سورية

أكار: نعتني بـ9 ملايين سوري! .. رصاص «الجندرمة» التركية يمنع الزراعة شمال إدلب

| وكالات

زعم وزير الدفاع في حكومة النظام التركي خلوصي أكار، أمس، أن بلاده بذلت جهوداً من أجل عودة الحياة لطبيعتها في سورية، مدعياً أن تركيا تعتني بـ9 ملايين سوري، في وقت تتعمد «الجندرمة» التركية ومنذ سنوات إطلاق النار على المزارعين الذين يعملون في أراضيهم شمال سورية، الأمر الذي أدى إلى سقوط العديد من القتلى المدنيين، واضطر بعضهم إلى التخلي عن زراعة أراضيهم.
وساق أكار خلال لقائه جنود بلاده في ليبيا، أمس، جملة من الأكاذيب، منها أن نظام بلاده بذل جهوداً من أجل عودة الحياة لطبيعتها في سورية، وأضاف: «الإرهابيون يحاولون تعكير صفو السلام والهدوء هناك، ولكننا لا نسمح لهم بذلك وسنرد عليهم»، وذاك حسبما ذكرت وكالة «الأناضول».
وادعى أكار، أن نظام بلاده لا يعتني فقط بالسوريين البالغ عددهم 4 ملايين على أراضيها، بل هو مسؤول أيضاً عن 5 ملايين سوري شمال سورية، وأن بلاده تبذل ما بوسعها من أجل عودة حياتهم لطبيعتها من خلال تلبية احتياجاتهم مثل الصحة والتعليم والطرقات والكهرباء ومياه الشرب، متجاهلاً أن من عمل على تهجير السوريين من منازلهم، وجعلهم لاجئين في بلاده هو عدوان الجيش التركي، ومرتزقته من التنظيمات الإرهابية، وهم من دمروا البنى التحتية في المناطق التي احتلوها، وحرموا سكانها من أسباب الحياة.
من جهة ثانية، أشار أكار، إلى أن وجود الجنود الأتراك في ليبيا جاء من أجل حماية حقوق ومصالح الليبيين ومساعدتهم، مدعياً حرص بلاده على أهمية سيادة واستقلال ليبيا.
وزعم أكار، أن الوجود التركي في ليبيا مهم للغاية من ناحية حماية مصالحها وحقوقها في شرق البحر المتوسط، وأن أنقرة مستمرة في أنشطتها شرقي المتوسط بما في ذلك اتفاقية مناطق الصلاحية البحرية مع ليبيا.
وبرر أكار العدوان التركي على شمال العراق بأنه من أجل خلاص البلاد من بلاء الإرهاب وأنها ستواصل ذلك، من خلال ما يسمى عمليتا «مخلب البرق» و«الصاعقة»، اللتان شنهما الجيش التركي في 23 نيسان الماضي.
من جهة ثانية، تواصل «الجندرمة» التركية إطلاق النار على المزارعين الذين يعملون في أراضيهم القريبة من الجدار الحدودي شمال سورية، حيث اضطر بعضهم إلى التخلي عن زراعة أراضيهم خوفاً من الاستهداف، حسبما ذكرت مواقع إلكترونية معارضة.
وفي هذا الإطار أوضح المزارع ياسر غنوم، من بلدة خربة الجوز بمنطقة حارم شمال إدلب، أنه لم يتمكن هذا العام من زراعة أرضه التي تبعد عن الحدود التركية نحو 500 متر بعد تكرار استهداف الجندرمة التركية لأولاده أثناء عملهم، حيث أصيب مطلع العام الجاري، أحد أولاده برصاصة استقرت في كتفه، قائلاً: «كانوا يريدون قتل ابني وليس فقط تخويفه، أطلقوا النار عليه بشكل مباشر».
وبيّن غنوم، أنه لم يستفد من أرضه التي تقدر بنحو 15 دونماً للعام الثاني على التوالي، إذ قام العام الماضي بزراعتها بمحصول القمح، إلا أنه احترق قبل موعد حصاده بأيام، حيث أطلق حرس الحدود في النظام التركي النار على الأرض ومنعوه من إخماد الحريق.
والخميس الماضي، أطلقت «الجندرمة» النار على مزارعين بالقرب من بلدة خربة الجوز بمنطقة حارم، ما أسفر عن مقتل أحدهم.
وأكد سكان في مناطق شمال سورية، أن «الجندرمة» التركية تتعمد ومنذ سنوات إطلاق النار على المزارعين الذين يعملون في أراضيهم القريبة من الجدار الحدودي، حيث اضطر بعضهم إلى التخلي عن زراعة أراضيهم خوفاً من الاستهداف.
وقتل الشهر المنصرم، ثلاثة مزارعين، وأصيب آخرون برصاص «الجندرمة»، وسبق الحادثة بشهر مقتل طفل وثلاثة مزارعين أيضاً أثناء عملهم في الأراضي الزراعية القريبة من الحدود التركية.
بدوره بيّن عبد القادر العبيد، وهو من أقارب الطفل يزن حاج باكير الذي قتل برصاص «الجندرمة» في الثاني عشر من شباط الماضي وهو يساعد جده في العمل في بستانه في مزرعة العدنانية بريف إدلب الغربي، أن سكان قريته باتوا يتخوفون بشكلٍ كبير من الاقتراب من أراضيهم، مشيراً إلى أن أكثر من عشرة مزارعين في قريته، بمن فيهم هو، لم يتمكنوا هذا العام من زراعة أراضيهم التي تقدر مساحتها بأكثر من 100 دونم.
وأوضح سكان محليون في مناطق سلقين وحارم، أن «الجندرمة» التركية باتت تستهدف المنازل في القرى القريبة من الحدود.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن