احتياجات السويداء محط اهتمام الحكومة.. إضافة خمسة مليارات ليرة لاعتمادات محافظة السويداء لدعم المشروعات الخدمية … عرنوس: مشروع حكومي لتحلية مياه البحر وجر مياه الفرات لدمشق .. وزير الداخلية: الوضع الأمني في السويداء هو «جنائي» وليس إرهابياً وتم تشكيل لجنة أمنية في المحافظة

أكد رئيس مجلس الوزراء حسين عرنوس دعم الحكومة لجميع المشاريع الخدمية بالسويداء مشيراً إلى تقديم خمسة مليارات ليرة لاعتمادات محافظة السويداء لدعم مشروعات مياه الشرب والموارد المائية والصحة والوحدات الإدارية والطرق والمدارس والصرف الصحي ستكون في حساب المؤسسات خلال أسبوع.
والتقى عرنوس أمس الفعاليات والجهات المعنية في السويداء بصحبة الوفد الوزاري الذي ضم وزراء الإدارة المحلية والبيئة حسين مخلوف والأشغال العامة والإسكان سهيل عبد اللطيف والداخلية محمد الرحمون والصحة حسن غباش والتعليم العالي والبحث العلمي بسام إبراهيم والسياحة رامي مارتيني والاتصالات والتقانة إياد الخطيب والاقتصاد سامر خليل والمالية كنان ياغي والأمين العام لرئاسة مجلس الوزراء قيس خضر.

مداخلات

وتركزت مداخلات الفعاليات الدينية والفلاحية والرسمية في المحافظة ولاسيما الخدمية والفلاحية منها على عدد من القضايا الخدمية الملحة أهمها إيلاء الآبار الارتوازية المخصصة لمياه الشرب، المزيد من الاهتمام، وذلك من خلال حفر آبار إضافية والعمل الجاد على إصلاح المعطل منها، خاصة أن المحافظة عانت وتعاني وجود أزمة بمياه الشرب، إضافة لذلك طالب المداخلون بضرورة تحييد بعض الآبار خاصة المغذية للتجمعات السكانية من برنامج التقنين، وتأمين الاعتمادات المالية اللازمة لهذه الغاية

وركزت المداخلات على الإسراع بإصلاح الآبار الزراعية المتعطلة منذ عدة أشهر البالغ عددها/20/ بئراً زراعية والعمل على تحديث معمل السجاد وضرورة رفده بالنول الحديث إضافة إلى معمل الأحذية خاصة، مشيرين إلى أنه لم يجر عليهما أي تحديث منذ أكثر من ثلاثين عاماً، كما لم يخف المداخلون تذمرهم من حالة الفلتان الأمني في المحافظة حيث دعا المشاركون بهذا اللقاء من الفعاليات الدينية والأهلية كافة إلى ضرورة إيجاد حل فوري وسريع لهذا الموضوع لما له من انعكاسات سلبية على واقع المحافظة الاقتصادي والخدمي، خاصة بعد أن استفحلت الجريمة بدءاً من السرقات وانتهاءً بالخطف والقتل.

وأشار أحد المداخلين إلى أنه بات من الضروري إحداث معبر حدودي يربط المحافظة بالأردن لما لهذا المعبر من أهمية لأبناء المحافظة خاصة ما يخص الصادرات الزراعية، كما أكدت المداخلات زيادة الاعتمادات المخصصة لترميم المواقع الأثرية وإظهارها بشكلٍ لائق خاصة وأن معظم هذه المواقع هي بالأصل مواقع دينية، مطالبين بتشجيع السياحة الدينية، وإعادة النظر بفرز المهندسين لكون الفرز الأخير كان غير عادل.

كما طالبت المداخلات بإعفاء الفلاحين من فوائد القروض، والتعويض على المزارعين خاصة أن إنتاج المواسم الزراعية هذا الموسم متدنية، وإيجاد حل لمخالفات البناء في مدينة السويداء والتي تبلغ ثلاثة آلاف مخالفة، وتشجيع الاستثمار من خلال إعطاء تسهيلات للمستثمرين، وإحداث مخبر لتحليل الأثر المتبقي لمحصول التفاح، خاصة أن المزارعين يقومون بالتحليل في الأردن لعدم وجود مخبر في سورية ما رتب عليهم أعباء مالية كبيرة.

وطالب المداخلون بإيجاد حل لأراضي أملاك الدولة المستثمرة منذ سنوات من المزارعين، التي ما زالت مسجلة باسم أملاك الدولة، ولاسيما أنه مترتب عليهم أجور بدل مثل. واقترح رئيس اتحاد فلاحي السويداء ببيع هذه الأراضي للمزارعين بالتقسيط لمدة عشرة سنوات، ما دام لا يوجد حل لهذه المشكلة المزمنة، إضافة لذلك فقد طالب معنيو المحافظة بضرورة إصلاح وصيانة سيارات الإسعاف وسيارات الإطفاء والنظافة جراء قدمها إضافة لإصلاح جهاز الطبقي المحوري المتعطل منذ أكثر من ستة أشهر واستكمال العمل بمشروعات الأبنية المدرسية المتوقف العمل فيها منذ نحو عشرة سنوات، ومشروعات محطات المعالجة في كل من نمرة وسالة ملح.

رئيس الحكومة يرد

وفي رده على المداخلات أكد رئيس مجلس الوزراء أن قضية آبار مياه الشرب والري هي من أول اهتمامات الحكومة وهي مشكلة حقيقية في السويداء مشيراً إلى ضرورة العمل على تجهيز الآبار المحفورة من دون العمل على حفر آبار جديدة مع إنشاء سدود وسدات مياه إضافية مبديا عدم رضى الحكومة عن منظومة عمل آبار الموارد المائية.

ولفت عرنوس إلى وجود مشروع حكومي كبير لتحلية مياه البحر وجر مياه الفرات إلى دمشق والمنطقة الجنوبية لأن تأمين المياه بات حاجة ضرورية مع انخفاض مناسيب المياه الجوفية وقلة الأمطار إضافة إلى التوجه الحكومي إلى استثمار الطاقة البديلة لتوليد الكهرباء مع وجود مشكلة حقيقية بتوفير الطاقة الكهربائية على ساحة القطر داعياً القطاع الخاص للمشاركة لأنه الداعم والرديف للاقتصاد الوطني.

وفيما يخص فتح معبر حدودي للمحافظة أوضح عرنوس أن الصعوبة في فتح هذا المعبر تكمن لدى الطرف المقابل.

ورداً على المذكرة التي تم تقديمها واستعراضها من محافظ السويداء حول احتياجات المؤسسات الخدمية في المحافظة أكد عرنوس بالقول: نحن لسنا بعيدين عن هذه الطلبات ونحن نقدرها وستكون من أولويات خطة مشروع موازنة 2022 ولكن بما أمكن وإن لم تكن شاملة لجميع القضايا التي تحتاجها المحافظة لكن كل ما طرح هو محط اهتمام جميع الوزراء وكل في مجال عمله.

المعالجة بحكمة

كما أكد وزير الداخلية أن الوضع الأمني في السويداء هو وضع جنائي وليس إرهابياً ويتعلق بالخارجين عن القانون وليس بمجموعات إرهابية كما في محافظات مجاورة، مشيراً إلى أنه تم اللقاء مع رجال الدين في المحافظة والفعاليات وأعضاء مجلس الشعب وتشكيل لجنة أمنية لمعالجة الوضع في السويداء مؤكداً أن نعمل على معالجة الوضع الأمني بحكمة وتروٍ.

برنامج تصدير

كما أكد وزير الاقتصاد وجود برنامج تصدير لكل المنتجات الزراعية مع الدول الصديقة بالتنسيق مع وزارة التجارة الداخلية وخاصة التفاح حيث هناك توجه من رئاسة مجلس الوزراء لإحداث وتجهيز مخبر لفحص الأثر المتبقي، أما ما يتعلق بنول معمل السجاد فيمكن أن يكون هناك تنسيق مع الدول الصديقة أو عن طريق وزارة التجارة الخارجية لاستقدام النول المطلوب.

تفعيل المناطق الصناعية

وأكد وزير الإدارة المحلية ضرورة تفعيل المناطق الصناعية في المحافظة لأنها المحرك الأساسي لعملية الإنتاج لافتاً إلى تخصيص 20 مليوناً لصيانة وتجهيز سيارات الإطفاء في السويداء مع البدء باستثمار 3 آبار عن طريق الطاقة البديلة بالتعاون مع المنظمات الدولية.

اهتمام بالمواقع الأثرية

كما أكد وزيــر السياحة أن عقد تنفيذ مشروع المعهد الفندقي في السويداء قيد التدقيق النهائي بتكلفــة وصلت إلى مليار و800 مليون وســيبدأ التنفيذ مباشرة على مدى أربع سنوات مشــيراً إلى اهتمام الوزارة بالسياحة والمواقــع الأثرية لأن الســويداء تعتبر مصيفـاً لجميع المحافظات.

بدوره أشار وزير التعليم العالي إلى أن كليات السويداء تعاني وجود نقص بالكوادر التدريسية، البالغ عددها 89 مدرساً مؤكداً عمل الوزارة على رفد الهيئة التدريسية بـ25 اختصاصاً من المسابقة الأخيرة، مضيفاً إن الوزارة وضعت خطة مستقبلية للنهوض بالواقع التعليمي، وذلك بما يخص الهنغارات والمخابر والأبنية، وفيما يخص إيصال الطلاب الدارسين في جامعة دمشق من البولمانات، يتم التنسيق مع محافظة دمشق لإيجاد حل لهذه المشكلة.

لجان وخطط

وقال وزير الأشغال العامة إنه تم تشكيل لجنة من كل الجهات المعنية لإمكانية إكمال الأعمال في معمل تاميكو.

كما أشار وزير الاتصالات والتقانة إلى أنه تم إدراج مركز اتصالات الكوم بخطة عام 2021 علماً أن الدراسات الفنية جاهزة مضيفاً إنه سيتم تزويد المحافظة 2560 بوابة إنترنت.

بينما بــين وزير المالية أن المشاريع المدرجة ضمــن خطــط الــوزارات يتم رصــد الاعتمادات الماليــة لها بالتنســيق مع هذه الوزارات، علماً أن الــوزارة جاهزة لإجراء المناقلة والتخصيص لأي مشروع بعد موافقة الحكومة بالطــرق القانونيــة.

من جهته أوضح وزير الصحة أن الوزارة خصصت جهازين لغسيل الكلى لمديرية صحة السويداء إضافة لتسليمها سيارات إسعاف جديدة.

ولفت إلى أن هناك منحة يابانية في مجال الصحة وسيتم تخصيص المحافظة منها.