المقداد: مستعدون لأي شيء تطلبه فلسطين.. وشهداء العدوان الإسرائيلي على غزة يتجاوز الـ145 … صواريخ غزة إلى تل أبيب والإسرائيليون إلى الملاجئ
| الوطن - وكالات
بالدم والنار وبثبات أسطوري سيكتب التاريخ عنه طويلاً، قلب الفلسطينيون كل المعادلات، واستحالت ذكرى نكبتهم الثالثة والسبعين مناسبة للعزة والفخار، أعلن فيها أبناء الأرض أن فلسطين كلها لن تكون إلا لأهلها، لتنهار إنجازات ومحاولات ليّ ذراع التاريخ وكيّ وعي الأجيال المتتابعة الذي توّجه خراب «الربيع العربي» أمام مشاهد النيران التي أكلت تل أبيب وعسقلان وكل شبر وصلت إليه يد المقاومة، وأجبرت الإسرائيليين بالنزول إلى الملاجئ.
إنجازات المقاومة وانتفاضة فلسطينيي الداخل أربكا حلفاء إسرائيل التي استنجدت سريعاً بسلاح المجازر مطلقة وبهمجيتها المعهودة ما استطاعت إليه من قذائف وصواريخ بحق أطفال غزة الآمنين، في وقت لم تتوقف فيه صافرات الإنذار عن الدوي في محيط القطاع الصامد، لتعلن «سرايا القدس» أمس أن «الخضيرة» و«تل أبيب» و«عسقلان» و«أسدود» و«سديروت» و«نتيفوت» وغلاف غزة باتت جميعها «تحت النار»، وقالت في بيان لها: إن «العدوّ اعترف بنشوب حريق في منطقة شاطئ عسقلان بسبب قصف «سرايا القدس» للمستوطنات».
بالتزامن اخترقت رشقة صاروخية أمس مستوطنات غلاف غزة وجنوبي تل أبيب وسديروت وكارمي جات، وتحدّثت وسائل إعلام إسرائيلية بأن «مئات المستوطنين يُخْلون منازلهم في غلاف غزة بعد الرشقات الصاروخية الكبيرة والمكثَّفة» باتجاهها.
وأظهرت مشاهد تداولها نشطاء في مواقع التواصل الاجتماعي هروب المستوطنين من شواطئ «تل أبيب» بعد قصفها من جانب المقاومة في غزة، كما أطهرت مشاهد أخرى احتراق بناء في تل أبيب إثر إصابته بأحد صواريخ المقاومة، وشوهد نزول المئات من المستوطنين إلى الملاجئ.
وسائل إعلام فلسطينية قالت: إن المقاومة أطلقت من قطاع غزة عشرات الصواريخ مستهدفة للمرة الثالثة تل أبيب، المقامة على أراضي يافا، ومستهدفة أيضاً مستوطنات أخرى في عسقلان وأسدود في الأراضي المحتلة عام 1948 ومستوطنة سديروت شمال قطاع غزة.
وتحدثت وسائل إعلام العدو عن مقتل مستوطن وإصابة آخرين في تل أبيب، ما يرفع عدد قتلى المستوطنين إلى ثمانية إضافة إلى مقتل أحد قوات الاحتلال وإصابة أكثر من 120 آخرين بصواريخ المقاومة التي أطلقت من قطاع غزة.
ردّ المقاومة جاء بعد قيام طيران الاحتلال فجر أمس بقصف منازل الفلسطينيين في مخيم الشاطىء وتل الهوا غرب القطاع وتلة قليبو في جباليا شماله ومخيم البريج جنوبه ما أدى لاستشهاد عشرة فلسطينيين على الأقل وإصابة عشرات آخرين بينهم أطفال.
كما استهدف طيران الاحتلال بالصواريخ أحياء الزيتون والرمال والصبرة وسط القطاع ما أدى لإصابة فلسطيني بجروح وإلحاق أضرار مادية بمنازل وممتلكات الفلسطينيين، وأعلنت مصادر طبية فلسطينية ارتفاع عدد ضحايا العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة المحاصر إلى 145 شهيداً بينهم 41 طفلاً والجرحى إلى 1100 بينهم 313 طفلاً.
تطورات ما يجري في غزة امتدت لتشمل مدن الضفة الغربية التي انتفضت في وجه العدوان وسجلت الخليل سقوط عدد من الشهداء وعشرات الجرحى.
في وقت شهدت عواصم أوروبية سلسلة تظاهرات تضامناً مع الفلسطينيين، حيث خرج الآلاف في العاصمة البريطانية لندن ومدن سيدني وملبورن وبريزبن وأداليد وبيرث في أستراليا وولاية كاليفورنيا ومدينة شيكاغو بالولايات المتحدة الأمريكية بتظاهرات حاشدة نددت باعتداءات الاحتلال الإسرائيلي المتواصلة على الشعب الفلسطيني.
على صعيد موازٍ، دعا الرئيس الفلسطيني محمود عباس نظيره الأميركي جو بايدن للضغط على إسرائيل لوقف إطلاق النار ليل السبت، حيث وعد بايدن بالعمل على الأمر بأسرع وقت.
وأعلن البيت الأبيض أن بايدن وخلال اتصال أجراه مع الرئيس عباس أكد التزام واشنطن بتعزيز الشراكة الأميركية الفلسطينية، كما أعرب بايدن عن دعمه للخطوات التي تمكّن الشعب الفلسطيني من التمتع بالكرامة والأمن والحرية.
وحسب البيت الأبيض فقد «أكد بايدن التزامه القوي بحل الدولتين باعتباره أفضل طريق للتوصل إلى حل عادل ودائم».
من جهته، قال مراسل صحيفة «يديعوت أحرونوت» الإسرائيلية: إن محادثة بايدن مع رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو تشير إلى أن المناورة السياسية لـ«إسرائيل» تنتهي، لافتةً إلى أن «بايدن تحت ضغط غير مسبوق من الحزب الديمقراطي لإنهاء العملية العسكرية في غزة».
تأتي هذه التطورات في وقت جدّدت فيه دمشق التأكيد أنها لن تدخر جهداً في الوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني في نضاله المشروع والوطني.
وخلال لقاء وزير الخارجية والمغتربين فيصل المقداد أمس مع مدير عام الدائرة السياسية لمنظمة التحرير الفلسطينية السفير أنور عبد الهادي الذي أطلعه على آخر التطورات والعدوان الإسرائيلي المتواصل على الشعب الفلسطيني حسب وكالة «وفا»، قال المقداد: «إن الشعب الفلسطيني ليس غريباً عليه أن يقوم بالمعجزات وهذه المواجهة هي معجزة أمام الآلة العسكرية الإسرائيلية المدعومة من أميركا»، مضيفاً: «نحن مستعدون لأي شيء تطلبه فلسطين لأن فلسطين هي قضيتنا الأولى والمركزية».
كما حيّا المقداد صمود الشعب الفلسطيني مؤكداً أن سورية لن تدخر جهداً في الوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني في نضاله المشروع والوطني، مشيراً إلى أن هذا النضال كشف عورات المطبعين والمستسلمين وكشف عورات من يدّعون حرية وحقوق الشعوب في هذا المجتمع الدولي الفاشل والمنحاز إلى الأقوى ومن يملك السلاح للأسف الشديد، وأضاف: «سيأتي اليوم الذي سننتصر به سويّاً لأننا نحن في سورية واجهنا الإرهاب المدعوم من إسرائيل وأنتم تواجهون الإرهاب الإسرائيلي ونحن في خندق واحد ونحن شعب واحد».
من جانبه أشار عبد الهادي إلى أنه في ذكرى هذا العام للنكبة بدأ الشعب الفلسطيني الصامد ينفض غبار النكبة عنه من خلال هذه الملحمة التاريخية لمواجهة هذا الاحتلال العنصري الفاشي ومواجهته بكل الوسائل وهو يقول له: إن دولتك الهزيلة هذه وكيانك المصطنع سينتهي إذا لم تتوقف عن ممارساتك وعن إجرامك بحق شعبنا.