رياضة

الدوري الكروي الممتاز لكرة القدم في مرحلة الوداع … مباريات ودية لا منافسة فيها ولا إثارة.. تشرين يطلق الأفراح ولا عزاء للساحل والحرية

| ناصر النجار

تختتم في الثالثة من عصر اليوم الأحد مباريات الدوري الكروي الممتاز، فتقام مباريات المرحلة الأخيرة وهي مباريات وداعية ليست إلا بعد أن حُسم اللقب وهبط الهابطان، وستلعب الفرق بمن حضر من لاعبيها باعتبارهم ودعوا الموسم الكروي، لكن علينا أن نلاحظ مسألة مهمة وهي مشاركة تشرين والوحدة بالبطولة الآسيوية، لذلك من الطبيعي أن تكون المباراتان الخاصة بهما بمنزلة استعداد أخير للفريقين قبل السفر إلى الأردن والبحرين.

تشرين تنطبق على مباراته مع الكرامة لقب المباراة الاستعدادية القوية، على حين لن يحظى الوحدة بمثل هذه الفرصة لأن خصمه الساحل هبط إلى الدرجة الأولى والفريق فرط عقده فلم يجتمع بعد مباراة الحرية ولم يعد يتمرن والإدارة استقالت، لذلك ستكون مباراة الوحدة مع الساحل عبارة عن تمرين ليس إلا.
بقية المباريات ستكون عادية جداً ولا ندري إن كان الحرية سيتخلف عن لقاء الفتوة أم إنه سيشارك بفريق خليط بين الشباب والرجال.

فقدان الحافز

ما تمر به مباريات الدوري المتبقية تشير إلى عدم اهتمام أغلب الفرق بمباريات هذه المرحلة بعد أن بان وظهر كل شيء، فالفرق الكروية فقدت كل حافز لتقديم أي جهد أو أداء تنافسي ما دام الموضوع «سيان» فمن يأتي في المركز الثاني كمن يأتي في المركز الثاني عشر، وأنديتنا بطبيعة الحال لا تغذي ثقافة الفوز بنفوس لاعبيها بل إنها قد تحاول الهرب من المباراة الأخيرة بأشكال متعددة، ولأن أمور أنديتنا في خبر كان على الصعيد الإداري والتنظيمي، فقد نجد أن بعض الأندية أو اللاعبين يريدون اختتام الموسم بأقل تكلفة مالية ممكنة من خلال عقوبات مالية على اللاعبين والكوادر كما فعل نادي الساحل مثلاً محملاً الفريق كله مسؤولية الهبوط إلى الدرجة الأولى.

وهذا الموضوع (غياب ثقافة الفوز) ساهم بتواضع الكثير من المباريات في الأسابيع الخمسة السابقة، كما وجدنا أصابع الشيطان وقد تدخلت فعلاً ببعض المباريات فجاءت نتائجها محيرة للجميع وقد رسمت العديد من إشارات الاستفهام؟

ولو أن اتحاد كرة القدم وضع ضوابط للمباريات وحوافز لكل الفرق حسب نتائجها ومواقعها لما شاهدنا مثل المسرحيات الهزلية في بعض المباريات.

مباراة التتويج

مباراة الكرامة مع تشرين على ملعب الباسل بحمص ستكون مباراة تتويج فريق تشرين بدرع الدوري، والتتويج ناقص الفرحة لأنه سيجري خارج ملعب بطل الدوري، وكنا نأمل لو أن اتحاد كرة القدم فكر قليلاً فتوج البطل على أرضه ولكنه كان غير مستعد والدرع غير جاهز، على كل حال لن يقصر أبناء تشرين مع فريقهم وحتماً سيحتفلون بهم بعد عودتهم من حمص.

على العموم مباراة التتويج هذه كان من المقدر لها أن تكون مباراة القمة أو البطولة، لكن الكرامة تراجع مستواه بعض الشيء في الإياب فصارت المباراة اليوم تحصيل حاصل على مستوى المنافسة لكنها لن تكون بالمعنى نفسه على صعيد اللقاء، فالكرامة يريد وداع الدوري مسكاً وتشرين يريدها الختام الجيد لبطولة تليق به واستعداداً للبطولة الآسيوية التي سيشارك بها في الأسبوع المقبل بالأردن.

على العموم المباراة ستكون جيدة لكن لا أتوقع أن تكون عبارة عن احتكاك قوي لأن لاعبي تشرين قد يخشون على أنفسهم من الإصابة فيغيبون عن الظهور الآسيوي الأول، خسارة تشرين غير واردة لاعتبارات عديدة، لذلك من المرجح أن تنتهي المباراة إلى التعادل، في الذهاب حسم تشرين قمة الدوري على ملعبه باللاذقية ففاز بهدف نديم الصباغ.

الكأس في دمشق

مرة أخرى يحل بطل الكأس ضيفاً على فريق الجيش في آخر مواجهات الدوري على ملعب الجلاء، المباراة من المفترض أن تكون كبيرة وقوية لأنها تجمع بطل الكأس مع وصيف الدوري، ومن غير المستحب أن يخسر بطل الكأس أول لقاء له بعد أقل من أسبوع على نيله لقب كأس الجمهورية، الجيش يريد وداعاً شرفياً للدوري يبقيه على مقربة من المتصدر بالفارق نفسه أو بفارق أقل وهذا مهم للفريق وسمعته من الناحية المعنوية، وجبلة يهتم للموضوع من باب أنه بطل للكأس ويجب أن يبقى كبيراً بعيون محبيه ومشجعيه وفوزه بالكأس سيدعمه في المباراة لأنه سيضيف إليه روحاً معنوية كبيرة، من هذا المبدأ سنشهد مباراة جيدة نوعاً ما وستكون متوازنة ومتقاربة والأفضلية لصاحب الأرض.

في الذهاب فاز الجيش بهدف محمد الواكد على ملعب حماة البلدي لعقوبة نادي جبلة باللعب خارج أرضه بلا جمهور.

مباراة تدريبية

يخوض فريق الوحدة مباراة تدريبية باهتة في طرطوس بضيافة الساحل الذي هبط إلى الدرجة الأولى في المرحلة الماضية، والأخبار الواردة من نادي الساحل تفيد أن إدارة النادي استقالت وقبلها سطرت عقوبات مالية بحسم المبالغ الأخيرة من الرواتب الشهرية والعقود للاعبين والكادر الفني والإداري بسبب هبوط الفريق، وعلمنا حسب مراسلنا في طرطوس أن لاعبي الفريق لم يتمرنوا منذ تأكد هبوط الفريق في الأسبوع الماضي، من هذه المعطيات أعتقد أن رحلة الفريق البرتقالي إلى الساحل ستكون سياحية بامتياز ومن المتوقع أن يعود بصيد محرز.

في الذهاب فاز الوحدة 2/1 سجل للوحدة محمد الحلاق وعبد الرحمن بركات وسجل للساحل محمد عوض ونال محمود غانم البطاقة الحمراء بعد نهاية المباراة.

نهاية حزينة

حطين خرج من مولد الدوري والكأس بلا حمص، والغريب أنه تفرغ لمباريات الكأس على أمل الفوز ببطولتها وفتح مرماه مشرعاً للصغير قبل الكبير ليفوز عليه ويكسب النقاط من خلاله، وللأسف تحول من فريق كان ينافس على الصدارة واللقب في الدوري إلى فريق يحتل المركز الخامس، ورهانه هذا الموسم لم يكن موفقاً وعلى ما يبدو أنه بحاجة إلى الكثير من الخبرة الإدارية والفنية فهذه النتيجة السوداء ينالها للموسم الثاني على التوالي رغم أنه أعد العدة الكاملة وأنفق مئات الملايين من أجل الحصول على مركز مشرف.

حطين سيستقبل الوثبة في ختام حزين لكليهما، فالفريقان خرجا من الموسم الكروي من دون أي بصمة أو إنجاز وهما يودعان الدوري بلقاء لن يكون مضغوطاً ولا حماسياً ولا مثيراً، الفوز سيكون بمصلحة حطين والوثبة سيجتهد لإدراك التعادل.
في الذهــاب فــاز حطــين بهــدف أحمد الأشقر.

تحسين الموقع

مباراة الطليعة مع الشرطة على ملعب حماة البلدي يريد منها صاحب الأرض تعزيز موقعه بالمركز السادس بالمزيد من النقاط، والضيف الشرطة لا حول ولا قوة له، وسبق أن خسر في المرحلة الماضية أمام حطين بنتيجة كبيرة 1/4، وهذا يدل على اللامبالاة في الفريق التي ظهرت في التعامل مع الدوري وبمبارياته بعد أن ضمن نقاط البقاء، في الذهاب خسر الشرطة على أرضه بهدفين نظيفين سجلهما خالد مبيض وزاهر خليل.

مباريات ضبابية

مباراة الحمدانية بحلب بين الاتحاد وحرجلة ضبابية غير مفهومة العواقب ومثلها مباراة الفتوة مع الحرية.

فريق الاتحاد أنهى موسمه وحاله غير متوازن ولا ندري ماذا سيفعل في الآونة الأخيرة مع وجود التخبطات الكثيرة والمطالبات العديدة من اللاعبين برواتبهم وعقودهم وصندوق النادي فارغ من المال، قد يكون حرجلة بوضع أفضل من خلال وجود إدارة جيدة ومتفهمة لكن حدودها باتت ضيقة هذا الموسم، وستبحث عن حدود جديدة في الموسم القادم، إن كان فريق حرجلة جاهزاً واستغل حالة التوهان لمستضيفه كان الفوز من نصيبه، وإن كان الفريقان في حال متشابه من الملل فالفوز من نصيب الفريق الأقل أخطاء.

في لقاء الذهاب فاز الاتحاد 2/1 سجل للاتحاد إبراهيم الزين من جزاء وأحمد الأحمد ولحرجلة يوسف عرفة.

مباراة الفتوة والحرية ستكون مباراة وداعية لفريق الحرية بعد أن تأكد هبوطه للدرجة الأولى، إذا لعب من دون ضغوط ومن أجل شغف كرة القدم وجمالها فقد يكون الفوز من نصيبه، وإن جاء إلى ملعب تشرين بمن حضر من لاعبين ولتأدية الواجب فإن الفتوة سيحقق فوزاً سهلاً، بكل الأحوال وإن كانت الأجواء طبيعية فإن المباراة متكافئة ومتوازنة وقد تنتهي إلى التعادل كما انتهت مباراة الذهاب 1/1 سجل للحرية حسام الشوا وأدرك الفتوة التعادل في الدقيقة 92.

المنافسة مستمرة

على الطرف الآخر انتهت المنافسة على لقب الهدافين إلى هداف جبلة محمود البحر 21 هدفاً، بعد سفر محمد الواكد هداف الجيش 17 هدفاً إلى لبنان للمشاركة مع نادي العهد في بطولة الاتحاد الآسيوي، في المركز الثالث هداف الطليعة أحمد العمير وله 13 هدفاً ومن المتوقع أن يحسن رقمه في لقاء الشرطة.

رابع الهدافين مهاجم حطين أنس بوطة وله ثمانية أهداف ويتساوى معه المهاجم المحترف علاء الدين الدالي لاعب تشرين السابق.
في المركز الخامس عمرو جنيات من الكرامة وماهر دعبول ومحمد مرمور من تشرين وياسين سامية من حرجلة ومؤمن ناجي من الجيش وسجلوا في الدوري حتى الآن سبعة أهداف ومعهم مهاجم حطين السابق مرديك مردكيان المحترف مع الفيصلي الأردني.

سجل ستة أهداف مصطفى الشيخ يوسف من فريق جبلة، وسجل خمسة أهداف المدافع مازن علوان من الشرطة ومعه أحمد الغلاب مهاجم الساحل وميلاد حمد مهاجم الكرامة.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن