رياضة

أربعة تعادلات سلبية جمعت طرفي نهائي اليوروباليغ … بين أحلام الغواصات وطموحات الشياطين

| خالد عرنوس

يشهد الملعب إينرغا استاديوم في مدينة غدانسك البولندية اليوم الأربعاء نهائي مسابقة اليوروباليغ لموسم 2020/2021 بداية من الساعة العاشرة مساء بتوقيت دمشق، ويجمع مانشستر يونايتد الإنكليزي الطامح للتتويج بالكأس للمرة الثانية بعد لقب 2017 والانطلاق مجدداً نحو لقب البريميرليغ والشامبيونزليغ الغائبين عنه منذ أيام فيرغسون مع فياريال الإسباني في أول نهائي يخوضه على مستوى المسابقات القارية الكبيرة ويحلم من خلاله كتابة التاريخ بأن يتوج بلقبه الأول والعودة من خلاله إلى دوري أبطال أوروبا بعدما أخفق بذلك من خلال ترتيبه بالدوري المحلي.

مقارنة ظالمة

بالطبع أي محاولة للمقارنة بين طرفي النهائي ستكون مجحفة فالفريق الإنكليزي صاحب تاريخ عريق فقد تأسس عام 1878 ويعد كبير بلاده على مستوى الدوري المحلي برصيد 20 لقباً و12 لقباً في مسابقة كأس الاتحاد، وهو أحد الأبطال الكبار على صعيد المنافسات الخارجية بل إنه الوحيد الذي حصد كل الألقاب الممكنة أوروبياً وعالمياً من خلال 3 ألقاب في دوري أبطال أوروبا ولقب في كأس الكؤوس ولقب في اليوروباليغ ولقب على مستوى السوبر الأوروبي ولقب في الإنتركونتيننتال ولقب في مونديال الأندية، وعلى المستوى المالي يعتبر مانشستريونايتد أحد أثرى أندية العالم وتقدر قيمته السوقية بمبالغ هائلة وضعته دائماً بين الخمسة الأوائل في العالم وبالتالي فإنه يضم عادة نجوماً من الطراز الرفيع.

على حين فياريال الذي يكمل عامه المئة بعد عامين هو أحد الأندية الطامحة في الكرة الإسبانية وقد عرف الطريق للعب بين الكبار منذ أقل من ربع قرن وقد أنهى موسمه الحادي والعشرين في الليغا هذا الموسم وأفضل مركز له كان وصيف البطل في موسم 2007/2008، وعلى مستوى كأس الملك لم يحقق أكثر من الوصول إلى نصف النهائي في مرة واحدة، ولم يتوج بأي لقب على صعيد الكبار سوى مرتين بلقب إنتر توتو 2003 و2004، أما أفضل إنجازاته الأوروبية الأخرى فكان بلوغه نصف نهائي دوري الأبطال موسم 2005/2006.

مشوار الفريقين

بدأ مان يونايتد البطولة من أول أدوار الإقصاء بعدما أخفق بالتأهل إلى دور الـ16 في دوري الأبطال فتجاوز أولاً ريال سوسيداد الإسباني بعدما تغلب عليه في الباسك 4/صفر ثم تعادلا صفر/صفر إياباً، وفي ثمن النهائي أقصى ميلان الإيطالي بالفوز عليه في سان سيرو بهدف بعدما تعادلا 1/1 ذهاباً، وفي ربع النهائي تخطى غرناطة الإسباني بالفوز عليه ذهاباً وإياباً بهدفين من دون رد، وفي نصف النهائي تغلب على روما الإيطالي بنتيجة كبيرة 6/2 في أولدترافورد وخسر في الأولمبيكو 2/3 لتكون خسارته الوحيدة مقابل تعادلين و5 انتصارات وسجل لاعبوه 18 هدفاً مقابل 6 أهداف بمرماه.

وشارك فياريال في دوري المجموعات فتصدر المجموعة التاسعة برصيد 16 نقطة من خلال 5 انتصارات وتعادل من دون هزيمة والأهداف 17/5، وواجه سالزبورغ النمساوي في دور الـ32 وفاز عليه 2/صفر و2/1 وفي دور الـ16 حقق الفوز مرتين على دينامو كييف الأوكراني بالنتيجة ذاتها 2/صفر، وفي دور الثمانية تجاوز دينامو زغرب الكرواتي بالفوز عليه 1/صفر في زغرب و2/1 في فالنسيا وفي نصف النهائي أقصى الآرسنال الإنكليزي بعدما فاز عليه 2/1 في ملعبه لاسيراميكا ثم تعادلا سلباً في ملعب الاتحاد، أي إن الفريق خاض 14 مباراة لم يعرف خلالها الخسارة ففاز بـ11 مباراة وتعادل في ثلاث وسجل لاعبوه 27 هدفاً مقابل 8 أهداف بمرماه من دون حساب 3 أهداف من خلال فوزه القانوني على كارباخ الأذري في دور المجموعات لعدم حضور الفريق الضيف.

كفة اليونايتد أثقل

بعيداً عن التاريخ والعراقة والسجلات وحتى عن نتائجهما في المسابقة هذا الموسم نرى أن فريق الشياطين الحمر يتفوق حالياً على فريق الغواصات الصفراء من حيث الجودة والأسماء، فالفريق الذي يقوده المدرب النرويجي ألي غونار سولسكاير احتل وصافة الدوري الإنكليزي وراء جاره مانشستر سيتي برصيد 74 نقطة جمعها من خلال 21 فوزاً و11 تعادلاً و6 هزائم والأهداف 73/44، وقد خرج من نصف نهائي كأس الرابطة الإنكليزية المحترفة ومن ربع نهائي كأس إنكلترا، في حين الفريق الذي يقوده يوناي إيمري احتل المركز السابع في الدوري الإسباني برصيد 58 نقطة من خلال 15 فوزاً و13 تعادلاً و10 هزائم والأهداف 60/44، وبلغ فياريال ربع نهائي كأس الملك قبل أن يخرجه جاره ليفانتي.

وبنظرة سريعة نجد أن اليونايتد يضم في صفوفه عدداً من اللاعبين الرائعين بدءاً من المهاجم الأورغوياني إدينسون كافاني إلى جانب الإنكليزيين ماركوس راشفورد وغرينوود في الهجوم وانتهاء بآرون بيساكا ولوك شو وهاري ماكغواير وجميعهم إنكليز إضافة إلى العاجي إيريك بايلي والسويدي ليندلوف، وفي الوسط هناك المتألقان برونو فيرنانديز والفرنسي بول بوغبا والبرازيلي فريد والإسكتلندي سكوت مكتوميناي والصربي نيمانيا ماتيتش والإسباني خوان ماتا، وتبقى الأفضلية في المرمى للمواطن دين هندرسون على حساب الإسباني ديفيد دي خيا.

وعلى الضفة المقابلة نجد أن فياريال يعتمد في الحراسة على سيرجيو أسينخوا وأمامه المخضرم راؤول ألبيول وماريو غاسبر وباو توريس وروبن بينا وألفونسو بيدرازا وجميعهم إسبان والأرجنتيني راميرو فونيس موري وفي الوسط يبرز المحليون فيسنت إيبورا ويريمي بينو وأليكس بينا إلى جانب الأرجنتيني خوان فويث والفرنسيين فرانسيس كوكولين وإيتيان كابو، وفي الهجوم يبرز الكولومبي كارلوس باكا والنيجيري صامويل شوكويزي والإسباني جيرارد مورينو وباكو ألكاسير وقد سجلا 12 هدفاً في البطولة مناصفة.

تفوق إسباني

بعيداً عن التفوق الإسباني على مانشستر بالذات في مجموع المواجهات وخاصة في النهائيات وأفضليته على فياريال تاريخياً في الوقت الحالي إلا أن الأخير يقوده المدرب الخبير يوناني إيمري الذي يتفوق على نظيره سولسكيار، فالمدرب الإسباني البالغ من العمر 49 عاماً سبق له تحقيق الكثير من الألقاب مع إشبيلية وباريس سان جيرمان وهو المدرب الوحيد الذي كسب كأس اليوروباليغ 3 مرات مع الفريق الأندلسي أعوام 2014 و2015 و2016 وهاهو يخوض النهائي الخامس بعد خسارته الرابعة مع الآرسنال الإنكليزي قبل عامين أمام تشيلسي، على حين المدرب النرويجي (48 عاماً) الذي تسلم تدريب اليونايتد قبل عامين ونصف العام يطمح إلى لقب أول مع الشياطين الحمر علماً أنه حقق بعض الألقاب مع فريق مولده النرويجي.

مواجهات الإنكليز والإسبان

4 نهائيات جمعت الإنكليز بالإسبان في هذه المسابقة، أولها 2001 وقد فاز ليفربول على ألافيس بعد التمديد 5/4 بعد مباراة للذكرى وثانيها في 2006 عندما اكتسح إشبيلية بالأربعة منافسه ميدلسبره وثالثها 2011 فاز أتلتيكو مدريد على فولهام 2/1 بعد التمديد، أما الأخيرة فجمعت ليفربول وإشبيلية 2016 وفاز الأخير 3/1، وسيحمل النهائي بين اليونايتد وفياريال الرقم 5 وهو الرقم السري للمواجهات القارية بين أندية البلدين وقد حدث في مسابقتين أخريين، ففي دوري الأبطال تواجهت أندية إسبانيا وإنكلترا 5 مرات ففاز ليفربول على ريال مدريد 1/صفر عام 1981 قبل أن تميل الكفة لأندية الليغا في المرات الأربع الأخرى عبر برشلونة الذي فاز على الآرسنال 2/1 في نسخة 2006 وكذلك على حساب مان يونايتد بالذات مرتين عامي 2009 بنتيجة 2/صفر و2011 بنتيجة 3/1 وآخرها عبر ريال مدريد الفائز على ليفربول 3/1 في نسخة 2018.

في مسابقة كأس الكؤوس التي ألغيت عام 1999 كانت الغلبة للإنكليز عبر توتنهام الفائز على أتلتيكو مدريد 5/1 عام 1963 وتشيلسي على حساب ريال مدريد عام 1971 بنتيجة 2/1 ومان يوناتيد على برشلونة عام 1991 بالنتيجة ذاتها مقابل فوزين للإسبان وكلاهما على حساب الآرسنال، الأول لفالنسيا عام 1980 بركلات الترجيح والثاني لسرقسطة 2/1 بعد التمديد.

وجمعت كأس السوبر الأوروبية أندية البلدين في ست مناسبات وتقاسمت اللقب فيما بينها فتوج نوتنغهام فوريست على حساب برشلونة عام 1979 بالفوز عليه في برمنغهام 1/صفر والتعادل في نيوكامب 1/1، وخسر برشلونة مرة أخرى أمام أستون فيلا 1982 بعد وقت إضافي صفر/3 بعدما تبادلا الفوز بهدف، وفاز تشيلسي على ريال مدريد 1/صفر عام 1998 من مباراة واحدة، على حين كان فالنسيا أول الفائزين من جهة الإسبان بعد تغلبه على نوتنغهام بفضل الهدف خارج الأرض عقب فوزه 1/صفر وقد خسر الذهاب 1/2، وتوج أتلتيكو مدريد 2012 على حساب تشيلسي 4/1 وكذلك الريال على حساب اليونايتد عام 2017 بنتيجة 2/1، وبالمجمل نجد أن الفرق الإسبانية توجت على حساب نظيرتها الإنكليزية 12 مرة مقابل 8 مرات للأخيرة.

مواجهات مباشرة

تواجه مانشستر يونايتد مع فياريال في أربع مباريات كلها في دور المجموعات لدوري الأبطال عامي 2005 و2008 والطريف أن المباريات كلها انتهت بالتعادل السلبي، وبالعموم فقد واجه اليونايتد الأندية الإسبانية في 61 مباراة ففاز 16 مرة وتعادل 23 وخسر 22 مباراة، ومنها 33 مرة بعيداً عن أولد ترافورد ففاز بـ6 وتعادل بـ11 وخسر 16 مرة، أما فياريال فقد واجه الأندية الإنكليزية 17 مرة ففاز بـ5 وخسر مثلها مقابل 7 تعادلات، ومنها 8 مباريات خارج ملعبه ففاز بواحدة مقابل 3 تعادلات و4 هزائم.

عاشر أم ثالث عشر؟

تاريخ البطولة يشير إلى تقدم الإسبان بواقع 12 لقباً مقابل 9 ألقاب للإنكليز والطليان و6 ألقاب للألمان ويتقدم إشبيلية الركب بواقع 6 ألقاب يليه مواطنه أتلتيكو مدريد وإنتر ميلان ويوفنتوس الإيطاليان وليفربول الإنكليزي بثلاثة ألقاب لكل منهم مقابل لقبين لمونشن غلادباخ الألماني وتوتنهام وتشيلسي الإنكليزيين وفينيورد الهولندي وريال مدريد الإسباني وغوتبيرغ السويدي وبارما الإيطالي وبورتو البرتغالي وتوج 15 نادياً باللقب مرة واحدة ليبلغ عدد المتوجين 28 فريقاً.

ويبقى السؤال الأهم.. هل يصبح فياريال البطل التاسع والعشرين على حساب آخر الأبطال المتوجين مان يونايتد؟.. وهل يرفع يوناي إيمري الكأس للمرة الرابعة؟.. وهل سيصبح فريق الغواصات خامس نادي إسباني يتوج بلقب هذه المسابقة؟.. أم سيكون لليونايتد رأي آخر ويهدي مدربه أول ألقابه الأوروبية؟.. كل ذلك سنعرفه مع انتصاف الليلة أو مع بدء صباح الخميس بدقائق قليلة على أبعد تقدير.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن