رياضة

ما بعد هبوط الساحل!

| غانم محمد

تجربة الأضواء لنادي الساحل كانت جميلة على الرغم من قصر عمرها، جميلة من حيث إنها أثبتت مدى شغف الجمهور الطرطوسي بكرة القدم، والذي كان موزعاً في عشقه بين فرق تشرين وحطين والكرامة بشكل كبير، لكن ما أن أشرقت شمس كرة الساحل في الأضواء حتى تحوّل كل العشق إلى الأصفر، فدار خلفه كل ملاعب سورية، داعماً ومؤازراً، ولم يبخل في عشقه على الإطلاق.
كرة الساحل هبطت هذا الموسم إلى الدرجة الأولى، ومن فوجئ بهذا الأمر فقد سيطرت العاطفة عليه، وحيّد العقل والمنطق جانباً.
كرة القدم لا تبنيها العاطفة وحدها، هناك عوامل كثيرة وصعبة الحضور من أجل تكريس حالة كروية جيدة، لعل أهمّها وجود إدارات تحترف كرة القدم، وهذا ما كان مفقوداً في كرة الساحل خلال المواسم الماضية، والتي عملت فيها إدارات الساحل المتعاقبة بـ(ارتجال)، ولم تستطع أن تؤسس لأي حالة كروية مستقرة، وما تحقق من نتائج (إيجابية) كان بفضل حماسة اللاعبين والجمهور معاً.
نصيحة للنادي الذي كنت أحد أعضائه منذ عام 1982، أن يعيد قراءة التجربة بهدوء وعقلانية، وأن يأخذ برأي مختصين ومتابعين ومحبين مخلصين وهو يعود لبناء كرة القدم فيه من جديد، وأن يعتمد على جيل جديد من اللاعبين، يشكل فيه (ابن النادي) العمود الفقري، وألا يستعجل العودة لدوري المحترفين قبل أن يمتلك المال الكافي لذلك، والخبرات القادرة على إدارته، والنهوض به كعمل كروي سليم لا كحالة قد تزول في أي لحظة.
تعرّضنا للشتم والسبّ في كلّ مرة كنّا نصارح فيها إدارة نادي الساحل بهذه الحقيقة، بل تحدانا البعض أن الساحل سيحصل على بطولة الدوري وسيقلع عيون الشامتين (وأنا منهم على حدّ تعبيرهم)، واليوم إذ نبدي حرصنا على هذا النادي وكرة القدم فيه فلأننـا نحـبّ نـادي السـاحل ونغـار عليه.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن