة على مشروع القطاع الثالث للري الحكومي في ريف دير الزور الشرقي، والذي يروي أكثر من 11 ألف هكتار مزروعة بمحصول القمح، وهو مشروع مهم جداً.
وأشار المحافظ إلى أن الفنيين بالمحافظة يحاولون إنقاذ محصول القمح، من محاولة الاستهداف التركية، ويعملون على تشغيل ولو جزء من المحركات والاشتغال على الغزارة الضعيفة الحالية، للوصول للرية الأخيرة للمحصول، وهناك اشتغال لحظي لإنقاذ المحصول في المحافظة، لاسيما أن القمح هو محصول إستراتيجي وجرى هذا العام زراعة مساحات كبيرة جداً، بعد انقطاع لسنوات طويلة فرضتها الحرب الإرهابية على سورية.
محافظ دير الزور لفت إلى أن غزارة نهر الفرات انخفضت من 500 إلى أقل من 190متراً مكعباً في الثانية، معتبراً أن النظام التركي يضرب عرض الحائط بكل الاتفاقيات الدولية، متسائلاً أين هي الأمم المتحدة ومؤسساتها المعنية مما يجري اليوم بحق السوريين وبحق حصتهم في المياه؟!
ووصف نجار ما يجري بحق حصة سورية في مياه نهر الفرات بالجريمة واللصوصية بحق الشعب السوري، وقال: «نضع كل ما يجري من انتهاكات بحق مياهنا برسم الجهات الدولية الصامتة والمتغيبة عن كل هذه الجرائم التي ترتكب بحق السوريين والقانون الدولي».
أثّر انخفاض منسوب نهر الفرات على واقع الكهرباء في محافظة الحسكة وعلى ري الأراضي الزراعية فيها حيث بين مدير الشركة العامة لكهرباء الحسكة أنور عكلة، أن المحافظة تتغذى بالطاقة الكهربائية من خط سد الفرات بالطبقة، الذي يغذي المحافظة بنحو 80 إلى 90 ميغاواط، والمصدر الثاني من محطة توليد السويدية ذات العنفات الغازية، والتي تغذي المحافظة بنحو 40 إلى 50 ميغا واط، ومؤخراً وبعد اعتداء النظام التركي على مياه الفرات توقفت عنفات التوليد في سد الفرات، وأدى ذلك إلى انخفاض الطاقة الكهربائية، وبالتالي حرمان المحافظة من الكهرباء وذلك لليوم الخامس على التوالي.
وأشار عكلة إلى أن الشركة تقوم حالياً بتغذية الخطوط الخدمية المستثناة في المحافظة وهي «مضخات المياه والمشافي والأفران والمطاحن» من الكميات المنتجة في منشأة توليد السويدية.
وبيّن عكلة أن خرق النظام التركي للاتفاقيات الدولية أثر على عملية سقاية الأراضي الزراعية وتسبب بجفاف نهر الخابور الذي يشكل مصدر المياه الرئيس للري في محافظة الحسكة، الأمر الذي انعكس على الواقع الزراعي والخدمي بشكل مباشر وقلّص الكثير من المساحات الزراعية.
وينص بروتوكول تقاسم مياه الفرات الموقع مع الجانب التركي عام 1987 على ألا يقل الوارد المائي في نهر الفرات من تركيا إلى سورية عن 500متر مكعب في الثانية تم تخصيص 58 بالمئة منها لتكون حصة العراق وفق اتفاقية ثنائية بين دمشق وبغداد تم توقيعها عام 1989.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن