فلسطين في قلب سورية ودراماها .. أعمال سكنت الوجدان وحملت لواء القضية الفلسطينية
| وائل العدس
تعيش فلسطين المحتلة أياماً مصيرية وصعبة بسبب همجية وجرائم الاحتلال الإسرائيلي بحق الفلسطينيين العزّل، في وقت يردّ فيه الفلسطينيون ردوداً اخترقت المستوطنات الصهيونية وجعلت المحتل يعيش حالة خوف ورعب وأجبرت أزلامه المجرمين على النزول إلى الملاجئ وأردت منهم الكثير من القتلى.
أما سورية ورغم الحرب الإرهابية العالمية التي تتعرض لها منذ أكثر من عشر سنوات ورغم كل الأثمان الباهظة التي دفعتها لصون عهد العروبة، إلا أن موقفها من القضية الفلسطينية ما زال ثابتاً فبقيت متمسكة بكل الحقوق العربية وعلى رأسها حقوق الشعب الفلسطيني، وظلت فلسطين في قلب سورية شعباً وقائداً وجيشاً.
على الصعيد الدرامي، لعبت الدراما السورية دوراً كبيراً في تناول القضية الفلسطينية بمسلسلات سكنت الوجدان فكانت الحامل الأول للوائها والأكثر دفاعاً عنها بأن كانت الوحيدة التي حملت على كاهلها إنتاج أعمال تحاكي هذه القضية.
«الوطن» رصدت بعض الإضاءات الدرامية السورية التي جسدت القضية الفلسطينية ومعاناة الشعب الفلسطيني ومقاومته ضد الاحتلال الصهيوني.
أول الأعمال
مسلسل «عز الدين القسام» كان من أوائل الأعمال السورية التي تناولت القضية الفلسطينية، ويعود إلى عام 1980، وهو من تأليف أحمد دحبور وإخراج هيثم حقي وبطولة أسعد فضة ومنى واصف وهاني الروماني وأديب قدورة ومها الصالح ويوسف حنا ونائلة الأطرش ومها المصري ورضوان عقيلي وأميمة الطاهر ومحمود جركس وعبد الرحمن أبو القاسم وعبد الهادي الصباغ وجهاد سعد وزيناتي قدسية وحسين عويتي وبسام كوسا وتيسير إدريس وقمر مرتضى.
المسلسل دراما وطنية تاريخية يصور حياة ونضالات المجاهد السوري الشهيد عز الدين القسام الذي غادر مدينة جبلة وتوجه إلى فلسطين للمشاركة في النضال ضد الاحتلال الإنكليزي وضد تهويد الأرض الفلسطينية.
تاريخي سياسي
في عام 1995 تم إنتاج مسلسل سوري بعنوان «نهارات الدفلي» من تأليف فواز عيد وإخراج محمد زاهر سليمان وبطولة عباس النوري وغسان مسعود وصباح بركات وحاتم علي وسوزان الصالح وعادل أبو حسون وهناء نصور وسلوم حداد وهيفاء واصف وزهير رمضان وبشار إسماعيل وتوفيق إسكندر وهشام كفارنة وفاروق الجمعات وجهاد سعد وقمر مرتضى وحسام تحسين بيك ورياض الكبرا ونجاح سفكوني وزهير عبد الكريم وخالد تاجا وهالة حسني وأحمد عداس وأدهم الملا وأديب قدورة وصالح الحايك وآخرين.
المسلسل تاريخي سياسي، يعرض تاريخ القضية الفلسطينية حتى قيام الكيان الصهيوني المحتل في فلسطين عام 1948.
أبرز الأعمال
خلال عام 2004 أنتج أحد أبرز الأعمال «التغريبة الفلسطينية».
العمل من تأليف وليد سيف وإخراج حاتم علي وبطولة خالد تاجا وتيم حسن ونادين سلامة ونسرين طافش وباسل خياط وقيس الشيخ نجيب وأناهيد فياض وأدهم مرشد وجولييت عواد وحسن عويتي وسليم صبري ورنا جمول وبسام لطفي وميلاد يوسف ومحمود خليلي وإياد أبو الشامات وآخرين.
وألقى المسلسل الضوء على القضية الفلسطينية، من خلال قصة أسرة ريفية فلسطينية في الثلاثينيات من القرن الماضي، مروراً بالعديد من الأحداث المهمة، حتى نكسة حزيران عام 1967، وكيفية صمود أفراد الأسرة على الرغم مما واجهوه من أخطار الحرب في توثيق حقيقي لمعاناة الشعب الفلسطيني.
سقوط حيفا
في عام 2004 أنتج مسلسل بارز أيضاً وهو «عائد إلى حيفا» من تأليف غسان نزال عن قصة غسان كنفاني وإخراج باسل الخطيب وبطولة سلوم حداد ونورمان أسعد وصباح الجزائري وتيسير إدريس وقمر خلف وتولين البكري وفاديا خطاب وتاج حيدر وعاصم حواط.
وأرخ العمل يوميات سقوط حيفا عام 1948 من خلال رصده لمصير عائلة فلسطينية، حيث تشتتت وعانت من التهجير والنزوح والتشريد في المخيمات.
وخلال عام 2005 أنجز المخرج باسل الخطيب أيضاً مسلسل «عياش» من تأليف ديانا جبور، ويحكي العمل قصة الشهيد الفلسطيني يحيى عياش أثناء جهاده السري في الأراضي المحتلة.
جائزة الإيمي
أنتج مسلسل «الاجتياح» عام 2007 وهو من تأليف رياض سيف وإخراج شوقي الماجري وبطولة عباس النوري وصبا مبارك ومنذر رياحنة وديمة قندلفت وحسن عويتي ونادين تحسين بيك ومحمد حداقي وإياد نصار ونضال نجم وأنطوانيت نجيب وعبد المنعم عمايري وناهد الحلبي وسحر فوزي ولمى إبراهيم ولينا حوارنة ورنا جمول إضافة إلى آخرين.
ويتناول العمل الإرهاب الذي يمارسه الكيان الصهيوني على الشعب الفلسطيني، ولا يستثير الاهتمام المطلوب من المجتمع الدولي، من خلال الصورة التي تجسد اللحظة الإنسانية والتفاصيل اليومية، وهو المسلسل الأول العربي الذي يأخذ جائزة الإيمي العالمية للمسلسلات.
أحداث ساخنة ومثيرة
وفي عام 2009، قدّم المخرج نجدة أنزور والكاتب فايز بشير مسلسل «رجال الحسم» الذي تدور أحداثه عن نكسة حزيران وجرائم الكيان الصهيوني.
ويتناول قصة الشاب (فارس) المدرّس الجولاني الذي يقرر القيام بعملية فدائية في الأرض المحتلة، ولكن الظروف تحول دون تحقيق ذلك، غير أن إصراره على القيام بعمل ما يدفعه للسفر إلى ألمانيا الغربية والعمل في بار حيث إنه في ما بعد أصبح يرتاده أشخاص من «الموساد» بعد أن يغير اسمه ليبدأ التقرب منهم، وبعد تعاقب الأحداث المشوقة يتعرف إلى فتاة صهيونية وينجح من خلالها بالدخول إلى الأرض المحتلة لتبدأ بعد ذلك عملية تجسس تتخللها سلسلة من الأحداث الساخنة والمثيرة.
وشارك في المسلسل ممثلون كثر منهم منى واصف وباسل خياط ومايا نصري وفايز قزق وياسر المصري وكندا حنا ونجاح سفكوني وتاج حيدر وميلاد يوسف وعبد الرحمن أبو القاسم وبسام لطفي ونادين خوري وسليم كلاس وسليم صبري وأيمن رضا وعلاء قاسم وإسكندر عزيز ومحمد رافع وإسماعيل مداح ورامي حنا وآخرون.
أبعاد إنسانية
وفي العام نفسه أي 2009 تم إنتاج مسلسل «سفر الحجارة» من تأليف هاني السعدي وإخراج يوسف رزق وبطولة وائل رمضان ونادين خوري ونضال سيجري وميلاد يوسف وروعة ياسين وسليم كلاس وأمية ملص وليلى وفيلدا سمور وربى السعدي ورائد مشرف وعبد الفتاح المزين وتيسير إدريس وفائق عرقسوسي وعاصم حواط وقاسم ملحو وصفاء رقماني وتوفيق إسكندر ويزن السيد.
العمل اجتماعي معاصر يتناول القضية الفلسطينية بكل جوانبها وأبعادها الإنسانية، إضافة إلى محور مهم ورئيس هو انتفاضة الأقصى، والعدوان الصهيوني على غزة.
حضارة وتاريخ
خلال عام 2010 عُرض مسلسل «أنا القدس» من تأليف تليد وباسل الخطيب وإخراج باسل الخطيب وبطولة عابد فهد وفاروق الفيشاوي وكاريس بشار وصبا مبارك وصباح الجزائري وتاج حيدر وسعيد صالح ونضال نجم ونزار أبو حجر وسوزان سكاف وطلحت حمدي ورامز الأسود وتيسير إدريس ومحمد رافع أحمد الزين وقمر عمرايا ورنا العظم ومجيد الخطيب.
تدور أحداث المسلسل حول رحلة زمنية عمرها 50 عاماً، من المقاومة الفلسطينية في تاريخ القدس من سنة 1917 إلى سنة 1967.
كما يروي المسلسل حياة المقدسيين وتفاعلهم مع التغيرات السياسية والاجتماعية في ظل الانتداب البريطاني والاحتلال الصهيوني، ويسلط الضوء على الجانب الحضاري والتاريخي لمدينة القدس العربية، ببعديه الفكري والثقافي.
وتضم أحداث المسلسل أحداث الثورة الفلسطينية، والانتفاضة الكبرى من خلال رصد درامي لحياة المجاهدين عبد القادر الحسيني وعز الدين القسام.
حارس القدس
مسلسل «حارس القدس» الذي أنتج العام الماضي كان آخر الأعمال التي لامست القضية الفلسطينية من خلال رصد حياة المطران هيلاريون كابوجي رجل الدين والمناضل الاستثنائي الذي كان شاهداً ومشاركاً في أهم الأحداث التي عصفت بالمنطقة، بدءاً من نكبة فلسطين عام 1948 وانتهاءً بالحرب على سورية.
المطران المولود في حلب عام 1922 اعتقله الاحتلال الإسرائيلي عام 1974 بتهمة تهريب السلاح للمقاومة الفلسطينية، ليبعد إثر ذلك إلى روما ويقضي ما تبقى من حياته فيها من دون أن يتخلى عن دوره الوطني والديني المقاوم للاحتلال والداعم للقضية الفلسطينية ولوطنه سورية حتى رحيله عام 2017.
العمل من تأليف حسن م يوسف وإخراج باسل الخطيب وبطولة رشيد عساف وصباح جزائري وأمل عرفة وسامية جزائري ويحيى بيازي وعهد ديب وسليم صبري وليا مباردي وإيهاب شعبان ونادين قدور وربى الحلبي وآمال سعد الدين وإسكندر عزيز وترف التقي وسلوى جميل وبسام لطفي وسوزانا الوز ومحمود خليلي وريم زينو وباسل حيدر وسالم بولس ويامن فيومي وأمير برازي.