يوم الأربعاء.. أربعاء مختلف بامتياز، يوم الغد ليس كمثل سائر الأيام، فمع إشراقة صباح يوم الأربعاء ستستشعر سورية قاطبة، أن هناك حدثاً مهماً سيولد هذا اليوم، وكان جو السوريين يتفاعل مع حرارة الانتظار فيزداد سخونة أكثر وأكثر منذ اللحظات الأولى لبدء عمليات الاستحقاق الرئاسي.. فاليوم ستخط أصابع السوريين على امتداد الجغرافيا السورية اسم رئيسهم، سيكتبونها بالدم، سيقولونها مدوية أمام أعين وكاميرات العالم، إنهم سيختارون بإرادتهم وقرارهم المستقل، بحريتهم الكاملة سيصوغون قرارات صمودهم ومرورهم نحو المستقبل المشرق..
يوم ستراقبه شعوب الأرض، وسينظر العالم كله إلى ما يقوم به السوريون وهم يرسمون لوحتهم الوطنية، بزحفهم إلى صناديق المستقبل، ويغمرهم الإيمان المطلق بصوابية وحسن من سيمثلهم ويعلي صوتهم وشأنهم، ويشق لهم طريق العبور الآمن إلى حياة كريمة تحفظ الحقوق والمكتسبات الوطنية للمواطن ليمارس حقوقه وواجباته بكل عنفوان وجبروت.. هم على موعد مع صناديق استمرار حياة الكرامة والصمود والبناء، سيقولونها كما قالوها من قبل، وهاهي الساحات والميادين وخلال الأيام التي سبقت يوم الاقتراع الدستوري، عنونت المستقبل وحناجر الجماهير صاغت طريق تتويج النصر والسير نحو المزيد من العمل والإنتاج، وقف السوريون مع وطنهم بمحطات كثيرة، وسيثبتون مجدداً للقاصي والداني، ولشعوب العالم، ألا تنازل عن أي حق، ولا قبول لأي إملاء أو رغبات، وهم ماضون نحو المستقبل بكل صمود، تحملوا الضغوط الخارجية ونوائب الزمن، وحجم المضايقات الاقتصادية والاجتماعية كان كبيراً وثقيلاً على عيشهم، إلا أن كلمتهم قالوها علانية، سنشارك بالاستحقاق وسنختار رئيسنا..
للسوريين سر عجيب.. سر القدرة الكبيرة والتحمل والتأقلم تحت أي ظرف، ومهما ثقلت الأعباء، لا يحيدون عن كل ما يمت إلى لوحة الوفاء والانتماء التي يمتازون بها، وهذه تتجسد بمحطات الاستحقاق الوطنية، أغانيهم وما صدحت بها حناجرهم وعفوية تعبيرهم فرحا وحبا بمشاركة واسعة في أي استحقاق وطني، يدل على أنهم شعب حي مؤمن ببلده ورئيسه وخياره الوطني، شعب متطلع صوب الغد بكل تفاؤل وثبات من أجل إعادة بناء ذاته، وهو ينشد مكانة مهمة وكبيرة تليق به، كما هو..
سيقولونها ويكررونها مرارا وتكرارا… نحن السوريين كلنا وطنية وحب وتعاون، نعشق الحرية ونعيشها، وخياراتنا محسومة، وبوقفتنا هذه، وقفة العز، ستتغير آمال وتوقعات المشككين والأعداء، هؤلاء الذين راهنوا على إسقاط ودمار سورية وتفتيت نسيجها الوطني، لكن هيهات.. هم السوريون وحدهم من يشكل ملامح مستقبلهم بأيديهم وفقا لمصالحهم الوطنية لا سواهم..
كبرياء وعزة السوريين لا مساومة حولها، سائرون لبناء وطن أكثر ازدهارا، لن يقبلوا إلا أن يجعلوه في مقدمة دول العالم..