رؤساء البعثات الدبلوماسية في العديد من دول العالم متفائلون بمشاركة واسعة وإنجاز الاستحقاق بنجاح
| سيلفا رزوق
وسط ترقب لانتخابات رئاسة الجمهورية التي ستجري اليوم في السفارات والقنصليات السورية في الخارج، أعرب رؤساء البعثات الدبلوماسية السورية في العديد من دول العالم عن تفاؤلهم بمشاركة واسعة من قبل أبناء الجالية السورية وإنجاز الاستحقاق بنجاح.
وفي تصريح خاص لـ«الوطن» أكد سفير سورية في روسيا رياض حداد، أن السفارة على أتم جهوزيتها لإنجاز الاستحقاق الرئاسي، حيث سيشارك في هذه الانتخابات كل المغتربين الموجودين في روسيا الفدرالية والطلبة الدارسين في معاهد وجامعات الاتحاد الروسي
وتوقع أن تكون نسب المشاركة في انتخابات اليوم عالية، مشيراً إلى أنها تجري وفقاً لأحكام الدستور وقانون الانتخابات العامة والتعليمات الصادرة عن اللجنة القضائية العليا والجهات المشرفة على الانتخابات، لافتاً إلى أن كل التدابير التقنية جرى اتخاذها لضمان إعطاء المواطنين أصواتهم للمرشح الذي سيختارونه بكل نزاهة.
وبيّن حداد أن إجراءات الوقاية من فيروس «كورونا» جرى اتخاذها، وأن السلطات الروسية أمنت كل ما يلزم لتأمين إجراء هذه الانتخابات بأمان واستقرار ومن دون أي مشاكل، مبيناً أن التعاون والتنسيق قائم ومستمر بين السفارة السورية في موسكو ووزارة الخارجية الروسية بهذا الخصوص.
سفير سورية في إيران شفيق ديوب، بدوره أكد لـ«الوطن»، أن السفارة السورية استكملت إجراءاتها وستعمل على إنجاح العملية الانتخابية وأن تجري بسلاسة كاملة وبحيادية ونزاهة تامة تجاه المرشحين الثلاثة.
وعبّر عن ارتياحه تجاه الرغبة الكبيرة التي أبداها السوريون الموجودون في إيران والموزعين في مدن ومناطق متباعدة للمشاركة في هذه الانتخابات وممارسة حقهم الدستوري، مؤكداً أن هذه الانتخابات مهمة لأنها تؤكد إرادة الشعب السوري وقراره الحر المستقل باختيار قيادته وتشكل تتويجاً لكفاح السوريين الممتد منذ أكثر من عشر سنوات لمواجهة الإرهاب والإجراءات الاقتصادية الظالمة.
وتوقّع ديوب، أن يكون الإقبال على الانتخابات واسعاً لأن الأغلبية المطلقة من السوريين في إيران أكدوا أنهم سيشاركون في هذه الانتخابات، وأن تتم بكل سلاسة وأن لا يواجه المواطن أي مشكلة في الإدلاء بصوته بكل نزاهة وحرية.
ولفت إلى أن التنسيق تام مع الجهات المعنية المختصة في إيران، حيث جرى اتخاذ كل الإجراءات اللازمة لضمان سلاسة وسهولة وصول المقترعين للسفارة والإدلاء بأصواتهم، ومغادرتها بشكل مريح، كما جرى اتخاذ الإجراءات اللازمة للوقاية من «كورونا» من أجل حماية المقترعين والمواطنين القائمين على العملية الانتخابية.
القائم بالأعمال في السفارة السورية بالنيابة في دولة الإمارات العربية المتحدة، السفير غسان عباس، وفي تصريح خاص لـ«الوطن» وصف إجراء الانتخابات الرئاسية السورية في دولة الإمارات بالرسالة السياسية الهامة، وأوضح أن الإمارات أبلغت السفارة عدم ممانعتها إقامة الانتخابات على أراضيها واستعدادها لتأمين ما يلزم لها.
وبيّن عباس أن السفارة أنهت كامل استعداداتها لليوم الانتخابي، وهي كانت على تواصل مع السوريين في الإمارات منذ لحظة الإعلان عن الانتخابات، مبيناً أن نسب السوريين الذين سجلوا في القوائم الانتخابية مشجعة.
وذكر أن السفارة اتخذت شعار العلم السوري على شكل قلب ومكتوب تحته سورية في القلب، لافتاً إلى أن هناك تعاوناً واهتماماً من قبل السلطات الإماراتية، وتم إخطار السفارة في حال احتاجت أي تغطية أمنية أو أي أمور لوجستية فإنها على أتم الاستعداد لذلك، كاشفاً أن السفارة طلبت مرافقة إعلامية لهذه الانتخابات لتكون الصورة واضحة بالنسبة للعملية الانتخابية.
وأشار عباس إلى وجود فريق كبير من السوريين الذين تطوعوا للعمل إلى جانب طاقم السفارة، لإنجاح العملية الانتخابية، وهؤلاء غيورون على بلدهم، مؤكداً أن مشاركة السوريين بالمغتربات بهذه الانتخابات سيشكّل رسالة أخرى هامة جداً.
واعتبر أن إجراء الانتخابات اليوم في دبي هو «رسالة مهمة من دولة الإمارات العربية الشقيقة وهي مباركة منها للسوريين بهذا اليوم الانتخابي الهام، وهو يعطي لمسات مهمة أيضاً»، مبيناً أنه بالمقارنة بين انتخابات 2014 وهذه الانتخابات يمكن ملاحظة أن دولاً قليلة بقيت على الجانب الخاطئ والنشاز، وعار على دولة مثل ألمانيا اتخاذ قرار منع السوريين، وهذا موقف يطرح تساؤلات كثيرة عن دولة تُعُدُّ نفسها من عتاة الديمقراطيين.
وفي تصريح مماثل لـ«الوطن»، بيّن سفير سورية في النمسا حسن خضور، أن كل الترتيبات اللازمة لإجراء العملية الانتخابية جاهزة تماماً، حيث كانت سجلت أسماء المواطنين السوريين الراغبين بالانتخاب ليس فقط بالنمسا وإنما بالدول الأخرى المرتبطة بفيينا ومنها الجالية السورية في إيطاليا ومالطا وهنغاريا وسلوفينيا وسلوفاكيا وكرواتيا، وأرسلت هذه القوائم لوزارة الخارجية والمغتربين للتحقق ممن يحق له الانتخاب.
ولفت خضور إلى أن السفارة توجهت لوزارة الخارجية النمساوية من أجل إخطارها وتوفير الحماية اللازمة يوم الانتخابات، وأن السلطات في فيينا استجابت للأمر وأكدت على مبدأ المعاملة بالمثل وضرورة الالتزام بالإجراءات الوقائية اللازمة للحماية من «كورونا»، وهذا أمر «نحترمه جداً»، لافتاً إلى أن السفارة طالبت بتوفير الحماية اللازمة، وتقديم التسهيلات للمواطنين السوريين القادمين للسفارة من النمسا والدول الأخرى المرتبطة بها.
وأشار إلى أنه التقى الأسبوع الماضي بمجموعة من المغتربين السوريين في النمسا وجرت مناقشة العملية الانتخابية ووصف اللقاء بأنه «مثمر جداً»، وقال: «لمست منهم حماسة كبيرة للقيام بواجبهم وممارسة حقهم الانتخابي».
وكشف خضور، أن بعض الجماعات ممن يسمون أنفسهم بـ«المعارضات» حصلت على ترخيص للتظاهر أمام السفارة اليوم خلال إجراء العملية الانتخابية، لكن السلطات النمساوية اتخذت جميع الإجراءات اللازمة لمنعهم من الاقتراب من السفارة، ولفت إلى أن الشرطة في فيينا أخبرت السفارة بأنها جاهزة لكل ما يطلبونه.
ولفت إلى محاولات التشويش التي تمارسها هذه الجماعات من خلال نشر معلومات مغلوطة حول الانتخابات وإظهار الصورة بأنها قاتمة، وأن من سيذهب للسفارة سيتم طرده وإنهاء إقامته وأن السفارة تسجل الأسماء لإرسالها للسلطات المحلية، موضحاً أن الغاية من هذا الكلام تخويف المواطنين وجعلهم يفقدون الثقة بسلطات بلدهم، مبيناً أنه لمس وعياً كبيراً لدى السوريين تجاه عمليات التشويش التي لم تنقطع في أي يوم.
وأكد خضور، أن كل هذه المحاولات تهدف إلى خلق شرخ بين المواطن وسفارة بلده بشكل أساسي، موضحاً أن هؤلاء لن ينجحوا لأن الشعب السوري الذي بقي صامداً طيلة عشر سنوات لن يخضع لأي ضغوط وهو مصمم على ممارسة حقه الدستوري في هذه الانتخابات.
من جانبه، ذكر سفير سورية في بيلاروس محمد العمراني لـ«الوطن»، أن السفارة السورية في مينسك أسوة بباقي السفارات السورية وبالتنسيق مع وزارة الخارجية والمغتربين، استكملت إجراءاتها بالكامل، وأعلمت وزارة الخارجية البيلاروسية حول الموضوع، والتي أكدت جاهزيتها لتقديم أي مساعدة لإنجاح هذا الاستحقاق.
وبيّن، أن السفارة وجهت دعوتها لجميع السوريين الموجودين في بيلاروس وباقي الدول التي تتبع للسفارة السورية في مينسك ومنها ليتوانيا وأوكرانيا ولاتفيا وأستونيا من أجل المشاركة وممارسة حقهم الدستوري، لافتاً إلى أن السوريين بالدول المجاورة قد لا يتمكنوا من القدوم للإدلاء بأصواتهم لفرض إجراءات الإغلاق بسبب جائحة «كورونا»، علماً أن السفارة تواصلت معهم وأكدت جاهزيتها لاستقبالهم.
وبيّن أن اللجنة الانتخابية التي شكلتها وزارة الخارجية برئاسة السفير وعضوية أعضاء في السفارة وعضوية رئيس فرع الاتحاد الوطني لطلبة السورية ستكون موجودة من الساعة السابعة صباحاً حتى السابعة مساء، ولكن في حال كان الإقبال كبيراً يمكننا تمديد التوقيت في حال احتاج الأمر وهذا ما جرى إبلاغه من قبل وزارة الخارجية للسفارة.
وأكد أن السلطات البيلاروسية متعاونة وهناك عدد من وسائل الإعلام البيلاروسية والروسية الموجودة في مينسك ستقوم بتغطية هذه الانتخابات إعلامياً، متوقعاً أن تكون نسب المشاركة في الانتخابات اليوم مرتفعة قياساً لأعداد السوريين الموجودين في بيلاروس.
سفير سورية في الجزائر نمير الغانم وفي تصريح مماثل لـ«الوطن»، أكد أن السفارة السورية في الجزائر وكما في باقي السفارات السورية في مختلف دول العالم، أنهت كافة الاستعدادات والتحضيرات اللازمة للبدء اليوم بهذا الاستحقاق الدستوري الكبير، وتم دعوة جميع أعضاء الجالية وتنظيم اللوائح الانتخابية بالشكل الأمثل ومطابقتها لتكون دقيقة وتم إبلاغ جميع أعضاء الجالية السورية في الجزائر بضرورة الوجود خلال النهار كاملاً.
وبيّن السفير الغانم أن السفارة ونتيجة وباء كورونا ستعمل على الالتزام بالإجراءات الصحية الوقائية اللازمة لضمان صحة الناخبين، والعاملين الذين سيقومون بالإشراف على العملية الانتخابية، مشيراً إلى أن اللجنة الانتخابية المشكّلة من قبل السفارة والتي شكلت التزاماً بقانون الانتخابات وتعليمات وزارة الخارجية والمغتربين، هي التي ستشرف على الانتخابات لتكون بشكلها الأمثل ولتمر بشكل سلس وشفاف وبحرية كاملة، مبيناً أن لكل مواطن الحق في أن يمارس حقه الدستوري كما يراه مناسباً وكما يتمنى أن تكون عليه سورية المستقبل.
وعبّر السفير الغانم عن تفاؤله بالمشاركة اليوم، مؤكداً أنها ستكون مماثلة لما جرى في عام 2014 حيث راهن الكثير على إفشال هذا الاستحقاق، مؤكداً أن الجالية السورية في المغترب وبحسها الوطني العالي ستكون أكبر دليل على وطنية السوريين بالخارج، متوقعاً أن تكون المشاركة كبيرة جداً وبدافع شخصي من قبل هؤلاء المواطنين، لاسيما أنهم عبّروا عن أن المشاركة هي واجب عليهم وخاصة في هذه الفترة.
وأكد الغانم أن مشاركة السوريين ستشكّل رسالة مهمة جداً للداخل والخارج، ففي الداخل سيقولون لأبناء سورية بأنهم إلى جانبهم وسيسهمون في اختيار مستقبل سورية عبر المشاركة في الانتخابات، ورسالة للخارج ليؤكدوا بأن كل محاولاتهم لإفشال هذا الاستحقاق ولتبق سورية في فراغ دستوري فشلت كما فشلت كل مراحل الحرب على البلاد.
واعتبر السفير الغانم أن هذا الاستحقاق هو نصر آخر لسورية، ونصر آخر للجيش العربي السوري الذي سمح بممارسة هذا الاستحقاق المهم، مبيناً أنه وبعد الانتهاء من الانتخابات مساء اليوم ستشرع السفارة بفرز الأصوات وستوافي السفارة الوزارة بكل الإجراءات والتفاصيل.
سفير سورية في أرمينيا محمد حاج إبراهيم، من جانبه قال لـ«الوطن»: إن السفارة على أتم الاستعداد لبدء الانتخابات اليوم، متوقعاً أن تكون نسب المشاركة واسعة.
وبيّن، أن السوريين الأرمن في أرمينيا وكل دول العالم عبّروا عن رغبتهم بالمشاركة بالانتخابات وكذلك الأرمن الموجودون في أستراليا سيشاركون بالانتخابات في قنصلية سورية هناك، مشدّداً على أن السوريين الأرمن لديهم شعور خاص وولاء خاص تجاه سورية والجيش السوري، وهم يعتبرون سورية بلدهم رغم انتقالهم لبلد أجدادهم، لكن حنينهم بقي لوطنهم وهذا ما يؤكدونه باستمرار وأكبر دليل مشاركتهم بالتحضير للانتخابات الرئاسية.
وأشار إبراهيم إلى أن فرقة من الكشافة الأرمينية ستعزف النشيد السوري والأغاني الوطنية، لافتاً إلى أن التعاون بين السفارة والسلطات الأرمينية إيجابي جداً ورائع.
بدوره بيّن سفير سورية في الهند رياض عباس في تصريح مماثل لـ«الوطن»، أن السفارة على أتم الجاهزية لإجراء الانتخابات وأرسلت مذكرات للسوريين في الهند ولجميع الدول المرتبطة بالسفارة في حال رغب المواطنون بالحضور فقد وضعت السفارة كتاب توسط للمرور عبر الحواجز التي وضعتها الحكومة الهندية نتيجة الإجراءات التي اتخذتها للوقاية من كورونا، حتى يسمح لهم بالمرور والوصول للسفارة، كما وضعت أرقام هواتف على الصفحة الرسمية للسفارة.
ولفت السفير عباس إلى أن السفارة اتخذت جميع الإجراءات اللوجستية وإجراءات الوقاية من كورونا لاستقبال المواطنين، متوقعاً أن يكون الإقبال جيداً رغم الظروف الصعبة التي تمر بها الهند نتيجة تفشي كورونا، وأضاف: «رغم هذا الأمر أصرّ الطلاب على اختراق كل الحواجز والوصول للسفارة ومن خلال التواصل مع الجالية الموجودة على الأراضي الهندية لمست لديهم حماسة عالية جداً للمشاركة في الانتخابات».
من جانبه، بيّن القائم بأعمال السفارة السورية في فرنسا محمد أبو دلة، لـ«الوطن»، أن السفارة السّوريّة في باريس استكملت تحضيراتها لتنظيم الانتخابات الرئاسيّة في موعدها المحدّد، إلى جانب اتخاذ كافّة الإجراءات القانونيّة واللّوجستيّة والصحية المطلوبة لضمان سير العمليّة الانتخابيّة على أكمل وجه تحت إشراف اللّجنة المشكّلة للإشراف على الانتخابات، كما تمّت تهيئة مساحة مخصّصة لإجراء الانتخابات وتجهيزها بكل ما يلزم.
وبيّن أبو دلة، أن السفارة أبقت على تواصلها وبشكل مستمرّ مع أبناء الجالية السورية في فرنسا منذ الإعلان عن موعد إجراء الانتخابات الرئاسيّة، كما دعتهم للمشاركة الفاعلة في عملية الاقتراع التي ستجري في مقرّ السفارة اعتباراً من السّاعة السّابعة صباحاً ولغاية السّاعة السّابعة مساءً من هذا اليوم.