مشروع لإنشاء مصنع لاستخراج الزيوت من الورود … الوردة الشامية عبق سوري إلى الإنسانية
| حماة- محمد أحمد خبازي
أكدت وزيرة الثقافة الدكتورة لبانة مشوح أن الوردة الشامية أحد أبرز مكونات التراث السوري اللامادي، وذلك بعد إدراجها على قائمة التراث اللامادي في منظمة اليونيسكو عام 2019 بجهود الجهات المعنية الرسمية والأهلية لتثبت حق سورية بهذا المنتج الذي جاب العالم.
وأوضحت الوزيرة لـ«الوطن» أن محافظة حماة طرحت مشروعاً لإقامة مصنع لاستخراج الزيوت العطرية من الوردة الشامية، سيكون قيد الدراسة ونواة لترسيخ هذه القيمة المادية والمعنوية للوطن.
جاء تصريح الوزيرة خلال مهرجان قطاف الوردة الشامية «عبق سوري إلى الإنسانية» الذي أقامته الوزارة صباح أمس في قرية معرين الصليب بريف مصياف، بالتعاون مع الأمانة السورية للتنمية، وبمشاركة رسمية وشعبية واسعة.
إذ انطلق المشاركون بالمهرجان إلى الحقول منذ الصباح المبكر، لقطاف أزرار الورود وجمعها، ضمن احتفالية شعبية رددوا فيها أغاني وزجليات عبرت عن مدى عشقهم ومحبتهم لهذه الوردة ومكانتها.
وبيَّنَ محافظ حماة محمد طارق كريشاتي الفوائد الطبية والغذائية والعطرية لهذا المنتج، الذي يمثل إحدى الحرف اليدوية التي تدعمها المحافظة بالتعاون مع الأمانة السورية للتنمية، زراعةً وتصنيعاً وتسويقاً.
وبيَّنَت مشرفة مشروع الوردة الشامية في الأمانة السورية للتنمية ريم إبراهيم، أن الوردة الشامية من أهم عناصر التراث السوري.
وأوضحت أنه بعد إدراج هذا المنتج على لائحة التراث العالمي في عام 2019، تم وضع خطة عمل متكاملة بالتعاون مع مجموعة من الشركاء «حكومية وأهلية» للارتقاء بهذا المشروع لدعم المزارعين بتأمين المعدات والشتول واستصلاح الأراضي، بالتعاون مع وزارتي الزراعة والسياحة، وإجراء أبحاث علمية تعنى بخواص الوردة الشامية بالتنسيق مع كليات الصيدلة والشركات الدوائية.
ولفتت إلى أنه عادة يجرى الاحتفال بالوردة الشامية في قرية المراح بريف دمشق، غير أنه في هذا العام اختيرت قرية معرين الصليب للحضور اللافت والمكانة المرموقة التي تحظى بها الوردة الشامية في القرية، على أن يتم نشر هذا المهرجان في مختلف المحافظات السورية كمشروع وطني يحيي هذا التراث السوري العريق.
فيما بيَّنَ أحمد محمد الأحمد الذي يعد أحد أشهر مزارعي الوردة الشامية في القرية، أنه بدأ بهذه الزراعة منذ 15 عاماً، وهي في توسع مستمر، حيث بلغت المساحة المزروعة بالوردة الشامية أكثر من 50 دونماً، لما تمتاز به من إيرادات إنتاجية عالية وتعدد المنتجات المستخرجة منها، كالتجميلي والطبي والعطري.
وأوضح أن المشتل العائد له وزع أكثر من 20 ألف غرسة وردة شامية على المزارعين في محافظتي حماة وحمص، الأمر الذي يسهم في زيادة إنتاج الوردة الشامية خلال السنوات المقبلة.
ولفت المزارع نصر أحمد إلى أن قرية معرين الصليب تعد الأولى في زراعة الوردة الشامية على مستوى محافظة حماة، ويصدر إنتاجها على نطاق ضيق إلى العديد من الدول، معرباً عن أمله في زيادة ودعم الجهات المعنية لهذه الزراعة، للتوسع فيها وانتشارها بشكل أكبر.