اليوم السوريون ينتخبون «الانتصار» … وزير الداخلية: أكثر من 18 مليون سوري يحق لهم الانتخاب واستكمال جميع التحضيرات والتجهيزات اللوجستية اللازمة … اللجنة القضائية العليا: مستعدون لاتخاذ أي قرار يسهل العملية الانتخابية ومنها تمديد الانتخابات
| محمد منار حميجو
يتوجه السوريون بدءاً من الساعة السابعة من صباح اليوم الأربعاء إلى مراكز الانتخابات لممارسة حقهم الدستوري في انتخاب رئيسهم عبر صناديق الاقتراع بكل ديمقراطية وشفافية في رسالة للعالم بأن الشعب السوري هو من يقرر من يحكمه وفي صورة تجسد استقلال القرار السوري وأن هذه الانتخابات ليست مجرد انتخاب رئيس للجمهورية فقط بل هي تحدد مستقبل سورية كما أنها تشكل دليلاً واضحاً على أن سورية هي دولة مؤسسات تحترم قدسية مواعيدها الدستورية رغم ما تعرضت له من حرب شرسة على مدار 10 سنوات، وما تتعرض له من حصار اقتصادي جائر على الشعب السوري.
كما أن هذه الانتخابات الرئاسية تأتي في ظروف أمنية أفضل بكثير من انتخابات عام 2014 بعدما حرر الجيش العربي السوري الكثير من المناطق السورية من رجس الإرهاب.
ويتنافس في انتخابات رئاسة الجمهورية التي تبدأ اليوم السابعة صباحا وتنتهي السابعة مساء من ذات اليوم في حال لم يكن هناك تمديد للانتخابات ثلاثة مرشحين وهم عبد اللـه سلوم عبد الله وبشار حافظ الأسد ومحمود أحمد مرعي.
وسلم وزير الخارجية والمغتربين فيصل المقداد الأحد الماضي اللجنة القضائية العليا للانتخابات نتائج فرز الانتخابات التي جرت في السفارات السورية في الـ20 من الشهر الحالي والتي شهدت زحفاً جماهيرياً كبيراً في بعض العواصم العربية مثل لبنان رغم محاولة المخربين والمعادين للشعب السوري منع الناخبين من الوصول إلى السفارة السورية في بيروت وإقبالاً كبيراً في العديد من العواصم الأجنبية.
من جهته أعلن وزير الداخلية محمد رحمون أن عدد المواطنين الذين يحق لهم الانتخاب داخل سورية وخارجها 18107109 مواطنين بعد حسم المحرومين من قانون الانتخابات وفقاً لقانون الانتخابـات العامة.
وخلال مؤتمر صحفي عقده في مقر الوزارة أوضح رحمون أنه يحق لكل من أتم الثامنة عشرة من عمره منذ تاريخ 26 من الشهر الحالي الانتخاب، مشيراً إلى أن قانون الانتخابات ينص على أنه يتمتع بحق الانتخاب كل مواطن أتم الثامنة عشرة من عمره ما لم يكن محروماً من هذا الحق أو موقوفاً عنه.
وأضاف: وفق المادة الخامسة من قانون الانتخابات فإنه يحرم من حق الانتخاب المحجور عليه طوال مدة الحجر المصاب بمرض عقلي مؤثر في أهليته طوال مدة مرضه والمحكوم عليه بجناية أو جنحة شائنة أو مخلة بالثقة العامة بمقتضى حكم مبرم ما لم يرّد اعتباره وفقاً للقانون.
وأعلن رحمون استكمال جميع التحضيرات والتجهيزات اللوجستية اللازمة للعملية الانتخابية من تجهيز المراكز والصناديق في المحافظات السورية وتسجيل عدد المواطنين الذين يحق لهم الانتخاب داخل سورية وخارجها.
رحمون أشار إلى أن المراكز الانتخابية تحتوي على جميع الوسائل اللازمة من مستلزمات ومطبوعات انتخابية وحبر انتخابي كما أنها مزودة بجهاز كشف البطاقات الشخصية.
وخلال رده على سؤال لـ«الوطن» حول إمكانية معرفة عدد المراكز الانتخابية في المناطق المحررة أكد رحمون أنه تم إحداث 12102 مركز انتخابي في المحافظات السورية للتسهيل على المواطنين ممارسة حقهم الانتخابي في كل المناطق التي فيها تجمع سكاني.
وخلال رده على أسئلة الصحفيين نوه رحمون بأنه تم إحداث مراكز انتخابية بمحاذاة المناطق غير المحررة للتسهيل أيضاً على كل المواطنين لممارسة حقهم الانتخابي، مشيراً إلى أنه تعتبر سورية دائرة انتخابية واحدة في انتخابات رئاسة الجمهورية وبالتالي يحق لأي مواطن سوري أن ينتخب في أي محافظة يقيم فيها.
وحول رده على السؤال عن عدد سكان سورية قال الرحمون: لا يوجد لدي رقم دقيق ولكن بتصوري يمكن أن يكون العدد 28 مليوناً.
من جهته بين عضو اللجنة القضائية العليا للانتخابات مخلص قيسية أن اللجنة مهيأة ومستعدة لاتخاذ أي قرار يسهل العملية الانتخابية ومنها تمديد الانتخابات إلى خمس ساعات كحد أقصى عند الضرورة في كل أو بعض المراكز الانتخابية.
وفيما يتعلق بموضوع بدء الانتخابات أوضح قيسية في تصريح لـ«الوطن» أن لجان الانتخابات في المراكز تفتح صناديق الاقتراع أمام وكلاء المرشحين ووسائل الإعلام الساعة السابعة صباحاً للتأكد أن الصناديق فارغة ومن ثم يتم ختمها والسماح للمواطنين بممارسة حقهم الانتخابي ولا تفتح إلا بعد انتهاء العملية الانتخابية في السابعة مساء من اليوم ذاته ما لم يكن هناك تمديد.
وبيّن قيسية أن سورية تعتبر دائرة انتخابية واحدة بمعنى أن أي مواطن يمارس حقه الانتخابي في أي محافظة مقيم فيها.
قيسية أوضح أن ورقة الاقتراع يكون عليها صور المرشحين وأسماؤهم، مبيناً أن الناخب ليس مقيداً بهذه الورقة المطبوعة فهو بإمكانه أن يكتب اسم المرشح بخط يده ويضعها في صندوق الانتخاب بعد وضعها بالظرف المختوم بختم رئيس المركز.
وأشار إلى أنه في مراكز الانتخابات الحبر السري حتى لا يمارس المواطن الذي انتخب أول مرة حقه الانتخابي ثانية في مركز آخر.
وبين أنه يحق للجنة القضائية العليا أن تمدد العملية الانتخابية حتى خمس ساعات في كل المراكز أو في بعضها عند الضرورة.
وفيما يتعلق بموضوع عملية فرز الأصوات أوضح قيسية أنه بمجرد انتهاء العملية الانتخابية تبدأ اللجان الانتخابية في المراكز بعملية فرز الأصوات، لافتاً إلى أن قانون الانتخابات لم يحدد مدة لانتهاء عملية الفرز وصدور النتائج.
وأشار إلى أن اللجان الفرعية في المحافظات ترسل إلى اللجنة القضائية العليا النتائج بعدما تنظم كل لجنة محضراً بذلك، بدورها تنظم اللجنة محضراً بالنتائج وترسله إلى المحكمة الدستورية العليا بحكم أنها المشرفة على انتخابات رئاسة الجمهورية ومن ثم يعلن رئيس مجلس الشعب النتائج النهائية.
ولفت قيسية إلى أن اللجنة في حالة انعقاد دائم ومستمر وبرنامج اللجنة سوف يبدأ الساعة السابعة من صباح اليوم مع بدء العملية الانتخابية بالتجول على بعض المراكز.
وأوضح أنه لم يواجه اللجنة ولجانها الفرعية في المحافظات أي مشاكل تذكر لأن قانون الانتخابات واضح ويحدد مهام كل لجنة وشروط الانتخاب وغيرها من المواد القانونية التي حددها القانون.
وأكد أن قانون الانتخابات أعطى صفة الضابطة العدلية للجان الانتخابات في المراكز إضافة إلى أن وزير العدل كلف عدداً من القضاة المؤازرين الانتخابية بناء على كتاب من اللجنة القضائية العليا وبالتالي يمكن معالجة أي مشكلة أمنية بكل سهولة، لافتاً إلى أنه في حال كان هناك مشكلة قانونية فإن اللجنة القضائية الفرعية في المحافظة تبت بها بقرار مبرم.
وتوقع قيسية بأن يكون هناك زحف جماهيري في هذا الاستحقاق الدستوري لذلك فإن أخذت بعين الاعتبار هذه المسألة وخصوصاً بعد الإقبال الكبير والزحف البشري الذي تم في الكثير من السفارات السورية.