سورية

العطار: ما تشهده البلاد حدث كبير جداً.. الهلال: شعبنا يلقن العالم دروساً بالوطنية … السوريون يرسمون لوحتهم الخاصة.. وفرز الأصوات بدأ … المقداد لـ«الوطن»: الشعب أثبت أن حلم بعض الدول بالتغيير في سورية هو «كحلم إبليس في الجنة»

| سيلفا رزوق - وكالات

مع انتهاء عملية الاقتراع في انتخابات رئاسة الجمهورية بحلول منتصف ليل أمس، بدأت مباشرة عمليات فرز الأصوات في كافة المراكز الانتخابية الموزعة على مساحة الجغرافيا السورية، وسط عدم توفر معلومات مؤكدة حول موعد إعلان النتائج النهائية لعمليات فرز الأصوات.
ومنذ الساعات الأولى ليوم أمس، وتحديداً من السابعة صباحاً، احتشد السوريون من مختلف المحافظات أمام مراكز الاقتراع وسط إقبال تاريخي.
وعلى هامش مشاركتهم في عمليات التصويت بمراكز مختلفة، أكد كبار المسؤولين السوريين نجاح الاستحقاق الدستوري وتمسك الشعب السوري باستقلالية قراره، واعتبرت نائب رئيس الجمهورية نجاح العطار، أن ما تشهده البلاد حدث كبير جداً، لأنها وطن الشجعان ولا يليق بها إلا رئيس كالقائد بشار الأسد، في حين أكد وزير الخارجية والمغتربين فيصل المقداد، أنه لا يمكن القول إن هناك تغييراً دولياً كاملاً تجاه سورية، لأن القوة التي شنت الحرب على سورية مازالت تأمل ببعض التغيير أو ببعض التنازلات، في وقت أوضح فيه الأمين العام المساعد لحزب البعث العربي الاشتراكي هلال الهلال، أن السوريين هبوا من كل أنحاء الوطن ليلقنوا العالم دروساً بالوطنية متمسكين باستحقاقاتهم الوطنية والدستورية.
وفي تصريح صحفي بعد أن أدلت بصوتها في مركز الاقتراع بمكتبة الأسد الوطنية، قالت نائب رئيس الجمهورية نجاح العطار: «إن ما تشهده سورية اليوم حدث كبير جداً فسورية وطن الشجعان لا يليق بها إلا رئيس كالقائد الأسد، ونحن لا ننسى كيف حمل الأمانة ببسالة فريدة وشجاعة لا مثيل لها، ولا ننسى كيف كان يذهب إلى مواقع القتال منذ البداية في بابا عمرو وسواها من المناطق، وفي الغوطة الشرقية لم يكن يتوانى عن المتابعة والاهتمام بالأبطال الشجعان من أبناء جيشنا الباسل»، حسبما ذكرت وكالة «سانا».
وأوضحت العطار، أن الرئيس الأسد حوّل سورية، وهي بالأصل أرض البطولات، إلى أرض التضحيات والبطولات، وسيسجل له التاريخ هذه المواقف الرائعة والصامدة التي لا يماثلها أي موقف آخر لأي زعيم عربي وهو حامي العروبة وحامي قوميتنا والمهتم بقضاياها الكبرى كلها وهذه شهادات كتاب ومثقفين عرب كبار والتي قدموها في الكتاب الذي طبع مؤخراً في الهيئة العامة السورية للكتاب.
وختمت العطار بالقول: «إننا نعتز بهذا القائد الكبير والناس جميعاً يدركون قيمته ومعناه وما حققه وما يحققه للوطن وهذه الجموع التي تسابقت إلى مراكز الاقتراع دليل على فهم أبناء الأمة لعظمة الرسالة التي حملها وأدائه للأمانة بالشكل الرائع والفريد»، موجهة التحية من القلب والتقدير والمحبة للقائد الذي لا يليق بسورية الكبيرة المهمة والمناضلة إلا قائد هو الرئيس بشار الأسد.
بدوره، وفي تصريح لـ«الوطن»، قال المقداد عقب إدلائه بصوته في الانتخابات الرئاسية في مبنى وزارة الخارجية والمغتربين: أثبت الشعب السوري أن حلم بعض الدول بالتغيير في سورية هو كحلم «إبليس في الجنة»، وتابع: «لذلك نقول: إن من حق الشعب السوري وفقط الشعب السوري أن يقرر حاضره ومستقبله، وأن يعبر بإرادته الحرة عما يتطلع إليه».
وتعليقاً على وصول وزير السياحة محمد رامي مارتيني أول من أمس إلى الرياض، قال المقداد في رده على سؤال آخر لـ«الوطن»: «قلنا أكثر من مرة إننا نرحب بمثل هذه الفرص، وبعودة التضامن العربي بالحد الأدنى، وعودة الحوار والتخاطب العربي، ولذلك من الطبيعي أن يتواجد وزير السياحة في مؤتمر حول السياحة في منطقة الشرق الأوسط تستضيفه العاصمة (السعودية) ونأمل النجاح لهذا المؤتمر».
ووصف المقداد في تصريحات أخرى للصحفيين، البيان الذي صدر عن الولايات المتحدة وبريطانيا وألمانيا وفرنسا بـ«المهزلة»، معتبراً أن هؤلاء لا يعيشون في عالم اليوم، وهم منفصلون عن الواقع ويروجون لأفكار عفا عنها الزمن، معتبراً أن البيان يتضمن لغة سخيفة جداً، وهي لغة خشبية لا تريد الخير لسورية، وأضاف: «نقول إن من يحق له أن يبدي رأيه في الانتخابات هو الشعب السوري»، لافتاً إلى أن قرارات مجلس الأمن التي أشار إليها بيان هذه الدول لا تمنع الانتخابات في سورية.
وقال: «نعتقد أن الأمم المتحدة ليست مع الفراغ السياسي، ونعتقد أن قرارات الأمم المتحدة لا تعطي مثل هذه الفرص، وقد عبر عن ذلك المبعوث الخاص للأمم المتحدة والأمين العام للأمم المتحدة وأنه لا علاقة لقرارات الأمم المتحدة بهذه الانتخابات».
وشدّد المقداد على أن الانتخابات السورية تتم بإرادة سورية، وأضاف: «كما رأيتم اندفاعة السوريين في الداخل والخارج لتقول كلمتها في هذه الانتخابات، فالذي يعطي الشرعية للوضع في سورية، هو الشعب السوري داخل سورية وخارجها، والشعب السوري يقول كلمته «اليوم» ولا دخل لأي أحد به».
وتعليقاً على رفض ميليشيات «قوات سورية الديمقراطية- قسد» الانفصالية العميلة للاحتلال الأميركي، السماح بإجراء الانتخابات الرئاسية في المناطق التي تسيطر عليها، اعتبر المقداد أن هذه الميليشيات خرجت عن الصف الوطني، وابتعدت كثيراً.
وأضاف: «هم ينفذون إرادات إسرائيلية بشكل أساسي وأميركية وغربية لا تريد لسورية أن تخرج من هذه الحرب الإرهابية التي شنت عليها».
من جانبه، أكد الأمين العام المساعد للحزب هلال الهلال في تصريح عقب إدلائه بصوته بمركز جامعة الشام الخاصة في منطقة البرامكة، أن السوريين لبوا نداء الواجب وهبوا من كل أنحاء الوطن ليلقنوا العالم دروساً بالوطنية متمسكين باستحقاقاتهم الوطنية والدستورية، ومصممين على الثبات قابضين على سيادتهم الوطنية ومتطلعين إلى آمالهم ومستقبل أبنائهم، حسبما نشرت صفحة حزب البعث في «فيسبوك».
وأشار إلى أنه من خلال التصويت للقائد الأسد نكون قد ساهمنا في الحفاظ على وطننا ومستقبل بلدنا ودفعنا به نحو الأفضل ضامنين حسن سير مرحلة إعادة الإعمار والبناء.
كما أدلى نائب رئيس الجبهة الوطنية التقدمية محمد الشعار بصوته في المركز الانتخابي في مديرية ثقافة دمشق، إضافة إلى الأمناء العامين لأحزاب الجبهة.
من جهة ثانية، أكد معاون وزير الخارجية والمغتربين أيمن سوسان خلال لقائه وفداً يمثل وسائل الإعلام الروسية الذي يزور دمشق حالياً لتغطية الانتخابات، أن إنجاز الاستحقاق الرئاسي سيعزز الإنجازات الميدانية التي تحققت، ومواجهة التحديات الماثلة وفي مقدمتها استمرار المعركة ضد الإرهاب، وإنهاء الاحتلالات للأراضي السورية، وتعزيز العملية الإنتاجية وتحسين الوضع الاقتصادي، حسبما نشرت وزارة الخارجية والمغتربين على صفحتها في «فيسبوك».
وقدم سوسان عرضاً عن موجبات الاستحقاق الرئاسي بموجب الدستور، والمعاني التي يحملها توجه السوريين إلى مراكز الاقتراع، وفي مقدمتها التمسك بالسيادة والقرار الوطني المستقل، ورفض أي شكل من أشكال التبعية والوصاية والتدخل في الشؤون السورية، وأن مستقبل سورية حق حصري للسوريين.
وأجاب سوسان عن أسئلة الإعلاميين الروس وأكد استمرار التعاطي الإيجابي مع عمل اللجنة الدستورية على أساس أنها حوار سوري سوري بقيادة وملكية سورية من دون أي تدخل خارجي، وأن الدستور شأن سيادي يكتبه السوريون بما يستجيب لتطلعاتهم حصراً.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن