جيش الاحتلال يعلّق مناوراته وأنباء عن «مواجهة شديدة» أميركية – إسرائيلية حول القدس
| وكالات
قرر جيش الاحتلال الإسرائيلي، أمس الإثنين، تعليق المناورات التي يجريها بسبب التوترات الأمنية، حسبما ذكرت «سكاي نيوز عربية».
وبداً الجيش الإسرائيلي، أول من أمس الأحد، إجراء أكبر مناورة في تاريخه، والتي تحاكي شهراً من حرب شاملة على جميع الجبهات من الشمال إلى الجنوب، وفق وسائل إعلام إسرائيلية.
ولفتت «القناة 12 الإسرائيلية» سابقاً إلى أن رئيس أركان الجيش الإسرائيلي أفيف كوخافي قرر عدم إلغاء أو تأجيل هذه المناورة بالرغم من التوترات في القدس والساحة الفلسطينية، مشيرة إلى أن حالة اليقظة والتأهب ستبقى كما هي تجنباً لأي سيناريو.
على خط مواز، رأت وسائل إعلام إسرائيلية أمس الإثنين، بالمحادثة الهاتفية بين مستشار الأمن القومي الأميركي، جاك سوليفان، ونظيره الإسرائيلي، مئير بن شبات، الليلة قبل الماضية، أنها «مواجهة شديدة» بين إسرائيل وإدارة الرئيس جو بايدن، وأنه لم تشهد إسرائيل مثلها طوال ولاية الرئيس الأميركي السابق، دونالد ترامب.
ووفقاً لبيان صادر عن البيت الأبيض، طالب سوليفان بأن تعمل إسرائيل على تهدئة الأوضاع في القدس، وأبلغ بن شبات بأن «لدى الولايات المتّحدة مخاوف جدّية بشأن الوضع في القدس»، كما «عبّر عن مخاوف الولايات المتحدة الجديّة بشأن عمليات الإخلاء المحتملة لعائلات فلسطينية من منازلها في حيّ الشيخ جرّاح» وإسكان مستوطنين مكانها.
ورفض بن شبات أقوال سوليفان بادعاء أن «إسرائيل تدير الأحداث من مكانة سيادية، بمسؤولية وترجيح الرأي رغم الاستفزازات»، وزعم أن «تدخلاً دولياً سيشكل جائزة لمثيري الشغب ومرسليهم الذين يأملون بممارسة ضغوط على إسرائيل»، وأنه «ينبغي توجيه الضغوط إلى الجهات المُحرضة».
ورأى المحلل السياسي في موقع «واللا» الإسرائيلي، باراك رافيد، أن الأحداث في القدس «أوضحت للحكومة الإسرائيلية المنتهية ولايتها برئاسة بنيامين نتنياهو وأيضاً لتلك التي ربما تبدأ ولايتها بعد أسبوع، برئاسة نفتالي بينيت ويائير لبيد، أن الواقع تغير بصورة دراماتيكية، وأفقدت إسرائيل الشيك المفتوح الذي كان بحوزتها من الولايات المتحدة بأن تفعل ما تشاء في الضفة الغربية وفي القدس خصوصاً».
وأشار رافيد إلى أن المسؤولين في الحكومة الإسرائيلية حاولوا في البداية التقليل من شدة الضغوط الدولية، والقول إن تنديد الدول العربية هو مجرد ضريبة كلامية، وتجاهلوا بيانات صادرة عن وزارة الخارجية في الولايات المتحدة والدول العظمى الأوروبية.
وكان بايدن قد أبدى عدم الانشغال بالقضية الفلسطينية بشكل واسع، والاهتمام بالوضع الداخلي في الولايات المتحدة ومواضيع أخرى مثل الصين وروسيا وإيران. إلا أن المواجهات في القدس، لفتت انتباه سيناتورات ونواب أميركيين من الحزب الديمقراطي، الذين مارسوا ضغوطاً على البيت الأبيض كي يتدخل.
ووفقاً لرافيد، فإن إدارة بايدن لا تريد الدخول في مواجهة مع إسرائيل حول القضية الفلسطينية، ولم تمارس ضغوطاً ملموسة على إسرائيل وإنما نقل «رسائل معتدلة نسبياً».
وأشار إلى «حقيقة أن وزارة الخارجية الأميركية «تعبر عن قلق» وأن موظفين أميركيين رفيعي المستوى يطلبون إيضاحات من نظرائهم الإسرائيليين، هو تغيير سياسة تواجه الحكومة الإسرائيلية صعوبة في مواجهته».
وحول المحادثة بين سوليفان وبن شبات، أشار رافيد إلى أن «المعلومات التي تصدر من جهة إسرائيل، تعكس أن المحادثة كانت صعبة، ورد بن شبات، الذي نشرته جهات رسمية في الحكومة الإسرائيلية، كان أشد بكثير، فقد قال بن شبات لسوليفان بشكل قاطع: ألا يتدخل، وحتى إنه ادعى أن السيادة في القدس بأيدي إسرائيل وأن التدخل الأميركي سيشكل جائزة لمثيري أعمال الشغب الفلسطينيين الذين حاولوا التسبب بممارسة ضغوط دولية».
وأضاف رافيد: إنه ليس واضحاً كيف سيكون رد الفعل الأميركي منذ الآن وصاعداً، وما إذا كانوا سيتراجعون أم سيزيدون الضغوط.
ولفت رافيد إلى أنه إذا استمرت الأزمة في القدس واشتدت، فستصل إسرائيل بالتأكيد إلى وضع تحتاج فيه إلى الفيتو الأميركي. وهذا سيكون الاختبار المهم الأول للعلاقات في عهد بايدن».