عربي ودولي

الاحتلال يمنع إدخال المساعدات الإنسانية.. ورام اللـه تدعو لتنسيق الجهود في سبيل إعادة إعمار قطاع غزة

| وكالات

دعا رئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتية إلى مسار جدي وحقيقي لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية، يفضي إلى إقامة دولة فلسطينية وعاصمتها القدس وعودة اللاجئين، مؤكداً ضرورة دعم مبادرة سياسية دولية تستند للقانون الدولي والشرعية الدولية لتحقيق ذلك، حيث لا يمكن الاستمرار في هذا الفراغ السياسي، وسياسة الأمر الواقع التي تديرها إسرائيل.
وقال اشتية في مستهل جلسة الحكومة، المنعقدة أمس الإثنين، بمدينة رام الله: إن قطاع غزة بحاجة الآن إلى إغاثة فورية، وبرنامج لإعادة الإعمار، وآخر تنموي لخلق فرص عمل وإعادة تفعيل قدرة الاقتصاد، بعد الدمار الذي لحق في جميع القطاعات بسبب العدوان الإسرائيلي الذي استمر 11 يوماً.
ولفت إلى أن إعادة الإعمار يحتاج لتنسيق الجهود بيننا وبين المجتمع الدولي، والمتبرعين، وأهلنا في قطاع غزة، المتضررين من العدوان، ومؤسساتنا الوطنية هناك، ليعيش أولاد الشهداء بكرامة وعزة نفس.
كما دعا كلاً من مصر وقطر والدول العربية والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة والأمم المتحدة أن يكونوا شركاء في إعادة إعمار قطاع غزة، مطالباً إسرائيل برفع حصارها، لكي تسير عملية إعادة الإعمار بيسر ودون تأخير، مطالباً بأفق سياسي كي لا يتكرر الدمار مرة أخرى.
وأشار رئيس الوزراء إلى أن العدوان الإسرائيلي على القدس والأقصى لا يزال مستمرا، وأهلنا في حي الشيخ جراح ما زالوا يواجهون قرار طردهم من بيوتهم، وإن المواجهة في القدس والضفة وغزة أعادت الوهج للقضية الفلسطينية في المؤسسات الدولية مثل الأمم المتحدة.
وشدد على ضرورة المحافظة على الروح الوطنية العالية، ووحدة الموقف، التي تجسدت في الميدان والتي انطلقت من الشيخ جراح، والمسجد الأقصى، ولاحقاً من قطاع غزة، لافتا إلى سعي الاحتلال لضرب هذه الروح، لإضعاف مناعتها، من خلال إثارة الفتن، والمساس بالرموز الدينية والوطنية.
وقال: إن القدس لنا وتبرهن كل يوم أنها مفتاح السلام والحرب، ونحوها تتجه أفئدة العرب والمسلمين، وإن من أجلها يجب أن نصون وحدتنا.
على خط مواز، أدانت وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية، الدعوات التي أطلقتها جماعات «الهيكل» المزعوم، التي عبرت فيها عن ترحيبها بإستئناف الاقتحامات واستباحة المسجد الاقصى المبارك، وطالبت أيضاً بنقل الوصاية على المسجد الأقصى المبارك إلى وزارة الأديان اليهودية، ودعت بشكل علني إلى هدم المسجد الأقصى.
وحملت الخارجية في بيان صحفي أمس الإثنين، الحكومة الإسرائيلية المسؤولية كاملة عن دعوات تلك المنظمات ونتائجها وعن اعتداءاتها الاستفزازية ضد القدس ومقدساتها ومواطنيها، وطالبت العالمين العربي والإسلامي والمجتمع الدولي بالتعامل مع تلك الدعوات بمنتهى الجدية والخطورة، خاصة أن ما يتعرض له المسجد الأقصى وحي الشيخ جراح وسلوان وأحياء القدس وبلدتها القديمة يأتي وفقاً لتلك المنظمات جزءاً مما تسميه «حرب السيادة» على القدس في محاولة لحسم مستقبل المدينة المقدسة من جانب واحد ولمصلحة الاحتلال، وبما يؤدي إلى قطع الطريق على أي فرصة لإقامة دولة فلسطينية بعاصمتها القدس الشرقية.
ورأت أن استفزازات مجموعات المستوطنين الإرهابية في القدس تهدد بتقويض الجهود المبذولة لتثبيت وقف إطلاق النار، وتؤدي إلى ترك الأبواب مفتوحة أمام مزيد من التصعيد والتوترات في الأوضاع إن لم تكن محاولة لشرعنة الحرب الدينية وجر المنطقة إلى مربعات الصراع الديني بهدف إخفاء الطابع السياسي للصراع.
يذكر أن هذه المنظمات تعمل بشكل دائم على حشد أوسع مشاركة في اقتحامات المسجد الأقصى وتمارس أبشع أشكال التحريض لهدمه، تحت شعارات شكلها الظاهر ديني وجوهرها الحقيقي استعماري توسعي.
إلى ذلك، اقتحم عشرات المستوطنين، أمس الإثنين، المسجد الأقصى المبارك، من جهة باب المغاربة، تحت حماية مشددة من شرطة الاحتلال الإسرائيلي.
وقالت مصادر محلية: إن 121 مستوطناً اقتحموا الأقصى، ونفذوا جولات استفزازية في باحاته، إلى أن غادروه من باب السلسلة.
في سياق متصل، تواصل سلطات الاحتلال الإسرائيلي منع إدخال المساعدات الإنسانية والوقود إلى قطاع غزة المحاصر وفق ما ذكرت وكالة معاً.
ومنذ عدوانها الوحشي الأخير على القطاع والذي استمر من العاشر حتى الحادي والعشرين من الشهر الجاري تفرض سلطات الاحتلال حصاراً برياً وبحرياً كاملاً على القطاع لتضييق الخناق على أهله الذين فاقم العدوان من معاناتهم الإنسانية جراء عدد الشهداء والإصابات الكبير والدمار الهائل الذي لحق بمنازلهم وممتلكاتهم والبنى التحتية المتضررة أساساً من الحصار الجائر الذي يفرضه الاحتلال على القطاع منذ أكثر من 15 عاماً.
وما يزيد الأوضاع سوءاً تضرر منظومة الكهرباء في القطاع جراء قصف طيران الاحتلال ومنعه إدخال الوقود ما يهدد العمل في المشافي ويؤثر في إمدادات المياه للفلسطينيين وعلى عمل محطات الصرف الصحي ما سيؤدي إلى تداعيات صحية كارثية.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن