سورية

المفتي العام للجمهورية: صوتي أضعه للقائد بشار الأسد .. ها هي سورية اليوم تتخذ قرارها الحر في اختيار رئيسها

| إسماعيل مروة

في حديث يسبق الانتخابات الرئاسية لـ«الوطن» مع سماحة المفتي العام للجهورية الدكتور أحمد بدر الدين حسون قال «صوتي أضعه أمام الله أمانة للقائد الذي عرفته عن قرب، بالله مؤمناً، وبتاريخه سامياً، وبشعبه واثقاً، ولوطنه مخلصاً، ولخطوات المجد والعز والتقدم بالوطن، وللوطن سالكاً وسائراً وقائداً، السيد الرئيس بشار الأسد».

وعبر «الوطن» توجه المفتي العام لأبناء الشعب السوري قبيل الاستحقاق الرئاسي فقال «في هذه الانتخابات المتعددة الشفافة والنزيهة، ومن خلال المسيرة الصادقة لأبناء شعبنا العظيم، الذي قال بلسانه الحق، لسنا بحاجة لوصاية أحد علينا، وتوجيه أحد لنا لصياغة مستقبلنا، فغداً ستروننا أمام الصناديق التي ستكون بعد ساعات فتحها معبرة وشاهدة على أننا اتخذنا قرارنا ليكون هذا القائد المؤمن الرئيس بشار الأسد هو الذي وضعنا فيه بعد الله ثقتنا، وعقدنا الرجاء لنكون معه سنداً وعوناً في تحقيق المجد والعزة لأبنائنا وأحفادنا، ولنتجه بعدها بإذن الله إلى فلسطين التي هي وعد من الله في مسيرة نصرنا».

وتوجه سماحته بالتحية للمغتربين الذين أعطوا صورة صادقة عن انتماء السوريين فقال: «لقد استطاع إخوتنا الذين حفظوا العهد لوطن تغذوا من خيراته، وولدوا على حبه وميثاقه أن يعطوا للعالم درساً أننا كنا أحراراً في اتخاذ قرارنا حين توجهنا إلى سفاراتنا في العالم لنرسل رسالة الوفاء لشعب سورية، وبأننا لن نختار إلا القائد الذي نبت من أرض سورية طهراً، وحمل رسالة سورية للعالم نوراً و فكراً، فكان قرارنا ما رأيتموه في إعلام العالم خالداً وذاكراً بأن البعد عن أرض الوطن لا ينقض العهد، وسيبقى الميثاق لقائد جادت به الحياة ليكون نموذجاً للحرية والكرامة في الأوطان».

وأراد سماحته أن يذكّر السوريين بما كانت عليه سورية، وما آل إليه الأمر في هذا المفصل فقال:

«بعد إحدى عشرة سنة من الاختبار الذي نجحنا فيه والحمد لله وتصدينا فيه لأكثر من 100 دولة أرادوا أن يفرضوا الوصاية علينا وظنوا أن هذا الوطن سهل الانقياد من خلال بعض أبنائه وأعدائه الذين أرادوا هذا الوطن تابعاً لا قائداً وذليلاً لا عزيزاً وصغيراً لا كبيراً ونسوا أن هذه الأرض وأن هذا الوطن له حضارة ممتدة في عمق التاريخ، جذوره في الأرض وأزهاره في السماء، أهدى للعالم كله نور الشرائع ورسالات الأنبياء.

وحفظ الأبناء والأحفاد قيم الآباء والأجداد، ورأوا في وعد الله عز وجل نصراً مؤكداً (إن ينصركم الله فلا غالب لكم) صدق الله العظيم.

من خلال هذا العمق والنور والضياء والقيم نستطيع أن نقول للعالم كله: نحن أمة نصنع قرارنا بأيدينا، ونصوغ مستقبلنا من خلال قناعتنا وقيمنا، فزمن الوصاية علمنا فيه أجدادنا أن أربعمئة سنة عثمانية لم تنسنا عروبتنا وجذورنا وسنين عجافاً بلغت ربع قرن من القهر الفرنسي لم يستطع أن يحول إرادتنا وأن يغسل بأكاذيبه الديمقراطية قيمنا وحريتنا التي صاغتها لنا السماء قداسة للإله العظيم الديان وكرامة لبني الإنسان، فاستيقظنا مرة أخرى بعد أن أرادوا ألا نستيقظ، وبدأنا عام 1970 مسيرة أشرقت في ربوع الوطن نصر 1973، وخرج يومها قائدنا رحمه الله حافظ الأسد يحرك فينا القيم العظيمة والجذور التاريخية المنيرة فيقول: «يا أحفاد أبي بكر وعمر ويا أبناء علي وخالد وصلاح الدين، نحن أمة نريد السلام ولا نصنع الحروب، ولكن إذا فرضت علينا الحروب فطريقنا الشهادة رقي إلى السماء أو النصر إقامة في القمم والعلياء».

كما ذكر بضرورة العودة للبناء الذي كانت عليه سورية بقوله:

«وانطلقت مسيرة البناء والإعمار والعطاء في سورية الأمل والرجاء فتألقت مساجدها وكنائسها، وصارت في ربوع سورية كنجوم السماء، وفتحت جامعاتها فكانت معراج العلم وبناء المستقبل على قاعدة العلم والإيمان. وانطلقت مصانعنا تهدي للعالم إبداعات إنتاجنا.

وانطلقت أدويتنا الموثوقة لأكثر من 45 دولة توصل لهم طرق الشفاء,، وأنبتت أرضنا بركات السماء فصرنا نخزن غذاءنا للسنوات العجاف، واستمر النهج على يد قائد فتح قلبه للسماء، ومدّ يده للإخوة والأصدقاء داعياً لهم أن نعود أمة واحدة باركتها السماء، فقال الله لها (كنتم خير أمة أخرجت للناس) وحث المسير وأسرع الخطا ليجعل سورية في مقدمة الركب العلمي والثقافي والروحي والإنساني والحضاري وليجعل من هذه الدولة نموذجاً لكل من أراد الكرامة والحرية والعزة والاكتفاء، فلا يبقى مرتهناً للتبعية في كل أمور الحياة.

وها نحن اليوم نثبت أن قائدنا كانت خطواته واثقة ومسيرته بعون من الله موفقة، وكلمة قالها على مسمع الشعب والعالم يوم بدأت المحنة والهجوم على سورية (سورية الله حاميها).

فتحققت تلك الرؤية بصبر وصمود وبذل وعطاء وصبر على الشدة واللأواء قدمنا فيها أزكى الأرواح وأطهر الدماء من الأبناء والأحفاد، ورفعوا راية سورية مضمخة بأزكى عطر وأنقى روح صاغتها يد السماء.

وما احتجنا أن نمد يدنا في الأرض إلا لله، ولأصدق الأصدقاء الذين كانوا عوناً من تلقاء أنفسهم، ولم يضعوا علينا شروطاً أو أي قيد مقابل ذاك العطاء وحول الاستحقاق الرئاسي والانتخابات قال: «ها هي اليوم سورية تتخذ قرارها لمن تعطي صوتها ولمن تنتخب لإكمال مسيرة العز والارتقاء.

حين صدق القائد بما وعد، ووفى بما تعهد وأنه سيبقى مرفوع الجبهة واثق الخطا لأن معه شعباً يحمل تاريخ أمة، وإلهاً وعدنا بالنصر، وحقاً لن نتنازل عنه لأحد في الكون مهما قدم من بهارج الإغواء، لذلك كله نقول للكون: هذه سورية لا تحتاج اليوم إلى من يصوغ لها ديمقراطيتها، ولا لرجال ولا لأشباه الرجال الذين يتحدثون من خارج الأوطان بما تأمرهم به من استذلتهم واستلزمتهم بوعود خاب فيها فألهم وضلوا طريقهم وباعوا أنفسهم، وسيسجل التاريخ أنهم كانوا على وطنهم أشد الأعداء.

هذه سورية اليوم تضع يدها ورجاءها وأملها في يد رجل قائد حدّث فصدق، ووعد فوفى وصمد فأشرق، وآمن فانتصر وتألق، وكان مع شعبه صامداً صادقاً مبادراً، فقال له الشعب اليوم: لتبق يمينك رافعة الراية، وجبهتك عالية بالعزة والكرامة وقلبك مستنيراً بنور الإيمان والمدد من الله وظهرك محفوظاً بمساندة ودعم جيش وشعب لا يرضى عن العز بديلاً ولا يرضى أن يتدخل في انتخاباته وخياراته الدستورية أحد وأعطاك البيعة والعهد على الصراط الذي سيبقى بإذن الله في سورية مستقيماً مجيداً، سدد الله خطاك أيها القائد الصادق ووفقك وأيديك (ومن المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا) صدق الله العظيم

وإلى غد مشرق لك يا سورية مع قائد عاهد الله فصدق ومع جيش وشعب حفظ التاريخ».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن