سورية

في دمشق وموسكو.. صوت النصر قريبٌ جداً … سوريون يشاركون أبناء الشعب الروسي فرحتهم بالذكرى الـ76 للنصر على النازية

| سيلفا رزوق

شارك سوريون أمس أبناء الشعب الروسي فرحتهم بالذكرى السادسة والسبعين للنصر على النازية، في حفل أقيم على مسرح الأوبرا بدار الأسد للثقافة والفنون، وبحضور شخصيات رسمية وفنية وثقافية وعدد من أبناء الجالية الروسية في سورية.
الاحتفال الذي أقيم بالتعاون بين وزارة الثقافة وسفارة جمهورية روسيا الاتحادية والمركز الثقافي الروسي في دمشق قدمت خلاله مجموعة من الموسيقيين السوريين بقيادة المايسترو ميساك باغبودريان أغنيات أوبرالية وشعبية روسية عن الحرب وبطريقة بصرية أبهرت الحضور، تمازجت فيها الصورية مع الكلمة والأداء، استحضر من خلالها خريجو وطلاب المؤسسات الأكاديمية السورية الموسيقا الروسية وقدموا أغاني روسية شهيرة منها «ليل داكن» و«السمراء» و«لو لم يكن هناك حرب» و«المعركة الأخيرة» بأصوات مغنين من خريجي وطلاب المعهد العالي للموسيقا مع عرض مشاهد توثيقية عن تضحيات الجنود الروس إضافة إلى مقطوعة «تدمر بوابة الشمس» للمايسترو عدنان فتح اللـه وأغنية «راياتك بالعالي يا سورية»، وعروض راقصة لطلاب قسم الرقص في المعهد العالي للفنون المسرحية ولفرقتي جلنار والجمعية الشركسية.
وألقى معاون وزير الخارجية والمغتربين أيمن سوسان في مستهل الاحتفال كلمة أشار فيها إلى أن الحرب الوطنية العظمى قدم فيها الاتحاد السوفييتي التضحيات العظام، وسطر ملاحم للبطولة ستبقى خالدة عبر التاريخ، وقال: «لقد وضع النصر العظيم الروسي حداً للمد النازي والفاشي وألحق به هزيمة مدوية، وأرسى أسس النظام الدولي القائم على شرعة الأمم المتحدة والتأكيد على المساواة بين دول العالم كبيرها وصغيرها، واحترام سيادتها وعدم التدخل بشؤونها الداخلية».
وأضاف: «رغم سقوط النظام النازي والفاشي إلا أن فكر الهيمنة والتوسع بقي ماثلاً بسياسات الغرب بزعامة الولايات المتحدة، ويتجلى ذلك كل يوم بانتهاكها السافر المتكرر لمبادئ وأسس الشرعية الدولية، وخلق الفتن وإشعال الحروب والتدخل الفاضح بالشؤون الداخلية للشعوب، مما يجعل الولايات المتحدة وأدواتها السبب الأول لحالة عدم الاستقرار بالعالم والتهديدات التي تحيط بالأمن والسلم الدوليين».
وأكد سوسان أن ما تتعرض له سورية هو نتيجة عقلية الهيمنة التي تتبعها سياسة الولايات المتحدة وأدواتها لفرض وصايتها على السوريين ومصادرة قرارهم الوطني، مشيراً إلى أن توجه السوريين في الـ 26 من أيار الجاري للإدلاء بأصواتهم لانتخاب رئيس للجمهورية يمثّل أحد أشكال رفضهم للتدخل بشؤونهم وتأكيد سيادتهم على قرارهم الحر منوهاً بأهمية الدعم الذي قدمته روسيا الاتحادية لسورية في حربها على الإرهاب والذي سيكون له الأثر في قيام نظام عالمي ينبذ الهيمنة ويحقق الرخاء للجميع.
من جهته عبّر القائم بأعمال السفارة الروسية بدمشق إيلدار قربانوف عن الشكر والامتنان لوزارتي الثقافة وشؤون رئاسة الجمهورية لما بذلتاه من جهود في تنظيم الحفل، مستذكراً التضحيات التي قدمها الشعب الروسي في حربه ضد النازية خلال الحرب العالمية الثانية التي كانت الأكثر دموية وشراسة في تاريخ البشرية.
وقال قربانوف: «الإرهاب الدولي جلب عبر عشر سنوات الخراب للشعب الصديق في سورية لذلك قامت روسيا الاتحادية تنفيذاً لواجبها المقدس بمد يد العون لمساعدة الإخوة السوريين ونتيجة للجهود المشتركة عادت الأرض السورية لمظلة السيادة السورية».
وزيرة الثقافة لبانا مشوح أكدت بدورها وفي تصريحات لها على هامش الاحتفال، ضرورة ترسيخ ثقافة الصمود والتضحية والشهادة والدم الذي يدفع ثمناً للحرية ضمن كل المحافل ولذلك جاءت مشاركة الثقافة السورية للأصدقاء الروس فرحتهم اليوم وحزنهم على استذكار ضحاياهم ولاسيما أن هذه الحرب كانت مدمرة شعواء دفع فيها الجيش والشعب في روسيا ثمناً باهظاً لها ليذكرنا بما قدمه جيشنا الباسل وشعبنا الصامد من تضحيات ودماء في سبيل طرد التطرف والظلام من الأرض السورية.
من جهته أكد نائب وزير الخارجية والمغتربين بشار الجعفري أن احتفالنا مع الأصدقاء الروس بهذه المناسبة يأتي من باب الإقرار بالدور الكبير الذي لعبه الاتحاد السوفييتي والجيش السوفييتي آنذاك بالانتصار على النازية والفاشستية والعسكريتارية اليابانية التي كانت سائدة آنذاك، والتي كانت متحالفة مع النازية والفاشستية.
واعتبر الجعفري أن الدروس التي اصطفيناها نحن كشعوب من النصر الروسي هي دروس هامة جداً من ناحية السياسة ومن ناحية التاريخ ومن ناحية القانون، لأنه من نتائج هزيمة النازية الفاشستية على يد الجيش السوفييتي، إنشاء الأمم المتحدة التي غلبت منطق القانون على منطق القوة، الذي كان سائداً آنذاك لذلك هذا الدرس هام جداً والذي كان سببه انتصار الجيش السوفييتي وحلفائه على أعداء البشرية آنذاك من النازية والفاشستية.
وأشار الجعفري إلى أنه وللأسف تكررت النازية والفاشستية بأشكال جديدة بعد ذلك، و»معنا حق تشبيه الدواعش بالنازية»، معتبراً أن الإرهاب شكل نازي جديد يعادل في خطورته النازية التي كانت سائدة آنذاك، ومرة جديدة يجمعنا التاريخ معاً روسيا وسورية لمحاربة نفس الأعداء تقريباً لكن بأسماء أخرى وأشكال أخرى، ومن هنا ليس بغريب أن نحتفل بيوم النصر الروسي في دمشق.
وحضر الحفل عدد من الوزراء وفي مقدمتهم وزير رئاسة الجمهورية منصور عزام ممثلاً السيد رئيس الجمهورية الدكتور بشار الأسد وعضو القيادة المركزية مهدي دخل الله، وعدد من نواب الوزراء ومعاونيهم، وعدد من ضباط الجيش العربي السوري والجيش الروسي، وعدد من رؤساء المنظمات والاتحادات والنقابات المهنية وأعضاء السلك الدبلوماسي المعتمدون بدمشق.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن