شؤون محلية

التركة ثقيلة في مصرف الحسكة العقاري … وحملها لا يزال على ظهر بعير أعرج..!

الحسكة – دحام السلطان :

على الرغم من هجرة نحو 25 عقلاً بشرياً إلى خارج البلاد من مجموع الكوادر التخصصية والتي تعتبر رقماً كبيراً لا يستهان به بالنسبة للمصرف العقاري بالحسكة، إذ لا يزال المصرف محافظاً على توازنه وواقفاً على رجليه على الرغم من الإرباكات التي ولدها ذلك الغياب من الكادر النوعي، والتي شكّلت حالة فراغ واسعة في العمل اليومي للمصرف المطالب أكثر من غيره اليوم، ليكون أكثر حضوراً وفاعلية لخدمة المواطن، ولاسيما أن الأمر الذي يتعلق برواتب الموظفين المتقاعدين والكتل المالية من الإيداعات للقطاعين العام والخاص، إضافة إلى المنغصات اليومية ومنها المرتبطة بالانقطاع الطويل للتيار الكهربائي الذي يؤثر سلباً في العمل المصرفي بمجمله من قواعد البيانات المصرفية وسواها، وفوق ذلك كله لا يزال عمل المصرف اليوم يعيش في عصر ودهر وزمان (السراج والفتيلة)، لتستمر المعاناة مع إشكالية وقضية آلات عد النقود التي لا تعبّر عن هوية العمل بالمصرف بالمطلق، ولا تفي بالغرض اللازم للعمل القادر على تغطية حجم الإيداعات المالية لأن عددها غير كافٍ وأثمانها مرتفعة جداً، لذلك فإن المصرف بحاجة للعدد اللازم منها ولا إمكانية لشرائها والحصول عليها لأن الإمكانية لا تساعد في ضوء أرقام الإيداعات المالية التي تأتي إلى المصرف من فئة الـ100 والـ200 ليرة سورية وبأرقام كبيرة من القطاع الخاص على وجه التحديد، علماً أن تلك المطالب كانت قد ذكرتها وشرحتها مداخلة توصيات المصرف للعمل على تأمين شبكة (إيوان) لتغطية الحاجة وسد الثغرات أمام رئيس الحكومة أثناء زيارته الأخيرة إلى الحسكة، لا للحصول على الامتياز – بل للنظر إلى المصرف الذي باتت أعباؤه ثقيلة جداً بنظرة تضعه على مسافة واحدة من أقرانه وأسوة بالمصارف العقارية الأخرى في القطر، وليس بوضع تركته وحمولته على ظهر بعير أعرج..! فمن غير المعقول أن نشاهد المتعاملين معه بهذا الشكل، وهي التي باتت تقليداً يومياً نراه ونلمسه ونسمعه في آذاننا من خلال الحشود الغفيرة وطوابير المراجعين والجمهرة المتنوعة الأعمار والأطوار داخل أسوار المصرف وعلى فم أبوابه..!
فهل أصبحت الحسكة بحاجة إلى فرع آخر لسد الذرائع وملء الشواغر ووضع الموازين في نصابها، أم إن الموضوع بات لا يطاق ويحتاج إلى حلول جذرية وهل الإدارة العامة للمصارف العقارية على دراية تامة وعلم بالموضوع من أساسه وبالصورة الكاملة لمعاناة المصرف، وما رأيها في النهاية بالموضوع..؟ فإن كانت تدري فتلك مصيبة، وإن كانت لا تدري فالمصيبة أعظم..!!

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن