رياضة

التحليل الفني لنهائي كأس الجمهورية … «حطين مكسور الجناحين»

| المدرب الوطني فيصل غازي

أخيراً عاد شيء من جبلة الذي افتقدناه كثيراً في هذه البطولات، لكن جبلة بحاجة إلى ظهيرين وقلب دفاع مع الحفاظ على الاستقرار الفني للفريق، رغم أن الأداء البدني والسرعة كانت موجودة لكن هذا لم يكن كافيا لفريق جبلة فنوع وشكل الحيازة على الكرة كان يمكن أن يكون أفضل لهم والأمر ليس بتلك الصعوبة.
الكرات الطويلة من الفريقين غير فاعلة وأضاعت الكثير من العمل الفني داخل الملعب. «1- 3- 2- 4» يعني عملية البناء تكون متقدمة وحتى خط الدفاع يكون متقدماً وهذا يثبت أن المدربين لم يكونا يعيشان مجريات المباراة بكل تفاصيلها.
لو عدنا إلى الخلف قليلاً لرأينا أن فريق حطين عانى كثيراً في المراحل الأخيرة لمرحلة الذهاب لأسباب يمكن وصفها بالتغيرات وعدم استقرار المستوى الفني إلا أن جماهير الفريق الأزرق طرحت كثيراً من الأسئلة بخصوص المستوى الفني للفريق والتي بمجملها تتعلق بشكل الأداء وإمكانية تقديم الفريق لمستويات أعلى.
قدوم عدد من المدربين إلى نادي حطين شكل عدة أسئلة حول قدرة الفريق على التنافس سواء على الدوري أم مسابقة الكأس وهذا الأمر يتوقف على ثبات الفريق على تشكيل وأسلوب لعب فعال وواضح ومستقر ومتزن وتسهيل عملية المدرب كلما كانت مجموعة اللاعبين ممتازة ولكن ضمن دوري عدد مبارياته من مرحلتين، الأهم هو الاستقرار وهذا يعتمد على الشكل واللاعبين.
لا يمكن لأي تشكيل لعب النجاح مع حطين ولكن مرحلة التفوق الأخرى تحتاج إلى الاستقرار على الأفضل والذي أعتقد أن تشكيل «3-3-4» هو الأفضل ولاسيما بعد استقرار عمق الدفاع المكون من العنيزان وإسماعيل والظهيرين حسين جويد وأحمد الشمالي.
أما منطقة الوسط فأعتقد أن تمركز عز الدين والأشقر إضافة إلى الكوجلي كان سيحقق فاعلية هجومية أكثر وإعطاء دور ليوسف قلفا كصانع ألعاب هجومي، أما على الأطراف فوجود الرفاعي والمصطفى إضافة إلى أنس بوطة يعطي حطين قوة دفاعية وأخرى هجومية مثالية إلى حد ما.
شخصياً أرى أن الجانب الهجومي لحطين عامة بحاجة إلى تطوير المنظومة على سد ثغرات الفريق دفاعيا وهي إحدى المشاكل المتعلقة بالفريق طوال الفترات السابقة وهي من ضمن الأسباب التي جعلت الأداء الهجومي لحطين أمام جبلة ليس بالشكل المطلوب.
نقطة أخرى تتعلق بالشق الهجومي وهي عدم وجود ثلاثي في الأمام أكثر انسجاماً وقدرة على استلام الكرة من خط نص الملعب والتقدم نحو المرمى، بمعنى أنا لو أردت الفوز في هذه المباريات من الواجب أن تكون تدريباتي أغلبها على إنهاء الفرص والضربات الثابتة، وربما يحتاج هذا الأمر إلى وقت أطول لتطبيقه لأن الاعتماد على الأجنحة وتجربتهم كلهم ريثما يعتمد على ثلاثية ناجحة بداية من هذه النقطة لأن جل المشكلة في الأجنحة وأعتقد أن حل مشكلة الجناحين لحطين يسهم في استقرار المستوى الفني للفريق.
نستطيع القول إن مشكلة حطين في التحليل لأنه أهمل الخصم ولأن جبلة هو الذي فاجأ حطين وضغط عليه وخلق مساحات في دفاعه كما لاحظنا ذلك من خلال عدة فرص أتيحت لجبلة وأن مشكلة حطين اليوم لم تكن دفاعات جبلة بل الفوضى في أداء الفريق في الثلث الهجومي.
الحلول كانت متوافرة في إمكانيات اللاعبين بالنسبة لفريق حطين ولكن الأمر يتعلق بمستوى وطرق التدريب.
حطين بحاجة إلى إعادة نظر في جوانب فنية عديدة مع انتهاء مسابقة الكأس والدوري، الفريق يملك اللاعبين القادرين على التطور، ولكن الكادر الفني لم يطور أموراً فنية كثيرة كانت سبباً واضحاً في تذبذب مستوى الفريق، وفي خسارة النهائي الذي أداره مدرب جبلة كما يريد واستحق اللقب.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن