سورية

بساط تمثيل «الحر» والمعارضة سحب من تحت قدميه.. والدعوة الأميركية لطهران تباغته … الائتلاف: مشاركة إيران في اجتماعات فيينا كفيلة بتقويض الحل السياسي..!

الوطن– وكالات :

باغتت دعوة واشنطن لإيران حضور اجتماع فيينا المتعدد الأطراف بشأن الأزمة السورية الائتلاف المعارض، ولعل أكثر ما باغته هو أن الدعوة جاءت عقب الكلام السعودي عن رفض مشاركة إيران في الحل واعتبارها «جزءاً من المشكلة» وأنها «تحتل» أرضاً عربية في سورية. وبالترافق مع اللطمة الدبلوماسية التي تلقاها الائتلاف، أوحت الاتصالات بين روسيا وقيادات في ميليشيا «الجيش الحر» بأن البساط يسحب من تحت أرجل الائتلافيين.
وانتقد نائب رئيس الائتلاف المعارض هشام مروة أي مشاركة لإيران في محادثات فيينا. وفي تعليقه على الدعوة الأميركية لإيران، قال مروة خلال مقابلة مع قناة «العربية» الإخبارية، أذيعت في وقت متأخر: «بالنسبة لمسألة دعوة إيران بالتأكيد ستعقد المسألة أكثر… وجود إيران سيعقد مباحثات فيينا لأنها ستأتي بمشروع يحافظ على (الرئيس بشار) الأسد».
واعتبر مروة في المقابلة التي نقلت وكالة «رويترز» للأنباء مقتطفات منها، أن «دخول الروس يقوض الحل السياسي ودخول إيران كان وما زال قادراً على تقويض الحل السياسي».
ولا يوجد للائتلاف، ومقره تركيا، نفوذ يذكر على المجموعات المسلحة، التي تقاتل من أجل ما تسميه «إسقاط النظام» وبناء «دولة إسلامية»، في صراع تعقده نجاحات الجماعات الإسلامية المتشددة, وتقول روسيا وإيران إن الرئيس بشار الأسد يجب أن يكون جزءاً من أي عملية انتقالية وإن الشعب السوري هو صاحب قرار من يحكمه. في المقابل، قالت الولايات المتحدة إنها قد تقبل بقاء الرئيس الأسد خلال فترة انتقالية قصيرة لكن عليه بعدها أن يترك الساحة السياسية.
وجاءت مفاجأة دعوة إيران للائتلاف، عقب تأكيد وزيري الخارجية الأميركية جون كيري والروسية سيرغي لافروف ضرورة فتح حوار بين الحكومة و«المعارضة الوطنية» لحل الأزمة، الأمر الذي يوحي باقتراب واشنطن من موسكو في قضية تمثيل المعارضة واتفاقهما على إنهاء الوضع الاحتكاري للائتلاف بين المعارضات السورية, وبجانب هذه الانتكاسات، عانى الائتلاف من خروج قضية تمثيل ميليشيا «الجيش الحر» من بين يديه، مع اقتراب قيادات من هذا الجيش باتجاه روسيا.
وفي هذا السياق، كشف رئيس «مبادرة حركة الدبلوماسية الشعبية السورية» بسام البني، أن حركته أجرت اتصالات مكثفة مع كل من ميليشيا «الجيش الحر» والخارجية الروسية، بهدف تنسيق قنوات التواصل بينهما، الأمر الذي كان من نتيجتها زيارة ممثلين عن ميليشيا «الحر» إلى موسكو، مؤخراً.
وسبق لمسؤولين في وزارتي الخارجية والدفاع الروسيتين أن أعلنوا عن أن ممثلين عن «الجيش الحر» زاروا موسكو الأسبوع الماضي وبحثوا مع مسؤولين روس سبل التعاون لمواجهة تنظيمي داعش وجبهة النصرة، فرع تنظيم «القاعدة» في سورية.
ونقلت وكالة «سبوتنيك» الروسية للأنباء عن البني، قوله: «هناك ممثلون عن (الحر) يزورون روسيا للبحث والمشاورات في سبيل بناء جسور الثقة مع روسيا، ونحن في مبادرة حركة الدبلوماسية الشعبية السورية نتواصل مع ممثلين عن الجيش الحر، ومع قادة ميدانيين في عدة مناطق سورية خاضعة لسيطرة «الحر»، كإدلب وحمص وريف حماة والريف الدمشقي»، وأوضح أن «عملية التواصل بين الطرفين ترمي إلى كسر الجليد»، مشيراً في الوقت ذاته إلى أن طبيعة هذا التنسيق غير المباشر، تبقى ضمن إطار السرية، نظراً لـ«حساسية الموقف وبناء على رغبة الحر».
كما نقلت «سبوتنيك» عن أمين سر «مبادرة حركة الدبلوماسية» محمود الأفندي، إشارته إلى أن قادة «الحر» الذين زاروا موسكو، طرحوا طلباً أساسياً، وهو «وقف قصف المناطق التي يسيطر عليها الجيش الحر كخطوة أولية، للتفرغ لمحاربة تنظيم داعش الإرهابي»، معتبراً أن هذه الخطوة كفيلة بحصول «تطور نوعي في الحرب ضد الإرهاب», وأشار الأفندي إلى وجود تعاون «ملحوظ وجاد» من وزارة الخارجية الروسية، وكثير من القادة العقلاء في «الحر».
واعتبر أحد القادة بميليشيا «الجيش الحر»، الفار حسام العواك، أن الميليشيا «ستحتاج إلى تشكيل قيادة جديدة ومتماسكة في حال الاتفاق مع الجانب الروسي على التعاون الميداني بينهما»، من أجل وقف مقاتلة الجيش العربي السوري.
وأقر العواك في مقابلة أجرتها معه وكالة «سبوتنيك»، بأن «الحر» يعاني الآن من «تشتت واضح في صفوف القيادة» لافتاً إلى أن «عناصره تبادر بالاشتباك بحسب الخطوط العريضة للجيش». وتابع: «نحن ضد النظام وضد داعش وجبهة النصرة. لكن في حال الاتفاق مع روسيا، فالأمر لن يستمر حسب المبادرة، ستُشكل قيادة جديدة للجيش الحر». غير أنه تحفظ على التنسيق مع روسيا «طالما يعلن الروس جهاراً نهاراً أنهم يؤيدون الرئيس بشار الأسد».
وأضاف: «نحن نختلف مع الجانب الروسي سياسياً، لكننا نصدقه أيضاً. وأعتقد أن التعاون بيننا سيكون مثمراً في ما يتعلق بمحاربة داعش». محذراً من أن الأمور الميدانية ستسير «بشكل سيئ طالما لا تنسيق بين روسيا والحر حول مواقع داعش».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن