سورية

أكدت أن المقاومة أولوية.. والتصريح الفرنسي بشأن الانتخابات حلقة من الاستهداف الغربي والصهيوني ولا قيمة له .. شعبان لـ«الوطن»: الرئيس الأسد يستمد شرعيته من الشعب الذي سوف يزحف إلى انتخابه

| منذر عيد

أكدت المستشارة الخاصة في رئاسة الجمهورية، بثينة شعبان، أمس، أن التصريح الفرنسي بشأن الانتخابات الرئاسية في سورية هو حلقة من الاستهداف الفرنسي والغربي والصهيوني لسورية، ولذلك لا قيمة له، مشددة على أن الانتخابات السورية هي شأن سوري، والرئيس بشار الأسد يستمد شرعيته من الشعب ومؤكدة أن المقاومة هي الأولوية الأولى بالنسبة له.
وأوضحت شعبان في ردها على سؤال لـ«الوطن» على هامش لقاء حواري عقد على مدرج جامعة دمشق تحت عنوان «سورية وفلسطين إلى أين»، ودعت إليه قيادة فرع جامعة دمشق لحزب البعث العربي الاشتراكي، وقيادة فرع جامعة دمشق للاتحاد الوطني لطلبة سورية، أن الدول التي استهدفت سورية منذ البداية، (الولايات المتحدة الأميركية وفرنسا وبريطانيا وتركيا) هي الدول ذاتها التي وقفت ضد الانتخابات الرئاسية، لأنها تريد لسورية أن تدخل في فراغ دستوري، ولأنها لا تريد للحرب على سورية أن تنتهي، ولأنها لا تريد للشعب السوري أن يعيش في دولة قوية آمنة ومطمئنة.
وأضافت: «نحن نقول للحكومة الفرنسية لا دخل لك بالانتخابات السورية، الانتخابات السورية هي شأن سوري، والسيد الرئيس بشار الأسد يستمد شرعيته من الشعب السوري الذي سوف يزحف إلى انتخابه في السادس والعشرين من الشهر الجاري».
وتابعت: إن «التصريح الفرنسي هو حلقة من الاستهداف الفرنسي والغربي والصهيوني لسورية، ولذلك لا قيمة له».
وزعمت الناطقة باسم الخارجية الفرنسية آنييس فون دير مول، يوم الجمعة الماضي، في بيان، أن الانتخابات الرئاسية التي ستجري في سورية في السادس والعشرين من الشهر الجاري، «باطلة ولا شرعية لها» بنظرها «لأنها تفتقر للمعايير اللازمة ولا تسمح بالخروج من الأزمة».
وفي تصريحات للصحفيين، شددت شعبان على أن الرئيس الأسد يدرك أن الأولوية اليوم هي للمقاومة، وأن كل ردود الأفعال التي أتت على لقاء الرئيس الأسد مع قادة الفصائل الفلسطينية في دمشق، أكدت عظمة السيد الرئيس، وأنه قائد مقاومة وقائد أمة ولذلك فهو يتبنى المقاومة ويقف معها بكل الظروف ويترفع عن الصغائر التي تقف في وجه البعض.
وأكدت أن حل الصراع العربي الإسرائيلي، يجب أن يبدأ بإنهاء الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين التاريخية والجولان العربي السوري، ولذلك سورية مع استمرار المقاومة إلى أن ينتهي هذا الاحتلال، لأن كل المشاكل ناجمة عنه، وهم يحاولون الالتفاف والإبقاء على الاحتلال وإعطاء بعض الفتات للشعب الفلسطيني، ولكنهم لن ينجحوا في ذلك، لأن الشعب الفلسطيني، قال كلمته وهو سيقاوم الاحتلال، وإسرائيل إلى زوال.
وخلال كلمة ألقتها خلال اللقاء الحواري، أكدت شعبان أن سورية واجهت حرباً إرهابية إعلامية مضلّلة شرسة كان هدفها دائماً قلب الحقائق رأساً على عقب وأن الجيش العربي السوري والشعب السوري كانا صفاً واحداً في مقاومة إرهاب شرس يستهدف تدمير مؤسسات الدولة والبنى التحتية في سورية وحضارتها وهويتها.
وبينت أنه بعد تحرير معظم الأراضي السورية من دنس الإرهاب وعجز الوكلاء الذين أوكلت إليهم هذه الحرب على سورية وشعبها، حضر الأصلاء وهم «إسرائيل» والولايات المتحدة ودول أوروبا الاستعمارية والعثماني الجديد واحتلّوا الأرض بعد أن أخفق إرهابيوهم في إنجاز المهمات الموكلة إليهم وضيّق الأميركيون والغرب الخناق الاقتصادي على الشعب السوري ومنعوا تواصله مع الدول العربية الجارة بقوّة السلاح في وجه آخر من الحرب الإرهابية المتواصلة ولكن هذه المرة على الجبهة الاقتصادية.
وأشارت شعبان إلى أنه وفي غمرة الجدل الخفي أحياناً، والمعلن أحياناً بأن التطبيع مع العدو الصهيوني هو الحل الوحيد لهذه الأمة، وأن الطريق إلى واشنطن يمر عبر تل أبيب، وأن هذا العدو الصهيوني جاثم في هذه الأرض ولا حل لدينا سوى التعاون معه، بدأت أحداث المسجد الأقصى المبارك وحي الشيخ جراح، وبالتدريج انضم كل الشعب الفلسطيني، في الضفة والقطاع وأراضي 48 وفي فلسطين التاريخية من البحر إلى النهر، إلى هذه الهبّة الفلسطينية المباركة، وكانت المفاجأة للعدوّ الإسرائيلي وللعالم برمّته أن الكبار لم يموتوا، وأنّ الصغار لم ينسوا، لأن الكبار سلّموا الأمانة والمفاتيح للصغار الذين تناقلوها وتوارثوها جيلاً عن جيل وبذات الإيمان والعقيدة، مبينة أن العدو الصهيوني أخفق في كسر إرادة الفلسطينيين لأن الهبّة الفلسطينية تميّزت بالوحدة بين كلّ أطياف الشعب الفلسطيني في غزّة والضفة وأراضي الـ 48 وفي الشتات، فهبّوا هبّة رجل واحد، ولأن المقاومين الفلسطينيين والشعب الفلسطيني برمّته توحّد حول مرجعيته الحقيقية بالتضحية وتقديم الشهداء وعدم الانسياق وراء ما يروّج له العدوّ من أكاذيب تهدف إلى تضليل الشعب الفلسطيني.
ولفتت شعبان إلى تشكّل إعلام جديد في وجه الإعلام الصهيوني والغربي المضلّل الذي يحاول طمس الحقيقة والمساواة بين المعتدي والمعتدى عليه، موضحة أن جرائم الاحتلال لم تصل إلى العالم بلغته الكاذبة والمنمّقة، بل وصلت مباشرة من خلال المراسلين الأحرار الذين غادروا المكاتب المهدّمة وعملوا على كلّ وسائل التواصل الاجتماعي لإيصال الحقائق كما هي إلى كلّ المهتمّين والداعمين للحقّ الفلسطيني، مشيرة إلى تنادي أحرار العالم إلى نصرة فلسطين من برلمانيين إلى فنانين ومثقفين وسياسيين.
وقالت: إن الدرس المستفاد هو أن إستراتيجية العدوّ تقوم على التفريق بين أبناء الشعب الواحد والأمة الواحدة، وعلى تقسيمهم إلى طوائف وشيع ومذاهب وأعراق، وأنّ الردّ الحاسم على هذه الإستراتيجية هو وحدة الفلسطينيين والتفاهم حول قضيتهم المركزية، ووحدة العرب وإيمانهم أنهم واحد وأنّ مصيرهم واحد، وأنّ قوتهم في وحدتهم، وأنّ كلّ ما يوحدهم هو صحيح وكلّ ما يفرّقهم هو خطأ.
وعن المواقف الغربية، أشارت شعبان إلى أن تصريحات المسؤولين الأميركيين والغربيين بأنهم يؤيّدون حقّ إسرائيل في الدفاع عن نفسها أمر يثير الشفقة والاشمئزاز.
واختتمت شعبان كلمتها بالتأكيد على أن الرئيس المقاوم بشار الأسد أثبت بعد عشر سنوات من الصمود الأسطوريّ أنه على حقّ، وأنّ المقاومة أقلّ ثمناً من الاستسلام، كما أثبت الشعب الفلسطيني بعد ثلاثة وسبعين عاماً أنه لا يموت حقّ وراءه مطالب، وأثبت أحرار العالم أنه يمكن العمل معهم وتجاوز دور حكوماتهم المنحازة.
وأكدت شعبان في معرض ردها على المداخلات والتساؤلات التي قُدّمت من الحضور أولوية وأهمية تحرير المناطق في شمال شرق وشمال غرب سورية، وأن تركيا وألمانيا منعتا الناخبين السوريين من الإدلاء بأصواتهم لأنها كانت ستكشف زيف ادعاءاتهما وتظهر أن السوريين هناك سينتخبون الرئيس بشار الأسد.
كما أكدت أن المقاومة هي الأولوية الأولى بالنسبة للسيد الرئيس.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن