طالبت وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية مجلس الأمن الدولي بتحمل مسؤولياته القانونية والأخلاقية تجاه جرائم سلطات الاحتلال المتواصلة بحق أبناء شعبنا، ولاسيما تلك المتعلقة بالتوسع الاستيطاني عبر الاستيلاء على منازل وممتلكات المواطنين، وفرض التهجير القسري بحقهم.
وأوضحت الوزارة، في بيان، أمس الثلاثاء، أن هذه الجرائم تهدد بشكل جدي فرص تحقيق السلام وفقاً للمرجعيات الدولية المتفق عليها، وفي مقدمتها الأرض مقابل السلام ومبدأ حل الدولتين، وضرورة تنفيذ القرارات الأممية ذات الصلة، وفي مقدمتها القرار (2334).
وأكدت أن الاستيطان بجميع أشكاله هو جريمة وفق القانون الدولي ترتقي لمستوى جريمة حرب وجريمة ضد الإنسانية، يحاسب عليها القانون الدولي، وهو من أبرز الملفات التي أحالتها دولة فلسطين للجنائية الدولية للتحقيق الرسمي فيها، وصولاً لمحاسبة، ومحاكمة المتورطين فيها ومن يقف خلفهم.
كما طالبت الخارجية الجنائية الدولية بالإسراع في إجراء تحقيقاتها في هذا الملف وغيره من جرائم الاحتلال والمستوطنين.
على خط مواز، أودعت سلطات الاحتلال الإسرائيلي ثلاثة مخططات لبناء 392 وحدة استيطانية على مساحة 432.1 دونماً في الضفة الغربية المحتلة.
وذكرت دائرة الخرائط في جمعية الدراسات العربية أن ما تسمى «اللجنة الفرعية للاستيطان» أعلنت إيداع المخطط الهيكلي التفصيلي رقم 66/5/410 لمستوطنة «إفرات» المقامة على أراضي قرية الخضر في محافظة بيت لحم على مساحة 128.5 دونماً لإقامة 193 وحدة استيطانية، ومبانٍ عامة.
وأوضحت أن اللجنة أعلنت أيضاً إيداع المخطط الهيكلي التفصيلي رقم 1/2/110 لمستوطنة «عيناف» المقامة على أراضي قرية رامين في محافظة طولكرم على مساحة 290 دونماً لإقامة 179 وحدة استيطانية، ومبانٍ ومؤسسات عامة.
ولفتت إلى أنها أعلنت إيداع المخطط الهيكلي التفصيلي رقم 5/514 لمستوطنة «شميعة» المقامة على أراضي قرية الظاهرية قضاء الخليل على مساحة 13.6 دونماً لإقامة 20 وحدة.
وقالت إن ما تسمى «اللجنة الفرعية للطرق» أعلنت بدء سريان مفعول المخطط التنظيمي التفصيلي رقم يش/841 لإقامة طريق يصل مستوطنة «رحليم» المقامة على أراضي قرية الساوية جنوب نابلس على مساحة 5 دونمات.
وكان تقرير سابق للمكتب الوطني للدفاع عن الأرض ومقاومة الاستيطان أكد استمرار زحف مشاريع الاستيطان والضم في الأراضي الفلسطينية المحتلة، وسط انشغال العالم بملفات دولية ساخنة.
وأوضح أن شق الطرق الاستيطانية الجديدة يسير بوتيرة أعلى من البناء في المستوطنات، وخاصة أن هذه الطرق تستولي على مزيد من الأراضي الفلسطينية، في سياق مخطط الضم، بهدف ربط التجمعات الاستيطانية، بالتزامن مع التصعيد في البناء الاستيطاني.
وأكد التقرير أن حكومة الاحتلال تستغل الموقف الضبابي للإدارة الأميركية الجديدة، الذي يصل أحياناً إلى مستوى التواطؤ وانشغال العالم بملفات دولية ساخنة، وتواصل بثبات مخططاتها الاستيطانية من خلال السطو على الأرض الفلسطينية.
في سياق متصل، تواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي شن حملة عسكرية متواصلة وكبيرة على بلدة عقربا في محاولة للقبض على منفذ عملية زعترا التي نفذت قبل يومين جنوب نابلس.
وقالت مصادر أمنية فلسطينية إن قوات الاحتلال تحاصر منزل قاسم فوزي بني منية وسط البلد منذ الساعة الثانية من فجر أمس وحتى هذه اللحظة وقد حولت المنزل إلى مقر للتحقيق الميداني بوجود ضباط من المخابرات الإسرائيلية.
وقال مراسل «معا» في نابلس إن قوات الاحتلال الإسرائيلي تفرض حصاراً مشدداً على عقربا وهو المربع الأول الذي تعتقد إسرائيل أن منفذ العملية وصل إليها أو تلقى بعض الدعم منها وتفرض رقابة عسكرية وتدقق في كل المواطنين في محيط قرى عقربا مثل بيتا وعورتا واودلا وأوصرين وتضع حواجز التفتيش عليها وهو المربع الثاني.
الجدير ذكره أن عملية زعترا البطولية التي وقعت مساء الأحد أسفرت عن إصابة ثلاثة مستوطنين أحدهم بحالة صعبة جداً، والثاني بحالة خطرة.