الأول من نوعه جاء بعد سنوات من المتابعة … افتتاح سوق المهن اليدوية والحرف التراثية والتقليدية الدائم في طرطوس
| طرطوس- هيثم يحيى محمد
بعد سنوات من المتابعة والمطالبات من قبل اتحاد الحرفيين بطرطوس ووسائل الإعلام تحقق أمس الثلاثاء الحلم لحرفيي جمعية المهن اليدوية والحرف التراثية والتقليدية الذين حافظوا على موروث الأجداد، حيث افتتح محافظ طرطوس صفوان أبو سعدى ومحمد حسين أمين فرع الحزب وبحضور رسمي ونقابي وشعبي سوق المهن اليدوية والحرف التراثية والتقليدية على الكورنيش البحري غرب حديقة الطلائع المطلة على البحر غرباً وبمشاركة ٥٧ حرفياً وحرفية بأعمال فنية يدوية متنوعة تمت صناعتها بأيد ماهرة أتقنت عملها وجسدت حقبات متعددة من حضارة الساحل السوري الذي هو جزء لا يتجزأ من الحضارة السورية وتاريخها العريق.
ويعتبر هذا السوق الذي خصصه مجلس المدينة لهذا الغرض بمنزلة معرض دائم لموروث الأجداد وسيشكل لرواده جسراً حقيقياً ما بين الماضي والحاضر تروى من خلاله قصصهم كيف عاشوا وماذا استخدموا وكيف طوروا من خلال المنتجات المتنوعة المتقنة الصنع على يد الأحفاد الذين جمعهم تعلقهم بجذورهم وحبهم لهذه الأعمال.
كما أنه سيشكل مصدر دخل لهم لكونه يساهم في ترويج منتجاتهم ليتمكنوا من الاستمرار ولا يقتصر الأمر على ما تم ذكره فهناك أهداف متعددة أخرى بوشر بتنفيذها مباشرة وهي إقامة دورات تدريبية لجميع الراغبين بتعلم هذه الحرف وكان أولاها دورة على حرفة الخيزران بدأت الدورة قبل الافتتاح بيومين وستتبعها دورات متتالية بشكل دائم وبحيث يكون هذا السوق حاضنة طرطوس الأولى لتعلم الحرف التراثية وترويجها أيضاً.
عضو المكتب التنفيذي لاتحاد حرفيي طرطوس منذر رمضان قال لـ«الوطن»: في كل ركن من أركان هذا السوق نجد فناً ورواية.. هنا ركن خاص بمنتجات الحرير بتنوع رائع وشرح مستفيض عن كيفية تربية اليرقة واستخراج الخيط وحياكته. وهناك لوحة أخرى تجسدت من خلالها روعة الطبيعة من شرنقة الحرير.. ولمقلي الفخار حضوره مع سانونته التي يجلس بها بأمان. وهناك ركن لأطباق القش بألوان ومقاسات مختلفة وللبحر حضوره القوي من خلال مجسمات للمراكب والسفن وأشكال فنية من الصدف وحصى البحر ورمله منها ما جسد التاريخ ومنها ما ألبسه ثوب الحاضر بعبق الماضي. وحيثما نظرنا نر الأعمال المختلفة بخيوط الصوف والحلي والمجوهرات التقليدية والإكسسوارات المتنوعة وفن الخشب بلمسات إبداعية.
ويضيف رمضان: المشغولات عديدة منها بالفضة والأحجار الكريمة والخيزران وفن النحت والجلديات والمنمنات الفنية بالخرز. والكريمات الطبيعية من النبات السوري والمنتج الريفي الغذائي. والعسل الطبيعي.. ومهما حاولنا فلن نتمكن من نقل الصورة كاملة فهو غني بما يحتويه بأدق تفاصيله. وكافة هذه المنتجات والفنون تمت صناعتها بيد حرفية أبدعت كأجدادها منهم ربة المنزل والمتعلم وجريح الحرب وابنة الريف والمدينة هو فسيفساء ضمت تنوعاً أضفى لمسات مضيئة من تاريخ وحضارة مشرفة وعريقة.
وحول إمكانية التوسع في هذه الأسواق قال رمضان: هو حلم تحققت منه البداية ونعتبر بأنه سوق ومعرض يحمل رقم ١ سنستمر ليصبح هناك أسواق مماثلة له في كل المناطق بالتعاون مع جميع الجهات المعنية. أما الهدف المبتغى مستقبلاً فهو لحظ مكان على الكورنيش البحري ليصبح صرحاً مطلاً على البحر الذي انطلقت منه السفينة الفينيقية الأولى للعالم ويصبح مقصداً ومعلماً يشهد على الحضارة السورية التي خطت مناهج التاريخ وأثبتت بأنها أولى المدن المأهولة في العالم.