قرى ريف القدموس الشمالي تعاني العطش ومؤسسة المياه نعمل بأجواء مرهقة
| طرطوس-هيثم يحيى محمد
تلقت «الوطن» شكوى جديدة من أهالي وسكان ريف القدموس الشمالي وبالأخص ناحية الطواحين وقراها الـ 14 أكدوا فيها أنهم ما زالوا يعانون المعاناة ذاتها من نقص المياه التي بات لها سنوات وسنوات وأنهم رغم المطالبات الكثيرة والمتكررة لم يلقوا إلا الوعود.
وقالوا في الشكوى: كل 25 يوماً وأحياناً أكثر تأتينا المياه ساعتين فقط! علماً أننا مقبلون على فصل الصيف والمعاناة ستشتد علينا لمدة ستة أشهر على الأقل.. ففي فصل الشتاء الأمطار تخفف من أزمة المياه، ولكن لا حلول والمنطقة عطشى بكل ما تعنيه الكلمة من معنى علماً أن مدينة القدموس لا تنقطع عنها المياه أبداً.
وأضاف السكان: لم نسمع إلا الوعود الكاذبة والمصالح الشخصية، والصهاريج أصبحت أسعارها تفوق الخيال بسبب انقطاع وغلاء المازوت.. لا نريد أن نتهم أحداً ولكن حقنا أن نشرب على الأقل كل أربعة أيام مرة أو بالأسبوع مرة… المنطقة تعاني أشد المعاناة…. نصرخ ولا أحد يسمع… أنتم صوت المظلومين، نتمنى عليكم إيصال صوتنا عبر منصاتكم ولكم منا فائق المحبة وجزيل الشكر.
بلدية الطواحين
رئيس مجلس بلدة الطواحين أحمد حسن قال لـ«الوطن»: إن المشكلة قديمة ولم تجد حلاً حتى تاريخه وقرى عين حسان، الحاطرية، الطواحين، شمسين، حدادة، بدوقة، رام ترزة، (الخط بالتسلسل الجغرافي)، هذا كان أولاً، ومن ثم تم مد خط متفرع عن الرئيسي من شمسين لسقاية قرى النواطيف والدي وباب النور وجارة الوادي، مضيفاً: إذاً 11 قرية على خط واحد من جبل المولى حسن مكان الخزان، والمياه تأتي بنسبة 90 بالمئة بشكل انسيابي وبشكل مستمر من دون انقطاع أبداً أي 24/24 ولكن عدد القرى كبير فعلاً ونشرب كل 20 يوماً وبكميات قليلة جداً.
وأضاف: مشكلة كبيرة جداً والحل هو بالإسراع بمد خط جر المياه من بير دير البشل الذي تم حفره وتجهيز بعض الأعمال في البنية التحتية وتم إجراء الدراسة للمشروع ولكن الكلفة كبيرة تقدر بالمليارات، وعندها سوف يتم فصل قرى الدي والنواطيف وباب النور وجارة الوادي عن خط الجر من القدموس.
وقال: والحل الثاني درس ولم ينفذ وكان من الممكن إنجازه بسرعة وبكلفة أقل بكثير هو مد خط جر ثانٍ من الخزان في القدموس(المولى حسن) إلى شمسين، وحاليا يوجد ضغط كبير على المياه والسبب الأكبر بعد زراعة الدخان لم تهطل أمطار وهذا العام أكثرت الناس من مساحة الأراضي المزروعة تبغاً، وأحياناً يستخدمون جزءاً من المياه للسقاية.
ولفت إلى أن نقلة المياه 20 برميلاً ثمنها 20 إلى 25 ألف ليرة يدفعها المواطن ليشرب والكثير من المواطنون فقراء وعاجزون عن الدفع.
رد المياه
مدير عام مؤسسة مياه طرطوس نزار جبور قال لـ «الوطن» رداً على الشكاوى وكلام رئيس مجلس البلدة بالقول: كلام رئيس البلدية صحيح، هذه القرى تصلها المياه بخط إسالة بطول 25 كم من جبل المولى حسن بعد ست مراحل ضخ حيث يتم تشغيل المحطة السادسة بالقدموس لترفع إلى جبل المولى حسن يومياً 18 ساعة منها 12 ساعة تشغيل على الديزل وست ساعات على الكهرباء والشبكة العامة لمياه الشرب هي المصدر المائي الوحيد والأرخص في المنطقة الفقيرة بحواملها المائية لذلك الاعتماد على هذه الشبكة شبه كلي في مختلف النشاطات بما فيها زراعة الدخان.
وأوضح أن معدل نصيب الفرد في هذه القرى التي تعتبر الأكثر حاجة يعادل 53 ليتراً للشخص باليوم من المياه المفوترة بالعدادات ويبلغ 86 ليتراً للشخص باليوم من المياه المنتجة والموثقة بالعدادات ضمن المحطة الخامسة وهذه الكميه كافية للاستهلاك المنزلي إلا أن فقر المنطقة بمياه الري وانتشار البيوت البلاستيكية الصيفية والدخان والنباتات الطبية كان ضاغطاً على المؤسسة بل مرهقاً علماً أن واقع هذه القرى قبل عام 2015 كان مزرياً وكانت عطشى، مشيراً إلى وضع خط الجر الثاني بالاستثمار عام 2015 حسنها ووصلت إلى ما هي عليه.
وقال: المؤسسة ووزارة الموارد اليوم لم تقفا عند ذلك بل نقوم اليوم بتنفيذ عقد فصل الشبكات الفرعية عن الخطوط الرئيسية بقسم من هذه القرى بكلفة تقارب 150 مليوناً لتقليص الأدوار وتحقيق عدالة قدر المستطاع بالتوزيع، مضيفاً: كما أن الوزارة والحكومة وبظل هذه الظروف الاستثنائية والصعبة مهتمة بتنفيذ خط جر ثالث من دير البشل عبر نعمو الجرد قطاع الفروخية وصولاً لفصل تغذية قرى الدي- النواطيف – باب النور- وجارة الوادي عن القدموس، وتابع: سيتم الإعلان عن تنفيذ المرحلة الثانية خلال العام الحالي بعد أن تم الانتهاء من الأولى علماً أن كلفة المشروع تتجاوز 10 مليارات.
ونوه جبور بأن لجان الضابطة العدلية قامت الصيف الماضي بضبط عدد كبير من مخالفات الاستجرار غير المشروع لسقاية أنفاق بلاستيكية في هذا القطاع، مؤكداً الاستمرار في استكمال التحسينات على الواقع المائي بريف المحافظة وإنجاز مشاريع بزمن الحرب لم تنجز بزمن الرخاء للمنطقة وهذا يدل على متابعة الوزارة والحكومة والجدية العالية في المعالجة رغم تفاقم الضغوط الناتجة عن الحصار المطبق على بلدنا.