بعد 21 سنةً من آخر لقبٍ حصده فريق رجال جبلة وهو لقب الدوري عام 2000، يعود جبلة من جديد لسكة الألقاب بنيله لقب كأس الجمهورية بفوزه يوم الأربعاء الفائت على حطين بركلات الترجيح بعد التعادل السلبي، ليعيد بعضاً من هيبته المفقودة على مر العشرين سنةً العجاف، ويستعيد نغمة البطولات والإنجازات، التي بدأها بترتيبٍ مقبولٍ في الدوري (السابع) مع نديةً عاليةً ضد كبار الدوري، لينهي موسمه الناجح بحصد بطولة كأس السيد رئيس الجمهورية.
إن هذا الإنجاز بالطبع ليس وليد المصادفة، وإنما له عوامل عديدةً، منها قيام الإدارة وبالتحديد رئيس النادي بالدعم اللامحدود لإنجاح المهمة وتقديمه من جيبه الخاص كرمى لعيون النادي. كما قامت الإدارة باستفتاح الموسم باعتماد الكابتن عمار الشمالي مدرباً وإعطائه الثقة الكاملة والحرية باختيار اللاعبين، فكان الشمالي أميناً على الفريق، وعرف كيف يدير الدفة كما يريد، ونجح وقدم لجمهور النادي هديةً رمضانيةً كبيرةً، وهي لقب كأس السيد رئيس الجمهورية، زارعاً الابتسامة على وجوه الجماهير الكبيرة التي أقامت عرس الاحتفال بالفريق في شوارع جبلة عند قدومه، في لوحةٍ لن تنسى بفرحٍ غامرٍ ذاق الجميع طعمه.
وبالطبع لا ننسى الفضل الأول والأخير للاعبين وجلهم من أبناء النادي، الذين كانوا على الموعد وقدموا الغالي والرخيص في سبيل تحقيق هذا الإنجاز الغالي والكبير، فسعدوا وأسعدوا جماهيرهم.
وبهذه المناسبة التقينا بالكابتن عمار الشمالي مدرب الفريق وسألناه عن مواجهة حطين في النهائي وعن الأمور التي جعلت فريقه يتفوق على حطين هذه المرة وينال لقب الكأس فقال لنا:
عملنا قبل المباراة النهائية على تفاصيلٍ صغيرةٍ وجزئياتٍ كثيرةٍ، منها ما يتعلق بالعامل النفسي بزرع الثقة باللاعبين، وعدم الاستسلام تحت أي ظرفٍ من الظروف، منبهين لضرورة ضبط النفس والبعد عن التهور، ومركزين على الثبات الذهني وبقاء التركيز طوال مراحل المباراة.
وما فادنا كثيراً محبة اللاعبين بين بعضهم وروحهم التي كانت على أعلى المستويات، وأما الجانب البدني فقد حضرنا الفريق بشكلٍ ممتاز، وقد لعب الفريقان شوطين كاملين بالإضافة لشوطين إضافيين، ولم نشهد هبوطاً بدنياً لفريقنا في الشوطين الإضافيين، بل على العكس لعبنا برتمٍ عالٍ جداً، وقدمنا مباراةً كبيرةً، وكان لاعبونا رجالاً في أرض الملعب. فاستطاعوا إحراز كأس الجمهورية وإعادته لخزائن النادي.
أما بالنسبة للجوانب التكتيكية فإنا بالقراءة الفنية لحطين تنبهنا لأنه يمتلك أجنحةً وظهيرين على مستوى عالٍ من الخطورة، ففريقهم بارعٌ بصناعة الفرص من على الأطراف، وبلعب الكرات العرضية، لذا قمنا بتعطيل مفاتيح لعبهم، عن طريق إيقاف الظهيرين ومنعهما من المشاركة، وبالتالي منع دخول أجنحة حطين إلى منطقة جزائنا وهذه طريقة لعب حطين، كما عطلنا مفاتيح لعبهم بالعمق من خلال رقابةٍ صارمةٍ جداً، واعتمدنا على المرتدات التي كادت تنجح اثنتان منها لمصطفى الشيخ يوسف وواحدةٌ أخرى للحفيان، كما حذرنا دفاعنا من كرات حطين الثابتة وخصوصاً الركنيات، ونبهنا الفريق بألا يرتكب أي أخطاء أثناءها، علماً أن حطين قد شكل خطورةً خلال آخر الدقائق من خلال ركنيتين اثنتين.
وعند وصول المباراة للركلات الترجيحية كان لاعبونا مرتاحين نفسياً، وذلك كله بسبب التحضير النفسي والذهني الجيد، وعلى الرغم من ضياع أول ركلة جزاء لأحمد بيريش الذي لم ينجح بطرق المرمى، إلا أن تسديدته كانت صحيحةً، مثله مثل كل لاعبينا الذين كانت تسديداتهم كلها صحيحةً، وأصابوا المرمى جميعهم، لقد سجلنا ست ركلاتٍ من أصل سبعٍ وهذا رقمٌ كبيرٌ مع العلم أن فارق الخبرة هو لمصلحة حطين، حيث إن أغلب لاعبيه يمتلكون خبرة كبيرة في المباريات النهائية، ويحملون ألقاباً في الدوري والكأس، أمثال شاهر الشاكر وحسين شعيب وعز الدين عوض والعنيزان والجويد وقلفا والرفاعي والبوطة، ومع ذلك تفوقنا على أنفسنا وعليهم واستحققنا كأس الجمهورية بجدارة باعتراف جميع الحضور والنقاد.
ثم سألنا الكابتن عمار الشمالي عن عوامل وصول فريق جبلة إلى منصات التتويج بعد غيابٍ لإحدى وعشرين سنة وعن التغيرات الجذرية التي حصلت فحدثنا قائلاً:
«على الرغم من قصر عملية التصحيح من خلال عملنا في هذا الموسم كأول موسم بناءٍ، وعلى الرغم من أن عملية البناء بطبيعتها تحتاج وقتاً طويلاً، علماً أن عملية البناء هذه جاءت على أنقاض مرحلةٍ طولها عشرون سنةً، تعرضنا خلالها لانتكاساتٍ عديدةٍ، وهبطنا أربع مراتٍ، ونافسنا على الهبوط سنواتٍ طويلةٍ، ولكن بتعاون الجميع تمكنا أولاً من الوصول لمركزٍ جيدٍ في الدوري، علماً أنه لولا الكوارث التحكيمية والأخطاء المرتكبة بحق الفريق لكان من الممكن أن نكون ضمن المربع الذهبي، والجميع متفق على حدوث أخطاءٍ تحكيميةٍ كبيرةٍ بحقنا، والآن نلنا اللقب الغالي لقب كأس السيد رئيس الجمهورية.
لقد قمنا بعملية بناء الفريق في بداية الموسم ضمن إمكانياتٍ ماليةٍ محدودةٍ، لذا ركزنا على أبناء النادي بنسبةٍ كبيرةٍ، ولك أن تتخيل أن خمسة عشر لاعباً من التشكيلة الحالية هم من أبناء النادي، علماً أن الفريق نفسه كان مهدداً بالهبوط في المواسم السابقة بوجود اللاعبين أنفسهم. وقمنا ببعض الإضافات بعودة البحر والحفيان وبعض الإضافات الأخرى مثل نور علوش وحمزة الكردي وعبد القادر غريب، وأسباب وصول الفريق إلى هذه الإنجازات هو حالة الانسجام والتفاهم والتناغم بين اللاعبين، وروح العائلة الواحدة بينهم، بالإضافة لتفاصيلٍ تكتيكيةٍ ونفسيةٍ وذهنيةٍ أو بالمجمل يمكن تسميتها النجاح في فن إدارة الفريق، ولقد وفقنا بالقيام بهذا الأمر، وساعدنا على هذا لاعبونا الذين كانوا على أعلى المستويات الأخلاقية، وهم أصحاب الفضل الأول بتحقيق هذا الإنجاز.
إني أرى هذا الإنجاز غير مسبوقٍ بتاريخ النادي، وهو أفضل موسمٍ بتاريخ النادي حسب رأيي لعدة أسبابٍ: منها أننا حققنا بطولة كأس الجمهورية بتكاليفٍ عاديةٍ جداً وقليلةٍ، وأيضاً لقب هداف الدوري الذي اقترب من نيله محمود البحر هذا الموسم، وهو لقبٌ سنحصل عليه جميعاً ونفخر به كلنا، وهو ليس إنجازاً للبحر فقط وإنما للنادي وللاعبين وحتى لي كمدرب، وأيضاً حققنا المركز السابع في الدوري بعد إحدى وعشرين سنةً من الانتكاسات، ولولا الظلم التحكيمي لكنا بالمقدمة، وتأهلنا بفضل لقب الكأس لأن نكون طرفاً في مباراة كأس السوبر التي سنواجه فيها تشرين، بالإضافة للتأهل لكأس الاتحاد الآسيوي، وكل هذه الإنجازات تمت خلال هذا الموسم بصناعةٍ جبلاويةٍ بامتياز، ونحن فخورون بهذا الشيء جداً، وبهذه المناسبة أوجه شكري لرئيس النادي على الصلاحيات المطلقة الممنوحة لي من قبله بالإضافة لتبنيه الأمور المادية الخاصة بالنادي.
أما رئيس النادي المحامي سامر محفوض فقد أكد في تصريحٍ له أن اللوحة الرائعة التي عاشها أبناء جبلة أمام مقر النادي بعد عودة فريقهم المظفرة ونيلهم كأس الجمهورية تعتبر حالةً جماليةً وايجابيةً عفويةً، فقد أعطت انطباعاً متميزاً عن دور الرياضة في جمع أبناء المدينة تحت راية المحبة، وإيذاناً بعودة الألق إلى ربوع هذا النادي بعد 21 سنة عجافاً، ووصف المحفوض هذا الإنجاز بأنه لم يكن وليد المصادفة، بل كان نتيجة جهدٍ وتعاونٍ للجهازين الإداري والفني، وخطة عملٍ كانت نتاج تفاهمٍ دائمٍ مع الكابتن عمار الشمالي، وأمل بأن تكون هذه البطولة البداية في صنع إنجازاتٍ جديدةٍ في القادمات من الأيام، منبهاً إلى أن هذا يتطلب التفاف جميع أبناء جبلة حول ناديهم الكبير بهم، ومضاعفة الجهود جميعها وتعاون جميع أبناء المدينة مادياً ومعنوياً. بالإضافة لخطة عملٍ جديدةٍ بين الإدارة والمدرب عمار الشمالي.
اللاعبون أصحاب الإنجاز
عيسى الأشقر، أحمد الشيخ، منهل مهنا، عبد الإله حفيان، محمود البحر الأخوان:حيدر محمد وعلي محمد، علي سليمان، محمد خوجة، عمر نعنوع، علي مسلم، أحمد الشغري، ميهوب اسماعيل، سليم برهوم، عبد الله حمود، أحمد البيريش، مصطفى الشيخ يوسف، نور علوش، حمود الحمود، عبد القادر غريب، حمزة الكردي، عدي عيد، يوسف أصيل
الجهاز الفني والإداري
عمار الشمالي ويساعده أخوه أيهم الشمالي، وعلي الصالح، مدرب الحراس: أسامة حاج عمر
الإداري: عصام درويش
مدير الفريق: عهد محفوض.