سورية

الشيخ البشير كشف عن سقوط شهداء بنيران الميليشيات على أهالٍ خرجوا تأييداً للرئيس الأسد في العديد من مناطق الجزيرة … محافظ الرقة لـ«الوطن»: إغلاق «قسد» للطرق هو لمنع المواطنين في مناطق سيطرتها من المشاركة في الانتخابات

| موفق محمد

ندد محافظ الرقة عبد الرزاق الخليفة بقرار ما تسمى «الإدارة الذاتية» الكردية الانفصالية العميلة للاحتلال الأميركي، بإغلاق الطرق المؤدية إلى مناطق سيطرة الدولة. واعتبر أن الهدف من ذلك هو منع المواطنين من التوجه إلى صناديق الاقتراع للإدلاء بأصواتهم في الانتخابات الرئاسية، في حين كشف شيخ شيوخ قبيلة «البكارة»، نواف راغب البشير، أن الكثير من أبناء المناطق التي تسيطر عليها تلك «الإدارة» يرسلون حالياً صور بطاقاتها الشخصية إلى مناطق سيطرة الدولة ويقولون إنهم مؤيدون للرئيس الأسد.
وفي تصريح لـ«الوطن»، قال الخليفة: «واضح أن الهدف من وراء هذا القرار منع المواطنين من المجيء إلى المناطق المحررة للإدلاء بأصواتهم»، في الانتخابات الرئاسية التي من المقرر أن تجري في 26 أيار الجاري.
وأضاف: «أنا على يقين وعلى يقين مطلق، بأن ما تم مشاهدته في لبنان كان سيتم مشاهدته بشكل أوسع وأشمل في حال تركت الناس تتخذ الموقف وتتجه إلى مراكز الانتخاب»، موضحاً أن «صندوق الانتخاب ليس مسألة شخصية وإنما هو واجب وطني لكل أبناء الوطن السوري عامة».
وأوضح الخليفة، أنه سبق هذا الإجراء الذي اتخذنه «الإدارة الذاتية» التي تسيطر عليها ميليشيات «قوات سورية الديمقراطية – قسد»، بوادر لمنع المواطنين من الإدلاء بأصواتهم في الانتخابات.
واعتبر، أن هذه «الإدارات والميليشيات الهشة لا تستطيع أن توضح الصورة للعالم، فهم يعرفون تماماً ما اتجاه المجتمع، وكيف يتجه المجتمع، وماذا يريد هذا المجتمع، ولذلك يتخذون إجراءات حتى لا يفتضح الواقع الاجتماعي ويعرّون أمام العالم أجمع»، في إشارة إلى أن الأغلبية العظمى من الموطنين مع الدولة ومع الحكومة السورية الشرعية ومؤيدة للرئيس بشار الأسد.
وإن كان يتوقع حصول مواجهات بين الموطنين ومسلحي ميليشيات «قسد» خلال يوم الانتخابات على خلفية هذا القرار: «نتمنى على الجميع من أصحاب المواقف الوطنية من أبناء وطننا، أن يعبروا بالطريقة التي يشاؤون، على الأقل نلاحظ أنه في بعض الدول الأوروبية التي اتخذت مواقف قبل الانتخابات، المواطنون السوريون هناك شاركوا ولو بشكل استنكاري وأقاموا صناديق رمزية وليست حقيقية عبروا من خلالها عن مواقفهم الوطنية».
وفي وقت من المقرر أن تجري الانتخابات الرئاسية غداً الأربعاء، أصدرت أمس ما تسمى «الإدارة الذاتية» الكردية التي تسيطر بدعم من الاحتلال الأميركي على مناطق واسعة في شمال وشمال شرق سورية، قراراً بإغلاق كل الطرق المؤدية إلى مناطق سيطرة الحكومة السورية الشرعية اعتبارا من الساعة السابعة مساء من أمس وحتى إشعار آخر.
وفي تصريح مماثل لـ«الوطن»، قال شيخ شيوخ قبيلة «البكارة»، نواف راغب البشير، «هم يعرفون حق المعرفة أن أبناء سورية في شرق نهر الفرات في محافظات الحسكة ودير الزور والرقة (مناطق سيطرة قسد) هم متفقون تماماً مع قيادتهم وكانوا يجهزون أنفسهم للتوجه من شرق النهر إلى غرب النهر من أجل الإدلاء بأصواتهم لصالح الدكتور بشار الأسد ولهذا السبب تم إغلاق الطرق».
وأضاف: «هم يعرفون أن جميع السوريين في شرق النهر مع قيادتهم ورئيسهم ومع وحدة التراب السوري وضد الأتراك وأميركا وأتباعهم في هذه المنطقة».
وأوضح الشيخ البشير، أن الكثير من المواطنين السوريين في شرق النهر يرسل حالياً صور بطاقاته الشخصية ويقول نحن مع رئيسنا، لافتاً إلى أنه في دير الزور والحسكة والرقة تقام فعاليات تأييداً للرئيس الأسد وترفع خلالها صوره.
وأضاف: «نحن نعرف حق المعرفة أن شبابنا هم سوريون مع قيادتهم ومع وحدة التراب السوري ومع رئيسهم بشار الأسد.
وعلق البشير على سؤال بأن مسمى «قسد» يتضمن كلمة «الديمقراطية» وبنفس الوقت هذه الميليشيات تمنع المواطنين من ممارسة حق دستوري لهم، بالقول: «هؤلاء في النهار «قسد» وفي الليل هم دواعش»، لافتاً إلى أن 70 بالمئة من ميليشيات «قسد» هم دواعش.
وإن كان يتوقع حصول مواجهات بين الأهالي وميليشيات «قسد» في يوم الانتخابات على خلفية هذا القرار، أوضح الشيخ البشير، أن المواجهات حدثت منذ أيام في مناطق الـ47 ومرقدة والشدادي والطحاطحة واستشهد 7 أشخاص منهم 4 شباب من «البكارة»، وذلك خلال خروج المواطنين بمسيرات تأييد للرئيس الأسد، حيث جرى إطلاق النار من مسلحي ميليشيات «قسد» الإرهابية على المشاركين.
وبعد أن لفت إلى أن مواجهات حصلت أيضاً في دير الزور واستشهد أيضاً شابان برصاص مسلحي ميليشيات «قسد»، أوضح الشيخ البشير أنه كان هناك موقف عشائري موحد لمواجهة الاحتلال الأميركي وعصابة «قسد».
وأكد، أن هناك احتقاناً لدى العشائر من الاحتلال وعميلته ميليشيات «قسد»، وهي تقف موقفاً موحداً خلف قيادتها ورئيسها.
وشهدت صفحات التواصل الاجتماعي مناشدات للتراجع عن القرار، وجرى تشبيهه بقرار رفع أسعار المحروقات الذي تم التراجع عنه في اليوم التالي.
وقال الناشط السياسي المقيم في محافظة الحسكة عامر الشيخ هلوش في صفحته على «فيسبوك»: إن قرار «الإدارة الذاتية»، «يفتقر للشفافية التي تحدثوا عنها وهو ضد الشعب والطبقة الكادحة بالجزيرة السورية».
وأضاف: «ما خلصنا من قرار رفع (سعر) المحروقات طلعلنا قرار الإغلاق. يا رجل بتحس يلي بيطالع هيك قرارات كأنه ضد الطبقة الشعبية والكادحة ومعه حساسية من الفقراء».
ووصف هلوش القرار بأنه «اعتباطي وأهوج ولا يقل سوءاً عن قرار رفع سعر المحروقات»، لافتاً إلى أن الجزيرة السورية «ليست مكتفية ذاتياً وحبة إسبرين ما عنا ورح نموت من الجوع».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن