ثقافة وفن

د. مسعف الشيخ خالد والعمل الاجتماعي والثقافي

| د. راتب سكر

وجد تأسيس فرع جمعية «العاديات» في «حماة» مطلع الألفية الثالثة، مضماراً لتفاعل الطبيب د. محمد مسعف الشيخ خالد (1941- 2019) العلمي والثقافي مع مجتمعه فلم يبخل بجهوده في إثراء نشاطاتها المتلاحقة بعطائه، وغدا عضواً في مجلس إدارتها ثم رئيساً لهذا المجلس، معززاً نماء ندواتها وملتقياتها الثقافية، التي تابعها كثيرون – كنت واحداً منهم- بحماسة لافتة، وقد كنت واحداً من الذين شاركوا في بعض تلك الملتقيات مع زملاء وأصدقاء مثل د. وليد السراقبي وغيره، ونعمت معهم بصحبة د. مسعف الشيخ خالد وذكرياته مع الطب والثقافة والحياة… (الصورة: عندما شرفني بتقديمه الراقي لأقدم محاضرتي المتواضعة في ندوتنا عن الشاعر محمد عدنان قيطاز).
د. محمد مسعف الشيخ خالد (1941- 2019) تخرج في كلية الطب البشري في دمشق عام 1967وتابع في «فرنسا» دراسة الاختصاص في أمراض جهاز الهضم في جامعة «ستراسبورغ» الفرنسية. وعمل في مستشفيات مدينة «كولمار» في مقاطعة «الإلزاس» شرق فرنسا.
عاد عام 1978 إلى حماة طبيباً بارزاً في مضمار اختصاصه، فتحققت له شهرة بنشاطه المؤثر في الجمعية السورية لأمراض الهضم، ومعالجته المرضى متسماً بتواضعه الآسر، وهدوئه الرزين، ودقة تشخيصه في العلاج، ودأبه على الاهتمام بمرضاه ومنحهم حق الأخوة والصداقة، لم يشغله الطب عن المشاركة الثقافية الجادة في مجتمعه، شأنه في ذلك شأن أطباء كثيرين ذائعي الصيت في هذا المضمار، فانتسب لغير مؤسسة ثقافية واجتماعية مثل جمعية «دار العلم والتربية» في عام (1984)، وانتخب بعد سنوات رئيساً لمجلس الأمناء فيها، لدورتين متتاليتين، وقد تحدث في الملتقيات الثقافية التي شارك فيها غير مرة عن تاريخ هذه الجمعية منذ نشأتها في حماة يوم أسسها الملك «فيصل» (1918-1920)، ونشاطاتها الأدبية والعلمية. ‎ وقد وجدت بعيد رحيله قبساً من نور أدائه طبيباً ومثقفاً وإنساناً في الأداء الوظيفي في كلية الآداب بجامعة حماة، لابنة أخيه أ. سوسن الشيخ خالد خريجة كلية الاقتصاد باختصاص إدارة الأعمال، ذات الخبرة الجيدة في مضمار المعلوماتية المفيد لحياتنا الجامعية، فاستدعى ذلك إلى كلام كل منا صوراً من سيرته العطرة طبيباً وأديباً ومثقفاً نابهاً ورئيساً لمجلس الأمناء في جمعية «دار العلم والتربية»، ثمَّ رئيساً لجمعية العاديات في حماة.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن