سورية

أنموذج العيش المشترك في سورية قضّ مضاجع مشروع الكيان الصهيوني الطائفي بالمنطقة … شعبان: إرادة الشعوب لا تقهر إذا ما وقفت صفاً واحداً في وجه الظلم والعدوان

| الوطن

اعتبرت المستشارة الخاصة في رئاسة الجمهورية، بثينة شعبان، أن سورية كانت ولا تزال أنموذجاً فريداً للعيش المشترك الذي تنصهر فيه كل مكونات المجتمع السوري، وهي أنموذج للدولة التي تقف ضد الإرهاب والاحتلال والهيمنة، وتنادي بالمساواة الإنسانية بغض النظر عن العرق والدين، الأمر الذي قضّ مضاجع الكيان الصهيوني، الساعي بالتعاون مع الولايات المتحدة إلى تعميم نموذج العرقية والطائفية في المنطقة.
وخلال محاضرة ألقتها في فرع حلب للاتحاد الوطني لطلبة سورية وحملت عنوان «سورية والوضع الإقليمي والدولي»، أوضحت شعبان أن استهداف سورية عام 2011 كان له هدفان أساسيان، الأول ضرب أنموذج العيش المشترك فيها، والثاني تدمير مؤسسات الدولة ومعالمها الحضارية، مترافقاً ذلك مع حملة إعلامية مركزة ومموّلة لتضليل الشعب السوري، وفي هذا المفصل التاريخي كان وضوح الرؤية هو المنفذ الوحيد، وهنا كان الدور الأساسي للرئيس بشار الأسد الذي أدرك بعمق أبعاد هذه الحرب وأهدافها وضرورة الانتصار فيها، لافتة إلى أن استهداف الرئيس الأسد كان استهدافاً لسورية البلد والتاريخ والأنموذج.
وأشارت شعبان إلى الوثائق التي تم تسريبها، والتي تثبت بما لا يقبل الشك دور الدول الغربية والكيان الصهيوني في التخطيط لهذه الحرب وتمويلها وإدارتها، مؤكدة أن صمود سورية جيشاً وشعباً وقائداً كان المرتكز الأساس لتدخل الحليف الروسي ودعمه لنا، وأضافت: «سورية بصمودها وانتصارها قدمت أنموذجاً للإقليم والعالم، بأن إرادة الشعوب لا تقهر إذا ما وقفت صفاً واحداً في وجه الظلم والعدوان، حيث تكسّر احتكار الغرب للقطب الواحد وبزغ فجر عالم جديد متعدد الأقطاب، يقوم على أساس احترام الشرعية وسيادة الدول».
وعن الحرب الاقتصادية الشرسة التي تشن على الشعب السوري، بينت شعبان أنها ترقى إلى جريمة حرب وجريمة ضد الإنسانية وتمثل شريعة الغاب، معتبرة أن الوقفة الاستثنائية للشعب السوري في وجه هذا الظلم أصبحت محلّ تقدير وإعجاب العالم برمته، والدليل هو وقوف الكثير من المفكرين والدبلوماسيين والسياسيين إلى جانب الشعب السوري.
المستشارة الخاصة في رئاسة الجمهورية، لفتت إلى أن زحف السوريين للإدلاء بأصواتهم للرئيس الأسد، سيكون عرفاناً للقائد الذي وقف في وجه أعتى العواصف إيماناً بشعبه ووطنه وأرضه، وهو الذي سيكون منارة للمساهمة الإقليمية والدولية في بلورة عالم جديد متعدد الأقطاب قائم على احترام سيادة الدول وكرامة الإنسان، ليكون حلقة أخرى من حلقات الأنموذج المشرف الذي قدمته سورية عبر تاريخها الحضاري والذي سيتوّج بتحرير كل شبر من هذه الأرض الطاهرة، وهنا يجب علينا أن نصمّ آذاننا عن الإعلام المغرض وأن نؤمن إيماناً مطلقاً ببلدنا وأرضنا وقائدنا.
وخلال المحاضرة ناقشت شعبان إشكالية العلاقة بين سورية والوضع الإقليمي والدولي ومدى تأثير سورية فيه وتأثرها به، مبينة أن سورية مؤثرة في الإقليم والعالم بحكم موقعها الجغرافي المميز الذي شكّل مرتكزاً مهماً لطريق الحرير بين الغرب والشرق ونقطة تنوير في العالم العربي، إضافة إلى تكوينها البشري الذي هو انعكاس لأخلاقيات فريدة لبلد على مدّ التاريخ، مشيرة إلى الدور الذي لعبته سورية إزاء الأرمن والسريان عندما ارتكب العثمانيون بحقهم مجازر بشعة عام 1915، وإزاء أهلنا الفلسطينيين عندما هجّرتهم العصابات الصهيونية عام 1948، وكذلك الأمر بالنسبة للبنانيين في عامي 1982 و2006، وللعراقيين بعد الغزو الأميركي للعراق.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن