عربي ودولي

إيران والعراق والأردن تجدد دعمها ودعوات أميركية لوقف تسليح إسرائيل … نواب في الكونغرس يتهمون واشنطن بـ«التواطؤ في المذبحة»

| وكالات

في حين تتصاعد حدة ممارسات العدو الهمجية وتزداد انتهاكاته لحقوق الفلسطينيين، تستمر الدول في التعبير عن مواقفها وسط مخاوف من اتساع الحرب ومطالبات في الداخل الأميركي لوقف تسليح إسرائيل.
إلى ذلك، حذر رئيس هيئة الأركان الأميركية المشتركة الجنرال مارك ميلي، من مخاطر زعزعة الاستقرار على نطاق واسع يتجاوز قطاع غزة إذا لم يتم خفض التصعيد بين إسرائيل والفلسطينيين، بينما طالب أعضاء بالكونغرس الرئيس جو بايدن، بوقف تسليح إسرائيل رداً على العدوان على غزة.
وطلب ممثلو الكونغرس الأميركي، أعضاء الحزب الديمقراطي، من الرئيس بايدن تأجيل صفقة أسلحة مع إسرائيل بسبب انتقادات للعدوان الإسرائيلي على غزة، حسبما أفاد موقع «VOX» الإخباري الأميركي أمس الثلاثاء.
وحسب التقرير، فإن رئيس مجلس النواب، غريغوري ميكس، سيرسل في الأيام المقبلة رسالة إلى الرئيس بايدن يطلب فيها تأجيل صفقة لتزويد طائرات سلاح الجو الإسرائيلي بالقنابل الذكية بقيمة 735 مليون دولار، وذلك بغية السماح للكونغرس بمراجعتها وتلقي الإيضاحات.
واتهم أعضاء في الكونغرس مثل النائب ألكساندريا أوكاسيو كورتيز، الولايات المتحدة بـ«التواطؤ في المذبحة» التي ينفذها الجيش الإسرائيلي في غزة.
ويأتي ذلك، فيما أبلغ الرئيس الأميركي بايدن، رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، بأن واشنطن تدعم وقف إطلاق النار بين إسرائيل وفصائل المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة، حسب ما جاء في بيان صدر عن البيت الأبيض، بعد منتصف ليل الإثنين.
وذكر البيت الأبيض أن «بايدن أكد لنتنياهو هاتفياً دعمه حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها بمواجهة الهجمات الصاروخية»، وذلك في اتصال هاتفي بين الاثنين هو الثالث منذ بدء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة.
وأثارت مواقف الرئيس بايدن الأخيرة من الأوضاع في فلسطين جدلاً واسعاً في الكونغرس الأميركي، إذ أدان عدد من النواب الديمقراطيين الاعتداءات الإسرائيلية بحق الفلسطينيين، مخالفين بذلك موقف الإدارة الأميركية الحالية التي تنتمي إلى حزبهم.
في سياق ذلك أصدر 28 عضواً ديمقراطياً في مجلس الشيوخ بياناً دعوا فيه إلى وقف إطلاق النار في قطاع غزة، ولاسيما من جانب الاحتلال الإسرائيلي.
وتأتي الدعوة في الوقت الذي أعاقت فيه إدارة الرئيس الديمقراطي أيضاً، بايدن، محاولة مشتركة من قبل حكومات الصين والنرويج وتونس لإصدار بيان من مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، الأحد الفائت، يدعو إلى إنهاء الصراع.
وذكرت وسائل الإعلام الإسرائيلية، أول من أمس أن الولايات المتحدة وافقت على صفقة أسلحة مع إسرائيل بقيمة 735 مليون دولار، بالتزامن مع العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة.
وقالت صحيفة «معاريف» الإسرائيلية: إن الإدارة الأميركية وافقت على بيع أسلحة لإسرائيل، وإن الجزء الأكبر من الصفقة سيتضمن صواريخ دقيقة.
من جانبه، انتقد وزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف، أمس الثلاثاء، مساعدة الولايات المتحدة الأميركية لإسرائيل في عدوانها على الفلسطينيين.
وقال ظريف في تغريدة عبر صفحته في موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»: «بينما تنهمر ذخائر حربية أميركية الصنع على الفلسطينيين الأبرياء، تمنح الولايات المتحدة 735 مليون دولار أخرى على شكل صواريخ دقيقة لإسرائيل، لقتل المزيد من الأطفال بدقة أكبر»، مضيفاً: «العالم يشاهد إسرائيل، ومساعدوها يظهرون وجوههم القبيحة».
إلى ذلك، أكد الملك الأردني عبد اللـه الثاني بن الحسين، أمس الثلاثاء، أن «الممارسات الإسرائيلية الاستفزازية المتكررة بحق الشعب الفلسطيني قادت إلى التصعيد الدائر، والدفع بالمنطقة نحو المزيد من التأزم والتوتر».
وشدد ابن الحسين، خلال اتصال هاتفي مع الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، على أنه «لا بديل عن الحل السياسي الذي يفضي إلى تحقيق السلام العادل والشامل على أساس حل الدولتين، ويضمن قيام الدولة الفلسطينية المستقلة، ذات السيادة والقابلة للحياة، على خطوط الرابع من حزيران عام 1967 وعاصمتها القدس».
كما لفت إلى تحذيراته المتواصلة من مغبة الانتهاكات التي تمارسها «إسرائيل» في القدس، وخاصة ضد المسجد الأقصى، ومحاولات التهجير غير القانوني لأهالي حي الشيخ جراح من بيوتهم.
وأكد أنه لطالما حذر من المساس بالوضع التاريخي والقانوني القائم في القدس، مشدداً «على مواصلة الأردن بذل كل الجهود لحماية المقدسات الإسلامية والمسيحية في المدينة المقدسة، من منطلق الوصاية الهاشمية على هذه المقدسات».
وشدد الملك الأردني على ضرورة أن يقوم المجتمع الدولي بتحمل مسؤولياته والتحرك بشكل فاعل لوقف الاعتداءات الإسرائيلية وتجنب تكرارها، وكذلك وقف العدوان على غزة، والعمل على دفع عملية السلام.
على خط مواز، أكد الرئيس العراقي برهم صالح موقف بلاده الثابت تجاه القضية الفلسطينية، مشدداً على ضرورة العمل الفاعل لإنهاء الاعتداءات الإسرائيلية على الشعب الفلسطيني.
جاء ذلك خلال استقبال الرئيس العراقي، السفير الفلسطيني لدى العراق أحمد عقل، أمس الثلاثاء، في قصر السلام ببغداد.
ولفت البيان إلى أنه جرى، خلال اللقاء، بحث تطورات الأوضاع في القدس والأراضي الفلسطينية، وما يتعرض له الشعب الفلسطيني من تجاوزات واعتداءات غير إنسانية في مدينة القدس وقطاع غزة، أسفرت عن سقوط مئات المدنيين العزّل، ترافقت مع التضييق على الفلسطينيين في القدس، وضرورة وقف هذه الأعمال التي تناهض حقوق الإنسان والقانون الدولي.
وأكد البيان أن صالح «جدّد موقف العراق إزاء محورية القضية الفلسطينية، ودعمها في المحافل الدولية، والوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني الشقيق في تحقيق تطلّعاته ونيل كامل حقوقه المشروعة».
وشدد صالح على «أهمية التضامن والتنسيق والعمل الفاعل على كافة المستويات، عربياً وإسلامياً ودولياً، لإنهاء هذه المعاناة وحماية حقوق الشعب الفلسطيني ومنع الاعتداءات التي يتعرض لها».
ونقل البيان إشادة السفير أحمد عقل بموقف العراق الرسمي والسياسي والشعبي إزاء الأحداث التي تشهدها فلسطين، ودعمه حقوق الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة، وتمسك العراق بضرورة نيل الشعب الفلسطيني حقوقه المشروعة كاملة ووقف الاعتداءات التي يتعرض لها.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن