سورية

«الوطن» تلتقي رؤساء وأعضاء وفود برلمانية دولية لمواكبة الانتخابات الرئاسية … من حق الشعب السوري تقرير مصيره بنفسه وسورية دولة كبيرة وقوية

| سيلفا رزوق - تصوير طارق السعدوني

اعتبر عدد من رؤساء وأعضاء الوفود البرلمانية الدولية التي تزور سورية لمواكبة الانتخابات الرئاسية التي ستجري اليوم، أن تغيرات كبيرة شهدتها سورية في هذه الانتخابات، وأكدوا أن الأوضاع تغيرت نحو الاستقرار والأمان، مشددين على أنه من حق الشعب السوري أن يقرر مصيره بنفسه فسورية دولة كبيرة وقوية.
عضو مجلس الدوما الروسي منسق المجموعة البرلمانية الروسية للعلاقات مع مجلس الشعب ديميتري سابلين، بيّن أنه سبق وحضر لمتابعة الانتخابات الرئاسية السورية في عام 2014، لافتاً إلى أن تغيرات كبيرة شهدتها سورية في هذه الانتخابات، وقال: «منذ سبع سنوات أنا منسق لجنة الصداقة البرلمانية السورية الروسية وكذلك أنا رئيس الجانب الروسي في لجنة العمل بين حزب البعث وحزب روسيا الموحدة».
وعبر عن سعادته لحجم التمثيل البرلماني لعدد من دول العالم، في متابعة الانتخابات الرئاسية السورية، لافتاً إلى أن الشعب السوري يعرف جيداً أن الضغوط الخارجية كانت تسعى للوصول إلى الحرب، لكن السوريين كانوا حريصين على متابعة العمل السياسي وإجراء الانتخابات الرئاسية، والمشاركة الواسعة في هذه الانتخابات، والشعب السوري يدرك جيداً أن العملية السياسية هي الخيار الأساسي بدلاً من خيار الحرب والدمار.
واعتبر سابلين، أن سورية علّمت بيلاروسيا وغيرها من الدول، عدم النظر إلى الضغوط الخارجية والتركيز على الجهود الداخلية الساعية للسلام والازدهار والاستقرار، لافتاً إلى أن هناك عدداً كبيراً من الوفود تزور سورية لمتابعة الانتخابات وهذا مهم جداً.
وأضاف: في روسيا هناك مثل يقول: «أفضل بكثير أن ترى بعينيك مرة واحدة من أن تسمع عن الشيء نفسه مئة مرة».
وشدّد سابلين على أن سورية تغيرت كثيراً عن عام 2014، وهذا التغير نحو الأفضل وقال: نرى بأعيننا أن الحرب انتهت وهذا البلد دخل في مرحلة إعادة الإعمار والأهم الآن هو إقامة التواصل مع الجهات التي ستساهم في إعادة إعمار البلاد».
وفي تصريح مماثل لـ«الوطن» لفت عضو لجنة الدفاع والأمن بمجلس الاتحاد لروسيا الاتحادية رئيس لجنة الصداقة الروسية السورية في المجلس سيرغي مورادوف، إلى أن روسيا عانت في القرن الماضي من الظروف نفسها التي تعاني منها سورية والمتمثلة بإرهاب داخلي وضغوط خارجية، وبدا أن روسيا ستتقسم إلى عدد من الدول، لكن بعد عام 2000 عندما وصل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لحكم البلاد عبر انتخابات شرعية تحركت روسيا نحو الاستقرار السياسي والاقتصادي.
وأضاف: «نأمل أن تشهد سورية خلال أيام، عودة مماثلة لتصل للمستوى نفسه من الاستقرار ونحن ننظر للغد وننظر إلى توحد الشعب السوري كله خلف الرئيس الجديد ونعرف أن 78 بالمئة من الأراضي السورية باتت تحت سيطرة الدولة ونأمل أن نرى مواصلة استعادة ما تبقى من الأراضي ومواصلة السلام والاستقرار، ونحن نعرف ما معنى تأثير انتخاب الرئيس الشرعي على إعادة بناء الوضع الداخلي في الدولة».
بدورها، رئيسة وفد مجلس الشورى الإسلامي في إيران، زهرة الهيان، رئيس لجنة حقوق الإنسان التابعة للجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية، عبرت في تصريح لـ«الوطن» عن اعتقادها بأن الانتخابات الرئاسية السورية تمثل الديمقراطية وسلطة الشعب في سورية، وهو ما أثلج صدور الإيرانيين ومجلس الشورى الإيراني، حيث يتابع الإيرانيون كيف تسير الأمور في سورية نحو الاستقرار والأمن والأمان، بعدما كنا نسمع عن الحرب والمآسي التي سببها الإرهابيون من جرائم في هذا البلد.
وأضافت: «الشعب السوري سيشارك لتقرير مصيره، ونحن نعتقد أن هذا من حق الشعب السوري بأن يقوم هو بتقرير مصيره، والانتخابات تعتبر أمراً سيادياً وتسهم في رسم مستقبل أي شعب».
وشدّدت الهيان على أنه لا يحق للدول الأخرى التدخل في مسار الانتخابات السورية وممانعة حصول هذه الانتخابات، وأضافت: «نعتقد أن الانتخابات هي حق قانوني للشعب السوري، وإيران أعلنت عن دعمها للحكومة السورية في هذا الاستحقاق الدستوري، ونعلن أننا مع ما يقرره الشعب السوري ونحترم هذا القرار، لأننا في النهاية نقول: إن الشعب هو الذي يجب أن يبادر لرسم مستقبل بلاده من دون أي تدخل أجنبي، وموقفنا في إيران هو دائماً وأبداً دعم الشعب السوري والحكومة السورية، لأننا ندعم الحق القانوني لسورية في هذه الانتخابات ونحن نقف إلى جانب سورية وشعبها وبعد الانتخابات سنكون كذلك».
من جانبها، أشارت عضو الوفد، فاطمة مقصودي، عضو لجنة الأمن الداخلي في مجلس الشورى، في تصريح لـ«الوطن»، إلى أنها انبهرت بالصورة التي رسمها الشعب السوري من خلال المسيرات الكبيرة التي شاهدتها في اليومين الماضيين في شوارع البلاد دعماً للاستحقاق الرئاسي، ولفتت إلى أن الوفد الإيراني وجد حب الشعب للبلاد وشخص الرئيس بشار الأسد.
وقالت: «الشعب السوري شعب يستحق الحياة، وهذا الشعب قاوم مخططات دول الاستكبار من الغرب وأميركا»، مشددة على أنه لا يحق للآخرين التدخل بمصير هذا البلد، ونحن كشعب إيراني صديق للشعب السوري نعلن للعالم بأن الشعوب هي التي تقرر مصيرها وهي التي تقرر من يحكم وهي التي تقرر كيف يمكن إدارة السلطة في البلاد، وما هو نظام الحكم، ونحن نعلن أننا مع الشعب السوري والكلمة التي سيقولها في صناديق الانتخابات ونبارك للشعب السوري الحفاظ على الاستقلال والحرية والأمن وكشعب قاوم قوى الاستكبار نرى أن من حقه أن يقرر مصيره بنفسه فسورية دولة كبيرة وقوية».
من جهته، رئيس اللجنة الدائمة للبناء الحكومي والإدارة المحلية والأنظمة عضو لجنة الصداقة البيلاروسية السورية في البرلمان البيلاروسي فالنتاين سيمينياكو، عبر في تصريح لـ«الوطن»، عن امتنانه للدعوة التي وجهتها سورية للبرلمان البيلاروسي لمتابعة الانتخابات الرئاسية السورية.
وأكد سيمينياكو، أنه مهم جداً بالنسبة للوفد البيلاروسي أن يرى كيف يقاتل الرئيس بشار الأسد والشعب السوري ضد الإرهاب الدولي من أجل الأمن والسلام، ومن أجل المصلحة الوطنية السورية.
عضو لجنة الشؤون الخارجية في البرلمان البيلاروسي سيرغي سيرانكوف من جانبه وفي تصريح لـ«الوطن»، عير عن امتنانه للرئيس بشار الأسد والشعب السوري، للدعم الذي قدمته سورية للشعب البيلاروسي في العام الماضي بعد الانتخابات الرئاسية البيلاروسية، مشيراً إلى أن الرئيس الأسد كان من أول رؤساء العالم الذين اتصلوا بالرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو لتهنئته بعد فوزه بالانتخابات.
وأوضح سيرانكوف، أن الشعب السوري وقف على الدوام مع الشعب البيلاروسي، مؤكداً أن البلدين حليفان، ويشتركان بكثير من النقاط مع الصديقة روسيا، لافتاً إلى الإقبال الكبير الذي شهدته الانتخابات الرئاسية في السفارة السورية في بيلاروسيا، حيث حرص عدد كبير من المواطنين السوريين على الإدلاء بأصواتهم في هذه الانتخابات، ومعرباً عن اعتقاده بأن هذه الصورة وهذا الإقبال الواسع سيتكرران في داخل سورية وينقل السوريون رسالة واضحة للعالم والتفافهم حول الرئيس بشار الأسد، كما أن هذه الانتخابات ستسهم بترسيخ المزيد من الاستقرار في سورية.
وفي تصريح مماثل لـ«الوطن» قال عضو مجلس النواب العراقي كاطع الركابي: «لاحظنا مدى التماسك الكبير بين الشعب والقيادة السورية من خلال الوضع العام في الشارع السوري وكان العاصمة دمشق لم تمر في حرب مدتها عشر سنوات»، مؤكداً أن بلاده كان موقفها ثابت بالنسبة للتغيير في سورية وحرص العراق ألا خضع العراق للمجاميع الإرهابية لأن سقوط سورية بيد الإرهاب هو سقوط للعراق ولذلك كان العراق يؤكد على الدوام بأنه من الواجب الدفاع عن سورية.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن