أكد وزير الخارجية الفرنسي، جان إيف لودريان، أمس، أن بلاده ستتعامل بحزم مع الذين يعطّلون تشكيل الحكومة في لبنان، مشيراً في الوقت نفسه لاتخاذ تدابير وطنية.
وأوضحت وزارة الخارجية الفرنسية، أن لودريان سيزور لبنان اليوم، موجّهًا رسالة شديدة اللهجة إلى المسؤولين السياسيين ورسالة تعبّر عن تضامنه التام مع اللبنانيين، وقال لودريان:» سنتعامل بحزم مع الذين يعطّلون تشكيل الحكومة، ولقد اتّخذنا تدابير وطنية، وهذه ليست سوى البداية»، حسبما ذكرت وكالة «سبوتنيك».
ويتجنب رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري حتى اللحظة تقديم إجابة خطية ورسمية على الطرح الحكومي الذي تقدّم به البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، والذي جاء خلاصة للقاء مع كل من رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، ومع رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل، حسبما ذكر موقع «النشرة».
وكشفت مصادر واسعة الاطلاع أن باريس التي تبلّغت انزعاج بكركي من هذا السلوك، تتشبّث حتى اللحظة بمقاطعة لودريان لسعد الحريري عن طريق عدم زيارته في بيت الوسط، كرسالة سياسية شديدة التأثير بأنه صار رسمياً في قائمة معطّلي تشكيل الحكومة، بعدما ثبت لها أنه يعطّل مبادرة البطريرك الماروني، تماماً كما عطّل تباعاً المبادرة الفرنسية ومبادرة رئيس مجلس النواب نبيه بري.
وتأتي الزيارة المرتقبة بعدما أعلن لودريان، في أواخر شهر نيسان الماضي، اعتزام فرنسا منع دخول شخصيات لبنانية متورطة في قضايا فساد إلى أراضيها في محاولة للضغط على القوى السياسية اللبنانية لتسريع تشكيل الحكومة.
وشَنَّ لودريان في وقت سابق من الشهر الماضي، هجوماً حاداً على القوى السياسية اللبنانية بسبب عدم إنهاء الأزمة السياسية والاقتصادية في لبنان، وأكد أن بلاده سوف تتخذ إجراءات محدّدة بحق من يعرقلون إنهاء الأزمة في لبنان.
وقال لودريان أمام الجمعية الوطنية الفرنسية: «القوى السياسية اللبنانية عمياء ولا تتحرك لإنقاذ البلاد على الرغم من التعهدات التي تم اتخاذها وهذا يعدّ جريمة»، مؤكداً أنها ترفض التوافق وتضع مطالب تعجيزية خارج الزمن.
وأشار لودريان إلى أن بلاده سوف تتخذ تدابير محدّدة بحق الذين فضّلوا مصالحهم الشخصية على مصلحة البلاد، والأيام المقبلة ستكون مصيرية، في حال لم تتخذ هذه الأطراف قرارات ملائمة سوف تقوم فرنسا بواجبها.