سورية

طرد داعش من مفرق مهم وثلاث قرى بريف الحسكة الغربي.. وأردى متزعم لواء بدرعا…الجيش يواجه الإستراتيجية الصهيونية في القلمون ويتقدم

دمشق – ثائر العجلاني- محافظات – وكالات

ما زالت جرود منطقة القلمون بريف دمشق الشمالي تتصدر خارطة الأخبار بمواجهات عنيفة يخوضها الجيش العربي السوري ضد مسلحي جبهة النصرة أفضت إلى انتزاع الجيش السيطرة على جغرافيا المنطقة تباعاً. وفيما كان الجيش يطرد داعش من مفرق صديق بريف الحسكة الغربي مستعداً لملاحقة عناصر التنظيم في منطقة تل تمر، كانت وحداته تكبد المسلحين خسائر فادحة في ريفي درعا والقنيطرة، قاضيةً على عشرات المسلحين بينهم متزعم أحد الألوية.
والقلمون من الناحية الجغرافية هي منطقة إستراتيجية مهمة من حيث الموقع والامتداد، إضافة إلى طبيعتها المتميزة من هضاب وتضاريس، والممتدة من مدينة القصير في محافظة حمص إلى أطراف جبل الشيخ، ومن ضمنها منطقة المصنع الحدودية بين سورية ولبنان، وتتقاطع مع جبل الشيخ لتشكل حزاماً من جهتي الجولان العربي السوري المحتل ومزارع شبعا مروراً بالبقاع الغربي يشمل حدود سورية مع لبنان وسورية مع فلسطين المحتلة، أو بشكل أوضح حيث ينتشر جيش الاحتلال الصهيوني.
وشمالاً من القصير إلى البحر مع مجرى النهر الكبير الشمالي، تتشكل منطقة كانت ساحة حرب بين الجيش العربي السوري والمجموعات المسلحة، حيث تم طرد المجموعات المسلحة من القصير على يد وحدات الجيش السوري والمقاومة اللبنانية، وإغلاق معابر الإرهابيين من عكار اللبنانية إلى عكار السورية ونحو بحيرة قطينة وتلكلخ فالبحر عند مجرى النهر الكبير.
مراقبون عسكريون رأوا، أن إسرائيل تركز على منطقة القلمون أكثر من غيرها من المناطق، لأنها تريد أن تحقق مكاسب إستراتيجية عسكرية تؤدي إلى تغيير معادلات القوة وتوازناتها ومن أبرز هذه المكاسب لإسرائيل أن تتمكن «النصرة» من السيطرة على القلمون والتمدد باتجاه جدران جبل الشيخ، والتوسع شمالاً حتى حوض النهر الكبير الشمالي، وصولاً إلى البحر، ومن إقامة «إمارة» تحمي خطوط تمركز وانتشار جيش الاحتلال الإسرائيلي، وتكون هذه «الإمارة» بمنزلة جدار عازل يحول دون الاشتباك المباشر، وتقطع الاتصال بين لبنان وسورية.
على الجهة الأخرى، يبدو أن الجيش والمقاومة اللبنانية يتقدمان بخطا ثابتة، حيث سيطرا على التلال الجردية الحاكمة، ونصبا مرابض نارية تصد أي هجوم معاكس قد تشنه «النصرة» لاستعادة مواقعها. وامتدت عمليات الجيش ورماياته نحو مدينة الزبداني، التي تتحصن بها مجموعة من حركة «أحرار الشام الإسلامية».
جبهة الغوطة الشرقية لم تكن بعيدة عن المواجهات، حيث تجدد القتال العنيف بين الجيش ومسلحي مليشيا «جيش الإسلام» على امتداد خطوط التماس في منطقة المرج. وأعنف تلك المواجهات شهدها محور دير سلمان، بعد أيام على إخفاق المسلحين في تغيير خطوط التماس.
معارك دير سلمان ترافقت مع قصف عنيف نفذه الجيش طال مواقع المسلحين في الغوطة، فيما سجلت عدة طلعات لسلاح الجو فوق حَي جوبر قصف من خلالها مواقع «فيلق الرحمن» في عمق الحي، كما شن سلاح الجو غارات متتالية على نقاط تواجد المسلحين في عين ترما وحرستا، على حين استهدف سلاح المدفعية بكثافة تجمعات العناصر المسلحة في مدينة دوما، كما استهدف نقاط تمركز المسلحين في الحجر الأسود جنوب العاصمة.
في درعا، نفذت وحدات من الجيش والقوات المسلحة ليل الإثنين الثلاثاء إغارات على أوكار إرهابيي «النصرة» وغيرها من التنظيمات التكفيرية شمال مزرعة البيطار في محيط بلدة عتمان بالريف الشمالي للمحافظة، ما أسفر عن تدمير الأوكار بمن فيها من إرهابيين تكفيريين وأسلحة وذخائر، وذلك بالترافق مع القضاء على مجموعة إرهابية ينتمي أغلب أفرادها إلى «لواء المعتز باللـه» حاولت التسلل إلى البلدة، حسبما نقلت وكالة «سانا» للأنباء عن مصدر عسكري.
ولفت المصدر إلى أن وحدة من الجيش والقوات المسلحة قضت على العديد من إرهابيي «النصرة» والتنظيمات التكفيرية المنضوية تحت زعامته خلال عملية نوعية على أوكارهم شمال شرق أم العوسج في ريف درعا الشمالي الغربي.
وأقرت التنظيمات الإرهابية على صفحاتها في مواقع التواصل الاجتماعي بمقتل العشرات من أفرادها، بينهم: (متزعم «لواء الولاء للـه» ناصر إبراهيم شرف – مظفر الفلاح – محمد العتمة – صقر الحمد – أحمد أبو نبوت – محمد جميل خلف شبانة – محمد هاني عللوه).
ودمرت وحدة من الجيش آليات مزودة برشاشات ثقيلة وأوقعت قتلى ومصابين في صفوف الإرهابيين التكفيريين وذلك بعد رصد تحركاتهم بقرية الصمدانية الغربية في ريف القنيطرة الشمالي الشرقي، على حين وجهت وحدات أخرى ضربات ثقيلة إلى أوكار «لواء الناصر صلاح الدين» و«ألوية سيف الشام» المرتبطين بالعدو الإسرائيلي استخباراتياً ولوجستياً في بلدة مسحرة بريف القنيطرة الشرقي ما أسفر عن مقتل العديد من أفرادهما وتدمير ما بحوزتهم من أسلحة وذخيرة.
وفي الشمال الشرقي من البلاد، حققت وحدات من الجيش والقوات المسلحة العاملة بريف الحسكة الغربي، تقدماً جديداً في حربها على تنظيم داعش، تمثل بإحكامها السيطرة ظهر أمس على مفرق صديق وثلاث قرى. وقضت وحدات من الجيش بالتعاون مع مجموعات الدفاع الشعبية في سلسلة عمليات نفذتها صباح أمس على آخر تجمعات تنظيم داعش في مفرق صديق وقرية رفرف بريف الحسكة الغربي، حسبما أفاد مصدر في محافظة الحسكة، الذي أكد أنه تم خلال العمليات تدمير أسلحة وذخائر وآليات بعضها مزود برشاشات متنوعة كان إرهابيو داعش يستخدمونها في ترويع أهالي ريف الحسكة وفرض أفكارهم الظلامية.
وتعد سيطرة الجيش والقوات المسلحة على مفرق صديق إنجازاً نوعياً وبداية لتحقيق انتصارات جديدة في ملاحقة داعش في منطقة تل تمر وجبل عبد العزيز بريف الحسكة.
وتلى السيطرة على مفرق الصديق، إعلان مصدر في المحافظة القضاء على آخر تجمعات داعش في قريتي الحاووز والخزان في الريف الغربي لمحافظة الحسكة وإحكام الجيش والقوات المسلحة السيطرة بشكل كامل عليهما.
وقبل أربعة أيام، سيطرت وحدات من الجيش بالتعاون مع مجموعات الدفاع الشعبية على عدد من النقاط والقرى في الريف الشرقي للحسكة انطلاقاً من مفرق البترول باتجاه تل براك وذلك بعد أن سيطرت في الرابع من الشهر الجاري على قرى الصلالية والحمر ورد شقرا وصخر والسرب والمجيبرة ورجمان والتبة بالريف الجنوبي الشرقي.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن