رياضة

عثرات في الدروب

| مالك حمود

للحكمة دور أساسي في الحياة، لكنها تبدو مطلوبة بشكل أكبر في رياضتنا للحفاظ على النجاحات وتعزيزها بنجاحات أكبر وأعلى، وبالتالي فالتعامل بثقة زائدة ومن دون الاستناد إلى الحكمة يجعل البعض يدفعون ضريبة النجاح.. بالأمس حققنا نجاحاً باهراً بالفوز على إيران والتقدم لوصافة المجموعة في التصفيات المؤهلة للنافذة الآسيوية، في خطوة مهمة لتحقيق هدف التأهل إلى النهائيات الآسيوية، والبقاء ضمن أفضل 12 منتخباً في آسيا. لكننا لم نبلغ الهدف بعد، والقادم أصعب، وعلينا التعامل بحكمة ورؤية أكثر، لكن ما حصل في الواقع لم يدل على ذلك، والغياب الجزئي للمحكمة في المراحل السابقة اتسعت بقعته ونأمل ألا يكلفنا الكثير.
الصدامات بدأت مع إعلان العودة الثانية للمنتخب للتحضير للنافذة الثالثة، ليبدأ المسلسل.
البداية كانت بتصريح إدارة المنتخب بالاكتفاء باللاعبين الذين تم انتقاؤهم، ما يعني عدم وجود أفضل لاعب بالدوري وهو رامي مرجانة الذي اعتذر عن المعسكر السابق بداعي الإصابة، ومع مرور الزمن بداعي التأجيل والعودة للدوري وتجاوز رامي لحماية إصابته المفترضة، كان الأجدر المسارعة لضمه بدلاً من التصريح عن الاكتفاء بالعدد السابق، وعندما حقت الحقيقة وكثر الكلام والنقد كان الاتصال به وعرض عليه إمكانية اللعب للمنتخب ليعتذر مجدداً لأسباب عائلية.
وتأتي بعدها الأخبار عن اعتذار المدرب الأميركي ساليرنو عن الاستمرار مع المنتخب بداعي عدم التمكن من مغادرته لكندا التي وقّع فيها عقداً للتدريب في فترة ارتباطه مع منتخب سورية!
وتتسرب بعدها الأخبار عن عدم عودة المجنس جورج كيل! ليبدأ البحث المكثف والعاجل عن الحلول البديلة، وفجأة يأتي خبر عودة اللاعب رامي مرجانة للمنتخب!
وهذه الاعتذارات رغم الإعلان المسبق لإدارة المنتخب برفض اعتذار أي لاعب، لنرى بعدها اعتذار اللاعب نديم عيسى لأسباب عائلية، واعتذارات المرجانة للحجة نفسها!
الغريب أن اعتذار المرجانة الأول بداعي الإصابة، رافقه فيديو للاعب نفسه الذي لم ينقطع عن التدريب ويظهر في الفيديو بقمة التألق! وتنام حكاية اللاعب السوري الأصل فابيان (عالآخر) وتنام معه حكاية المؤامرة على السلة السورية وخصوصاً أن وفداً للاتحاد الآسيوي كان يزور دمشق منذ أيام وكانت عنده التفاصيل بسبب رفض اعتماد فابيان كلاعب محلي، وقدم ذلك ضمن شرح مفصل لنظام الاتحاد الدولي لكرة السلة بهذا الخصوص، ويتم البحث عن لاعب بديل من أصل سوري، فأين الحكمة في الإدارة تجاه كل ما حصل؟ وأين الضوابط الملزمة باستمرار المدرب واللاعب! ولماذا يسمح للمدرب بالعودة إلى بلاده بعد تأجيل النافذة عوضاً عن الاستفادة من وجوده بالحضور والمتابعة والتدريب ولو بطريقة التجمعات؟ وهل يمكن للاعب ملتزم معنا بعقد أن يقوم بالارتباط مع نادٍ آخر في دولة أخرى من دون مسؤولية أو مساءلة؟
هنا نسأل عن الحكمة في الإدارة تجاه ما حصل.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن