الأخبار البارزةشؤون محلية

الانتخابات جرت في كل دولة فيها سفارة سورية.. كل من يعتدي على حق السوري سوف يخسر … وزير الخارجية لـ«الوطن»: ندعو الدول الأوروبية لرؤية عقلانية وحكيمة للأوضاع في سورية ولا مبرر للسياسات المعادية … وزير العدل: اللجنة القضائية العليا تتولى إدارة الانتخابات بكل شرف وحيادية واستقلالية

| محمد منار حميجو

أكد وزير الخارجية والمغتربين فيصل المقداد أن انتخابات رئاسة الجمهورية جرت في كل الدول التي يوجد فيها سفارات سورية مفتوحة (ما عدا ألمانيا وتركيا)، معرباً عن أمله أن تعود الدول (التي تعادي سورية) إلى وعيها وأن تفهم أن الشعب السوري يؤيد سورية والقيادة فيها.
وسلم المقداد أمس اللجنة القضائية العليا للانتخابات نتائج فرز أصوات المغتربين السوريين إلى اللجنة القضائية العليا.
وفي تصريح لـ«الوطن» على هامش تسليم النتائج أضاف المقداد: أعتقد أنه يجب أن تتمتع دول الاتحاد الأوروبي برؤية عقلانية وحكيمة لتطور الأوضاع في سورية وأنه لا يوجد أي مبرر لهذه السياسات المعادية من بعض دول الاتحاد الأوروبي ضد سورية لأن في ذلك دعماً للإرهاب وقتل السوريين.

وفي كلمة له كشف المقداد أنه من أقصى العالم إلى أقصاه زحف السوريون بالمئات والآلاف وبعشرات الآلاف إلى سفراتهم ليؤكدوا للعالم أنهم مع الوطن وقادرون على ممارسة حقهم الانتخابي وليؤكدوا أيضاً لمن حاول أن يمنعهم ممارسة هذا الحق وأنه عندما يعتدي أحد على حق السوريين في ممارسة حقوقهم فإنه سوف يخسر.

وأوضح المقداد أن السفارات السورية شهدت هذه الممارسة الدستورية بكل إباء واعتزاز، مشيراً إلى أنه في لبنان زحف المواطنون السوريون من كل مناطق لبنان إلى السفارة السورية في بيروت بعشرات الآلاف وأنه لولا الاعتداءات الوحشية التي ارتكبت بحق هؤلاء المواطنين كانت المشاركة أكبر.

المقداد أضاف: ندين هذه الأيادي اللئيمة التي امتدت إلى السوريين ونعتقد أن الحكومة اللبنانية هي المسؤولة عن معالجة هذا الوضع، مؤكداً أن الدمار الذي ألحقه المخربون بالباصات والحافلات والسيارات أدى إلى منع الكثير من السوريين من ممارسة هذا الحق.

وتابع: لكنني من هنا ومن وزارة العدل السورية وأمام اللجنة القضائية العليا أقول لهؤلاء السوريين إننا كنا معكم وأنتم تحتشدون لتقولوا نعم لوطننا وأنتم تتجمعون لكي ترفضوا كل الدعاية المعادية لهذه الانتخابات وتقولوا كذبتم أيها الغربيون الذين تستهدفون هذه الانتخابات وسورية بدعمكم للإرهاب من خلال منعنا بالتوجه إلى صناديق الانتخاب.

وأكد المقداد أن سورية ترحب بكل أبنائها الذين منعهم المخربون من ممارسة حقهم الانتخابي في السفارة السورية في لبنان للتوجه إلى بلدهم سورية لممارسة هذا الحق، مضيفاً: أقول لهم إنهم سوف يأتون إلى بلدهم وسيعودون إلى الأماكن التي أتوا منها بكل أمن وثقة بأن مهمة الانتخاب سوف تؤدى على أتم وجه.

المقداد أشار إلى أن الدولة السورية حريصة على أن يؤدي هؤلاء السوريون هذه الرسالة التي حملوها في قلوبهم وعقولهم لكي يثبتوا للعالم أنهم أحرار وأنهم على حق.

وكشف المقداد أن صناديق الاقتراع في السفارات التي جرت فيها الانتخابات بلغت 46 صندوقاً، لافتاً إلى أن الانتخابات جرت في أجواء رائعة جداً وفي أجواء من التسهيلات والحرية والديمقراطية التي سمحت للسوريين أن يقولوا وأن يكتبوا على ورقة الاقتراع كل ما أرادوا.

وأضاف: لقد عبر السوريون عن رأيهم بكل حرية ونحن نعتز بما قامت به سفاراتنا وزملاؤنا في اللجان المشكلة لهذا الغرض في هذه السفارات لأنهم كانوا الأحرص على أن يمارس المواطن السوري حقه وواجبه الطبيعي في انتخاب قيادة بلده.

وبيّن أنه ما تحملته السفارات خلال الأشهر الماضية كان عبئاً كبيراً، لكن تحملوه بكل شرف وأمانة وإخلاص ولذلك أتوجه إليهم جميعاً بكل الشكر والتحية والتقدير على كل ما قاموا به، مضيفاً: لكن ما يبقى هو أن نتوجه بالشكر والتقدير لذلك المواطن البسيط وتلك السيدة التي يزيد عمرها على الثمانين عاماً والتي أبت إلا أن تصل إلى صناديق الاقتراع وتقول إنني أؤيد المرشح هذا أو ذاك ليكون رئيساً لبلدي وأنا أتحمل هذا القرار فهذا هو المواطن السوري.

وأكد المقداد أن الشعب السوري شعب عظيم وقادر على أن يدلي برأيه أينما كان، مشيراً إلى أنه نتيجة الأحداث التي تمر بها سورية أجبر الكثير على مغادرة سورية لكن بقي قلبهم معلقاً بوطنهم، مضيفاً: لأنهم أجبروا على المغادرة لسببين الأول هو الإرهاب الذي لاحقهم من مكان إلى آخر إلى أن أجبرهم على مغادرة سورية ولو مؤقتاً في حين السبب الثاني هي العقوبات الاقتصادية الجائرة وغير الإنسانية لأنها موجهة ضد الشعب السوري.

وقال المقداد: أنا واثق أن الانتخابات التي سوف تجري داخل سورية ستكون غنية بمشاركة الجماهير وسوف يعبرون عن آرائهم بما يتناقض مع كل الادعاءات التي قامت بها القنوات المغرضة والسياسيون والمجرمون في بعض الحالات لكي يشوهوا هذه الانتخابات، مشيراً إلى أن السوريين سوف يثبتون أنهم ملتزمون بوطنهم وبإعادة الإعمار ومكافحة الإرهاب وأنهم إلى جانب جيش وطنهم ماضون حتى تحقيق الانتصار النهائي.

وخلال رده على أسئلة الصحفيين لفت المقداد إلى أن السوريين في ألمانيا تظاهروا ضد القرار الجائر وغير المنطقي وغير الأخلاقي التي اتخذته الحكومة الألمانية بمنعهم من ممارسة حقهم في الانتخابات، مشيراً إلى أنهم أنشؤوا صندوقاً لإجراء انتخابات رمزية وبكل تأكيد لم تحسب ضمن النتائج التي تم تسليمها للجنة القضائية العليا، واصفاً موقف الحكومة الألمانية بالمخجل الذي يجب ألا تمارسه.

وبيّن المقداد خلال رده على سؤال حول منع ميليشيات «قسد» السوريين في المناطق التي تسيطر عليها من الانتخاب والوصول إلى المناطق التي يوجد فيها مراكز انتخابية أنها تثبت مرة أخرى ارتباطها بالأجنبي والأميركي وتسهيلها لسرقة ثروات سورية وللعدوان الأميركي عليها، مضيفاً: إذا كانوا يسمون أنفسهم «قوى ديمقراطية وسورية» فعليهم أن يسهلوا وصول المواطنين لمراكز الانتخابات وهم أيضاً عليهم إذا كانوا سوريين حقيقيين فعليهم أن يلتزموا بإجراء هذه الانتخابات بكل حرية وديمقراطية للمواطنين السوريين في تلك المناطق.

من جهته أكد وزير العدل أحمد السيد أن المشاركة سوف تكون واسعة جداً في عملية الانتخابات الرئاسية التي سوف تجري الأربعاء القادم، مضيفاً: شاهدنا ما حدث في السفارات في الخارج من زحف جماهيري إليها وهذا مؤشر بسيط.

وفي تصريح لـ«الوطن» أكد السيد أن هذا واجب وطني وحق لكل مواطن سوري، ومعروف عن هذا الشعب أنه يمارس حقه ولا يمنعه شيء على الإطلاق.

ولفت السيد إلى أن وزارة العدل بالتنسيق مع وزارة الخارجية والمغتربين تقدم كل ما يلزم من تسهيلات لدخول جميع المواطنين المقيمين في الخارج للإدلاء بصوتهم، مضيفاً: هذا الوطن يستوعب الجميع وأبناؤه مرحب بهم دائماً وأبداً وهذه ليست المرة الأولى التي تدعو فيه الحكومة بل قامت أكثر من مرة بدعوتهم للعودة وسوف تستقبلهم بكل محبة وتقدير وهذا الوضع الطبيعي في سورية.

وقال السيد: ما شهدناه في سفاراتنا في الخارج هو دليل قاطع على أن هذا الشعب لديه الانتماء إلى وطنه وإلى دستوره وقوانينه، مشيراً إلى أنه رغم أن بعض الدول منعت المواطنين من السوريين المقيمين فيها من ممارسة حقهم الانتخابي إلا أن جماهير هذا الشعب أصروا على أن ينزلوا إلى بعض المدن الأجنبية وليقولوا كلمتهم وأنهم مع الوطن ومع كل الاستحقاقات ودستور وقانون الوطن.

وأشار السيد إلى أن اللجنة القضائية العليا تتولى إدارة الانتخابات بكل شرف وحيادية واستقلالية حسبما ينص عليه قانون الانتخابات العامة وهي على مسافة واحدة بين المرشحين.

وأكد السيد أنه بلغ عدد المراكز الانتخابية نحو 12 ألف مركز انتخابي في سورية، مؤكداً أن هناك زيادة في عدد المراكز الانتخابية وصناديق الاقتراع نتيجة قيام الجيش العربي السوري بتحرير مناطق واسعة.

من جهته أكد رئيس اللجنة القضائية العليا للانتخابات سامر زمريق في تصريح لـ«الوطن» أنه لا يتم الإعلان عن نتائج السفارات بشكل منفرد بل يتم جمعها مع نتائج الانتخابات التي سوف تجري الأربعاء القادم ومن ثم ترسل إلى المحكمة الدستورية العليا، بعدها يعلن رئيس مجلس الشعب عن المرشح الفائز بالانتخابات.

وفي الغضون أدت لجان المراكز الانتخابية في دمشق أمس اليمين القانونية أمام اللجنة القضائية الفرعية، وأكد رئيس اللجنة محمد أديب مهايني لـ«الوطن» أنه تم تجهيز كل المراكز الانتخابية بالمستلزمات التي تحتاجها العملية الانتخابية، مشيراً إلى أنه تم تحديد 1873 مركزاً في دمشق.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن