سورية

نشطاء في المعارضة: تيار بناء الدولة غير موجود إلا على الورق…جودة لـ«الوطن»: مؤتمر لؤي حسين وخالد خوجا غطاء سياسي لاحتلال تركي لمناطق سورية.. ونحضّر لتشكيل تيار سياسي جديد

اعتبر المعارض السوري أنس جودة أن المؤتمر الصحفي لرئيس الائتلاف المعارض خالد خوجا ورئيس «تيار بناء الدولة السورية» المعارض لؤي حسين في اسطنبول «عبارة عن تغطية سياسية واضحة للرغبة التركية بتشكيل مناطق آمنة في الشمال السوري تكون تحت سيطرة ورعاية الحكومة التركية بشكل مباشر»، كاشفاً عن أن أعضاء تيار بناء الدولة الذين انسحبوا منه يحضرون لـ«تشكيل سياسي جديد» سيعلن عنه قريباً. وفي حديث مع «الوطن»، علق جودة على المؤتمر الصحفي المشترك لخوجا وحسين قائلاً: إنه «عبارة عن تغطية سياسية واضحة للرغبة التركية بتشكيل «مناطق آمنة» في الشمال السوري تكون تحت سيطرة ورعاية الحكومة التركية بشكل مباشر ما يعني عملياً توفير الغطاء السياسي لاحتلال تركي لمناطق سورية عبر قوات مسلحة على رأسها جبهة النصرة». وأضاف: إن «كل الكلام عن سورية تعددية وديمقراطية وتأمين الحماية للسوريين الذين تنتهك حرياتهم هو لتغليف هذا الطرح وإعطائه شكلاً مقبولاً». وأشار جودة إلى أن «الحديث عن تشكيل «جيش وطني» هو محض لغو فلا يمكن تشكيل أي قوة مسلحة اليوم من دون تمويل خليجي وغطاء سياسي تركي وأميركي وهذه الدول أثبتت أنها لا تريد خيراً لسورية ولا للسوريين ولا يمكن أن ينتج عن التعاون معها إلا ما شهدناه من طغيان للقوى التكفيرية».
وأضاف: إن «الصراع اليوم هو بين «النصرة» وداعش والسلطة السورية، وقد نختلف مع السلطة سياسياً لأبعد الحدود، فهذه السلطة وأداؤها كان أحد الأسباب الرئيسية لاستفحال الأزمة ولكن في نهاية المطاف هي تمثل الدولة السورية التي علينا حمايتها وحماية مؤسساتها وعلى رأسها الجيش وإلا تحول بنا الأمر لانتشار سيطرة ميليشيات عسكرية – كالتي بشرنا بها في المؤتمر المذكور- لن تقوم للدولة السورية بعدها أي قائمة وليبيا خير شاهد على ذلك». ورداً على سؤال حول مصير الأعضاء الذين انسحبوا من التيار والموجودين داخل سورية، قال جودة: «نحن مستمرون بالعمل السياسي والمدني وفقاً للمبادئ والتوجهات التي كنا نسير عليها في الفترة الماضية ضمن تشكيل سياسي جديد سيعلن عنه قريباً».
وأضاف: «سوف يكون العمل مركزاً على تمتين الوحدة الوطنية والنهوض بواقع المصالحات اجتماعياً وسياسياً ومدنياً وثقافياً عبر ترسيخ اللامركزية الإدارية وتمكين الحكم المحلي لبناء خطوات على طريق التغيير السياسي الحقيقي حتى نتمكن جميعاً من مكافحة الإرهاب وحواضنه السياسية والفكرية».
إلى ذلك أثار استبعاد علم «المعارضة السورية» عن منصة المؤتمر الصحفي المشترك الذي جمع خوجا وحسين الإثنين استياء عدد كبير من المعارضين والناشطين على مواقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك». وأظهرت صور التقطها صحفيون سوريون معارضون حضروا المؤتمر الذي أعلن الرجلان خلاله رؤية مشتركة للحل السياسي في سورية، المنصة وخلفها علم «المعارضة السورية» قبل أن يتم استبعاده إلى زاوية القاعة قبل بدء المؤتمر. وطالبت «لجان التنسيق المحلية» المعارضة في بيان صحفي بمساءلة خوجا. وقالت: «من يبعد العلم بناء على رغبة شخص يمثل تياراً غير موجود إلا على الورق مثل السيد لؤي حسين وتياره المزعوم لا يؤتمن على تمثيل المعارضة بشكل جدي».
من جانبه قال حسين في صفحته الشخصية على «فيسبوك»: «أحترم كل الأعلام السورية التي رفعها السوريون في جميع مراحل دولتهم»، مضيفاً: اقترحت على خوجا أن «نضع العلمين (أي العلم الرسمي وعلم المعارضة) ملتصقين ببعضهما كرمز لجميع السوريين بما يقوي الرسالة التي نود إيصالها، أو لا نضع أي علم حتى لا نظهر وكأننا نخاطب فئة واحدةً فقط من السوريين». وأضاف: «عندما وصلنا إلى قاعة المؤتمر لم نكن قد حصلنا على العلم الأحمر لأنه نادرٌ في اسطنبول، لهذا خرج المؤتمر الصحفي من دون أعلام»، معرباً عن خشيته من أن «هناك من يريد إعاقة أي عمل وطني يسهم في وحدة الصف، وإنقاذ سورية التي تشرف على الانهيار، من خلال تصيّده لمثل هذه الأمور وجعلها القضية المحورية، دون أدنى اهتمامٍ لما جاء في المؤتمر، وللدلالات التي يقدمها الحدث».
بدوره غرد خوجا بعد الانتقادات التي طالته عبر «تويتر» قائلاً: «وجود علم (الثورة) على يميني مدعاة فخر واعتزاز لي، وأتطلع إلى اليوم الذي تعتمده جميع قوى وفصائل (الثورة)».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن