الصفحة الأخيرة

سبب حصولنا على اللقاحات في سواعدنا

| وكالات

شمر الملايين عن سواعدهم من أجل لقاح «كوفيد-19» هذا العام، فماذا يقول العلم عن سبب حصولنا على معظم اللقاحات في ذراعنا؟
وبهذا الصدد، قدّمت ليبي ريتشاردز، الأستاذة المساعدة في التمريض، من جامعة بوردو، إجابات واضحة تكشف السر.
ويعرف أن معظم اللقاحات، وليس كلها، تعطى في العضلات، وهذا ما يعرف بالحقن العضلي. ويتم إعطاء بعض اللقاحات عن طريق الفم، والبعض الآخر تحت الجلد مباشرة.
تشكل العضلات موقعاً ممتازاً لإعطاء اللقاح، لأن الأنسجة العضلية تحتوي على خلايا مناعية مهمة. وتتعرف هذه الخلايا المناعية على المستضد، وهو قطعة صغيرة من الفيروس أو البكتيريا التي تدخلها عملية اللقاح، والتي تحفز الاستجابة المناعية.
وفي حالة لقاح «كوفيد-19»، لا يتم إدخال مستضد بل إنه يدير مخططاً لإنتاج المستضدات. وتلتقط الخلايا المناعية في الأنسجة العضلية هذه المستضدات وتقدمها إلى العقد الليمفاوية.
ويؤدي حقن اللقاح في الأنسجة العضلية إلى إبقاء اللقاح موضعياً، ما يسمح للخلايا المناعية بدق ناقوس الخطر للخلايا المناعية الأخرى والبدء في العمل.
وبمجرد التعرف على اللقاح من قبل الخلايا المناعية في العضلات، تحمل هذه الخلايا المستضد إلى الأوعية الليمفاوية، التي تنقل الخلايا المناعية الحاملة للمستضد إلى العقد الليمفاوية.
وتحتوي الغدد الليمفاوية، وهي المكونات الرئيسية لجهاز المناعة لدينا، على المزيد من الخلايا المناعية التي تتعرف على المستضدات في اللقاحات وتبدأ عملية المناعة في تكوين الأجسام المضادة.
وتوجد مجموعات من الغدد الليمفاوية في مناطق قريبة من مواقع إعطاء اللقاح، وعلى سبيل المثال يتم حقن العديد من اللقاحات في العضلة الدالية لأنها قريبة من الغدد الليمفاوية الموجودة تحت الإبط مباشرة. وعندما يتم إعطاء اللقاحات في الفخذ، لا يتعين على الأوعية اللمفاوية الاتجاه بعيداً للوصول إلى مجموعة العقد الليمفاوية في الفخذ.
وتميل أنسجة العضلات أيضاً إلى إبقاء تفاعلات اللقاح موضعية. وقد يؤدي حقن اللقاح في العضلة الدالية إلى التهاب موضعي أو وجع في موقع الحقن.
وإذا تم حقن لقاحات معينة في الأنسجة الدهنية، تزداد فرصة التهيج ورد الفعل الالتهابي لأن الأنسجة الدهنية لديها إمداد دم ضعيف، ما يؤدي إلى ضعف امتصاص بعض مكونات اللقاح.
وهناك عامل حاسم آخر في موقع إعطاء اللقاح، وهو حجم العضلة.
ويميل البالغون والأطفال الذين تبلغ أعمارهم ثلاث سنوات أو أكثر، إلى تلقي لقاحات في أعلى الذراع في العضلة الدالية. ويتلقى الأطفال الأصغر سناً لقاحاتهم في منتصف الفخذ، لأن عضلات ذراعهم أصغر وأقل نمواً.
ويتطلب تفشي الأمراض المعدية، كما هو الحال في موسم الأنفلونزا أو وسط أوبئة مثل «كوفيد-19»، أن يقوم نظام الصحة العامة لدينا بتطعيم أكبر عدد ممكن من الأشخاص في وقت قصير. لهذه الأسباب، يفضل استخدام حقنة في الذراع لمجرد سهولة الوصول إلى الجزء العلوي من الذراع.
وكل الأشياء أخذت في الحسبان، عندما يتعلق الأمر بلقاح الأنفلونزا ولقاح «كوفيد-19»، بالنسبة لمعظم البالغين والأطفال، لذلك إن الذراع هي طريق التطعيم المفضل.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن