سورية

ستبذل كل ما بوسعها للقضاء على الإرهاب بموازاة دعم العمليات السياسية في الشرق الأوسط … روسيا تمضي بدبلوماسيتها النشطة لحل الأزمة السورية.. وتدعو إلى وضع تصور عالمي موحد لمفهوم الخطر الإرهابي

وكالات :

بينما تمضي موسكو في انتهاج الدبلوماسية الناشطة من أجل إيجاد حل سياسي للازمة السورية، والذي كان آخره إعلان الكرملين عن وجود تفاهم بين موسكو والرياض بضرورة مواصلة الحوار حول موضوع التسوية السورية، أكد وزير الخارجية سيرغي لافروف أن بلاده ستبذل كل ما بوسعها للقضاء على الخطر الإرهابي بموازاة دعم العمليات السياسية في الشرق الأوسط ولا سيما في سورية، مشدداً على ضرورة وضع تصور عالمي موحد حول مفهوم الخطر الإرهابي، وذلك من أجل محاربة الإرهاب بصورة فعالة.
وفي مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره البيلاروسي فلاديمير ماكي في موسكو أمس، أكد لافروف أن «موسكو ستبذل كل ما بوسعها من أجل القضاء على الخطر الإرهابي بموازاة دعم العمليات السياسية في الشرق الأوسط ولا سيما التسوية السياسية في سورية»، على ما ذكرت قناة «روسيا اليوم» على موقعها الإلكتروني.
وأضاف: إن «موسكو ما زالت تصر على ضرورة وضع تصور موحد على مستوى العالم حول ما هو الخطر الإرهابي، باعتباره ضرورياً لمحاربة الإرهاب بصورة فعالة»، موضحاً أنه حتى في إطار التحالف الدولي المناهض للإرهاب الذي تقوده واشنطن، لا يوجد أي تصور موحد في هذا الشأن.
وبموازاة الجهود الروسية لمواجهة الإرهاب، أكد لافروف نية موسكو تكثيف جهودها في سبيل التسوية السياسية للصراعات في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، التي نتج عنها الخطر الإرهابي الفتاك. وشدد على أن «موسكو ستدعم الجهود لاستعادة استقرار الوضع في مناطق أخرى بالمنطقة، بما فيها العراق».
كما أكد لافروف، أن روسيا تواصل اتصالاتها مع مصر من أجل تشكيل وفد للمعارضة السورية ذي تمثيل واسع من أجل خوض المفاوضات مع دمشق. وأردف قائلاً: «نظمنا لقاءات عدة للمعارضة في موسكو، على حين استضافت القاهرة لقاءات مع ممثلي أطياف أخرى في المعارضة. ونحن نواصل الاتصالات مع مصر بغية توحيد هذه الجهود من أجل تشكيل وفد للمعارضة ذي تمثيل واسع».
لافروف وفي كلمة ألقاها في مؤتمر الجامعات لمجموعة «بريكس» الذي انعقد في موسكو أمس، اعتبر أن محاولات إسقاط نظم بحجة أنها «غير مناسبة» في الشرق الأوسط أدت إلى زعزعة الأمن وتفشي الفوضى وخطر تفكك دول وسيطرة الإرهابيين على أجزاء منها.
ونقلت وكالة «سانا» للأنباء عن لافروف، قوله: إن «تفاقم الخطر الإرهابي في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا حدث على خلفية إضعاف مؤسسات الدول في عدد من دول المنطقة بما في ذلك نتيجة التدخل الخارجي الصارخ».
وأكد وزير الخارجية الروسي وحدة مواقف مجموعة بريكس في مكافحة الإرهاب ومعارضة محاولات اللجوء إلى القوة لحل القضايا الدولية والتدخل في الشؤون الداخلية بما في ذلك فرض عقوبات أحادية الجانب، وأن دول المجموعة تدعو إلى تعزيز الدور المركزي للأمم المتحدة في الشؤون العالمية.
وكان قادة دول مجموعة بريكس التي تضم روسيا والهند والصين والبرازيل وجنوب إفريقيا أكدوا في آخر اجتماع للمجموعة في مدينة فورتاليزا في البرازيل عام 2014 على أن لا حل عسكرياً أبداً للأزمة في سورية، داعين إلى ضرورة وضع حد للاعتداءات التي ترتكبها التنظيمات الإرهابية.
وبالترافق قال المتحدث الإعلامي باسم الكرملين دميتري بيسكوف حسب وكالة «سبوتنيك» الروسية للانباء: إن الزيارة المرتقبة للملك السعودي سلمان بن عبد العزيز آل سعود إلى روسيا يجري التنسيق بصددها عبر القنوات الدبلوماسية.
وأضاف بيسكوف في تصريح صحفي: إن الجانبين الروسي والسعودي سيصدران إعلاناً مشتركاً حول هذه الزيارة بعد الاتفاق على موعدها والترتيبات التنظيمية الخاصة بها.
كما قال بيسكوف رداً على سؤال عن فحوى المكالمة الهاتفية التي دارت، الإثنين، بين الرئيس فلاديمير بوتين والملك سلمان والتي تعتبر الثانية من نوعها خلال أسبوع: إن موسكو والرياض بينهما تفاهم بشأن ضرورة مواصلة التفاعل والحوار حول موضوع التسوية السورية وكذلك التسوية الشرق أوسطية.
وليل الثلاثاء أفاد المكتب الصحفي للكرملين أن «الرئيس الروسي والملك السعودي تبادلا خلال المكالمة الهاتفية، الآراء حول مجموعة من المسائل المتعلقة بتسوية الأزمة السورية، بما في ذلك أخذهما بالحسبان مخرجات اللقاء في شأن سورية الذي جمع وزراء خارجية روسيا والسعودية والولايات المتحدة وتركيا في فيينا الجمعة 23 تشرين الأول، إضافة إلى ما تلا الاجتماع من لقاءات أخرى جرت بصيغ مختلفة».
وأضاف: «إن العاهل السعودي قيم عالياً الدور النشيط الذي تلعبه روسيا في دفع العملية السلمية هناك».
وجاء الاتصال الأخير بين الرئيس بوتين والملك سلمان بالترافق مع مكالمة هاتفية بين وزير الخارجية الروسي ونظيره الأميركي جون كيري هي الثالثة من نوعها في ثلاثة أيام بين الرجلين.
وقالت وزارة الخارجية الروسية: إن الوزير لافروف بحث في العملية السياسية السورية مع نظيره الأميركي في اتصال هاتفي. وأوضحت أن الاتصال تركز على ما يمكن عمله لإشراك القوى الإقليمية الأخرى في العملية السياسية.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن