انتهاكات الاحتلال الصهيوني بحق الشعب الفلسطيني في تصاعد … طهران تجدّد تنديدها وموسكو والقاهرة تأخذان دور الوسيط لوقف إطلاق النار
| وكالات
على وقع تصاعد همجية الاحتلال الصهيوني بحق الشعب الفلسطيني، تتفاوت المواقف الدولية بين المندد والقَلِق والوسيط والداعي للسلام، في مشهد استطاعت فيه المقاومة الفلسطينية أن تسطر ملحمة بطولية جديدة عكست على مدى تسعة أيام متواصلة مدى تمسك هذا الشعب بقضيته المحقة.
من جهتها، أدانت الخارجية الإيرانية بشدة، «العدوان الصهيوني على أرض فلسطين والقدس الشريف وغزة الأبية، الذي أدى إلى استشهاد العشرات من المدنيين من النساء والأطفال، وتدمير العديد من المباني السكنية والمنازل والبيوت المأهولة، الأمر الذي يشكل انتهاكاً فاضحاً لمبادئ حقوق الإنسان والقوانين الدولية»،
وأكدت الخارجية الإيرانية في بيان لها حول آخر التطورات في فلسطين، أن «الحل الوحيد والعادل لقضية فلسطين، يتمثل بإجراء استفتاء شعبي بمشاركة كل الأبناء الأصليين لأرض فلسطين».
وأكمل البيان: «للأسف الشديد، نحن نشهد تصاعداً كبيراً في اعتداءات الكيان الصهيوني، في ظل الدعم السافرِ لبعض الدول الغربية»، مشدداً على أنه «من هذا المنطلق، نرى أن للشعب الفلسطيني الذي يناضل من أجل استعادة كل حقوقه، الحق الطبيعي في الدفاع عن نفسه، وأن المقاومة المشروعة هي السبيل الوحيد لمواجهة العدوان والاحتلال، حتى اللحظة التي يستعيد فيها هذا الشعب الصامد، كل حقوقه العادلة، وينجز سيادته على كامل ترابه».
وأوضحت الخارجية الإيرانية في بيانها أن «تكريس حقوق الشّعب الفلسطيني، ليس أمراً عربياً إسلامياً فحسب، بل هو مسؤولية دولية أيضاً، وأن الجمهورية الإسلامية الإيرانية، ومعها العالم الإسلامي والشعوب الإسلامية وكل الشعوب الحرة التي تلتزِم بقضية الدفاع عن المظلومين، تقف إلى جانب الشعب الفلسطيني البطل، وتطالب الحكومات والمنظمات الدولية، التوقف عن انحيازها للمعتدي».
هذا ودعت طهران الشعوب والمنظمات الدولية والدول الإسلامية، وخاصة منظمة التعاون الإسلامي، إلى «الوقوف صفاً واحداً إلى جانب الشعب الفلسطيني المظلوم والأعزل، في مواجهة الاعتداءات الفظيعة والممارسات الإرهابية للجيش الصهيوني»، مشيرة إلى أنه «يجب أن تصنف الأعمال الإجرامية التي يرتكبها الكيان المحتل للقدس، من المنظمات الدولية والإقليمية ذات الصلة، كإبادة جماعية بحق شعب بأكمله، وكذلك كجرائم ضد الإنسانية».
وحذرت الخارجية الإيرانية المجتمع الدولي، من أن «الكيان الصهيوني يسعى من خلال زعزعة الأمن والاستقرار الإقليميين، لتحقيق أهدافه المشؤومة والخطيرة التي تؤدي في نهاية المطاف إلى تهديد الأمن والسلام على المستوى الدولي، مطالبة مجلس الأمن الدولي بـ«تحمل مسؤولياته في الضغط على الكيان الإسرائيلي، لإيقاف عملياته العدوانية والإرهابية، وعدم السماح للكيان المحتل للقدس وحماته بالتمادي في هدر حقوق الشعب الفلسطيني».
من جهته، قال القائد العام للجيش الإيراني اللواء سيد عبد الرحيم موسوي: «لا نشك إطلاقاً بشأن تحقيق الوعود الإلهية ونعلم بأن الحق سينتصر على الباطل وأن الظلم والباطل سيزولان».
وأضاف: «عندما وعد قائدنا الحكيم مرشد الثورة الإيرانية علي خامنئي، بأن عهد إسرائيل لا يتعدى الـ25 عاماً القادمة، ربما لم يكن يتصور الكثيرون بأن ذلك يحدث في ما نشاهده اليوم بهذه السرعة».
وتابع: «الصهاينة الذين كانوا يحلمون بالهيمنة على المنطقة، استسلموا وأصيبوا بالإفلاس في ساحة الحرب ضد قوات المقاومة اليوم، وقد تحول حلم من النيل إلى الفرات لكابوس الحفاظ على ثكنات إسرائيل الإرهابية».
وتوجه إلى المطبعين مع إسرائيل قائلا: «ينبغي على الخونة والمساومين في المنطقة أن يعلموا بأن دماء أطفال غزة ستغرق المطبعين وأصحاب صفقة القرن»، مضيفاً: «نؤمن بأن استمرار جرائم الصهاينة جاء نتيجة لتقاعس وخيانة المطبعين القائمين على هذا المخطط».
على خط مواز، أعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، أن بلاده تدين الهجمات على أهداف مدنية في فلسطين وإسرائيل.
وقال لافروف: «ندين الهجمات التي يتم إطلاقها من قطاع غزة على المناطق السكنية، وبالطبع الضربات غير مقبولة تماماً ضد المواقع المدنية في الأراضي الفلسطينية، وأعتقد أنه كانت هناك بالفعل دعوات كافية لوضع حد فوري لهذا الوضع».
وأضاف إن روسيا الاتحادية ستفعل كل شيء لتبدأ فلسطين وإسرائيل مفاوضات مباشرة وأن موسكو مستعدة للمساعدة في تنظيم هذه المفاوضات المباشرة بين الجانبين في روسيا الاتحادية.
هذا وأعلنت الخارجية الروسية أن ممثلي «رباعية» الوسطاء الدوليين للشرق الأوسط بحثوا خلال مشاورات طارئة أول من أمس الأحد الخطوات المحتملة لتهدئة الوضع بين إسرائيل وفلسطين.
إلى ذلك، قال وزير الخارجية المصري سامح شكري: إن مصر تواصل جهودها للتوصل لوقف إطلاق النار يعفي الشعب الفلسطيني من الاعتداءات الإسرائيلية.
وذكر شكري، في حوار مع «سكاي نيوز عربية»: «مصر تواصل جهودها من خلال اتصالاتها مع أطراف الصراع وأيضاً الدول الفاعلة في محاولة للتوصل لوقف لإطلاق النار يعفي الشعب الفلسطيني من هذه الاعتداءات الإسرائيلية على قطاع غزة».
وأضاف: «من الضروري أن يتم التوصل لوقف كامل لإطلاق النار، هناك توافق حول هذا الأمر بين الكثير من الدول الفاعلة.. ونستمر في جهودنا لتحقيق هذا الغرض».
وتابع: «هناك المزيد من الاحتقان بين الطرفين، يجب التوصل إلى التهدئة في أقرب فرصة ممكنة».
ورداً على سؤال بشأن التقارير الإعلامية التي قالت: إن إسرائيل رفضت العرض المصري، أجاب وزير الخارجية المصري بالقول: «نكثف اتصالاتنا لتحقيق الهدف المنشود ونستمر في هذه الجهود. من مصلحة كل الأطراف التوصل لهذا الهدف لأنه يحقق الاستقرار للمنطقة ويضمن عدم توسيع رقعة الصراع».
وأردف قائلاً: «نسعى لضرورة التوصل لوقف إطلاق النار وفتح الآفاق للتشاور والمفاوضات السياسية للحل الدائم والشامل والعادل للقضية الفلسطينية واستخلاص الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني».
وبشأن الدعم المصري للشعب الفلسطيني، ذكر شكري: «نتواصل مع القطاع وجار فتح معبر رفح لاستقبال المتضررين والمصابين، وأيضاً إيصال المساعدات الضرورية خلال هذه المرحلة الحرجة».
وختم بالقول: «مصر ملتزمة بالقضية الفلسطينية ودائماً تقف بجانب الشعب الفلسطيني وتقدم ما تستطيع من معاونة لرفع العبء عنه».