بعد إعلان واشنطن أن هدف تدريبها مقاتلة داعش «فقط»…أنقرة تمارس «الحَرَد السياسي» قبيل استقبالها كيري وتعلن تأجيل التدريب
الوطن- وكالات
على حين حط وزير الخارجية الأميركي جون كيري رحاله في سوتشي الروسية للقاء القادة الروس، لتسويق ما يمكن اعتباره «قراءة جديدة» للبراغماتية الأميركية التي تشير إلى بدء العمل على التهدئة والانتقال لمرحلة التسويات في المنطقة على قاعدة «لا غالب ولا مغلوب»، يبدو أن حليفها التركي كان أول «المنزعجين» من الحسابات الأخيرة، ، ليعلن عن تأجيل البدء في برنامجه المشترك مع واشنطن لتدريب وتسليح ما يسمى بـ«المعارضة المعتدلة»، في ورقة قد يكون يحضر لـ«مناقشتها واستخدامها» مع كيري الذي ينوي زيارة أنقرة بعد سوتشي.
يأتي ذلك بينما نفت وكالة الأنباء الرسمية الأردنية «بترا» وجود أي جندي أميركي أو من أي جنسية أخرى على الحدود السورية الأردنية، أو أي حدود مع دول مجاورة للأردن.
وجاء إعلان أنقرة بعد أن قامت واشنطن بتغيير اسم القوات المزمع تدريبها إلى «القوات السورية الجديدة» «تجنباً لاعتبارها قوات معارضة للنظام السوري»، والتأكيد أن مهمتها هي قتال داعش فقط. الأمر الذي قد يكون أزعج أنقرة فقررت الانتقال لممارسة «الحرد السياسي»، مكررةً موقفاً سبق لبعض حلفاء واشنطن أن اتخذوه كما فعلت الرياض سابقاً.
وقال وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو: إن البدء في البرنامج «الأميركي- التركي» المشترك لتدريب وتسليح المتمردين السوريين الذين يقاتلون تنظيم داعش قد تم تأجيله، وفق ما نقلت وكالة (أ. ب).
وادعى في مقابلة على التلفزيون التركي، أن «البرنامج أجل لأسباب تقنية، وليس بسبب أي خلافات مع الولايات المتحدة»، بينما لم يوضح متى سيبدأ تنفيذ البرنامج. وكانت تركيا والولايات المتحدة قد توصلتا إلى اتفاق على تدريب وتسليح ما كانت تسميها «المعتدلة» في شباط بعد عدة أشهر من المفاوضات.
وسبق للمسؤولين الأتراك أن قالوا: إن التدريب سيبدأ في آذار لكن أجل الموعد فيما بعد إلى أيار. وقالت وزارة الدفاع الأميركية: إنها تهدف إلى تدريب خمسة آلاف سوري في السنة لمدة ثلاث سنوات في تركيا والسعودية وقطر والأردن.
إلى ذلك نقلت وكالة الأنباء الرسمية الأردنية «بترا» عن مصدر عسكري في القيادة العامة للقوات المسلحة الأردنية، وصفه «شائعات» وجود قوى عسكرية أميركية على الحدود السورية الأردنية بأنها «محض خيالات من ناشري هذه الأخبار»، مؤكدةً أن «القوات المسلحة الأردنية- الجيش العربي قادرة على حماية حدودها، والتعامل مع أي تهديد ومن أي جهة كانت». وكانت وسائل إعلام أردنية نقلت عن مصدر أمني أردني لم يفصح عن اسمه، أن عسكريين وخبراء أمنيين أميركيين «انتشروا بكثافة على الحدود السورية»، زاعماً أن هذا الانتشار يأتي «في إطار العمليات المشتركة بين الجانبين لتأمين حماية الحدود الأردنية إلى جانب مشاركتهم في المهام التدريبية الجارية لقوات عسكرية في المنطقة». وفي آذار الماضي أقر الأردن بانضمامه إلى المخطط الأميركي لدعم وتسليح إرهابيي المعارضة في سورية ممن تسميهم واشنطن «المعتدلين» بالتعاون مع الأنظمة في المنطقة وعلى رأسها نظام رجب طيب أردوغان إذ أعلن الناطق الرسمي باسم الحكومة الأردنية وزير الدولة لشؤون الإعلام محمد المومني أن بلاده جزء من هذا المخطط وأن الأردن وبالتشارك مع التحالف الدولي سيقوم بتدريب أبناء العشائر والشعب السوري لمواجهة تنظيم داعش الإرهابي.