سورية

أدلى وعقيلته السيدة أسماء بصوتيهما في دوما وطلب من كل من ترك مدينته وقريته العودة إليها … المرشح الأسد: سنعمل مع بعضنا البعض لنبني مدننا وقرانا وبلداتنا

| الوطن

اعتبر المرشح لانتخابات رئاسة الجمهورية بشار الأسد أن استحقاق الانتخابات والتفاعل الشعبي معها هو «تأكيد على أن المواطن السوري حر وقراره بيده وليس بيد أي جهة أخرى»، مؤكداً أن الدولة السورية «لا تهتم أبداً» بالتصريحات الأخيرة التي خرجت من بعض الدول الغربية تجاه شرعية الانتخابات، ومشدداً على أن «الأهم هو ما يقوله الشعب» السوري، وهو ما ظهر واضحاً من خلال «الحراك الذي رأيناه خلال الأسابيع الماضية».
وأدلى المرشح الأسد وعقيلته السيدة أسماء بصوتيهما أمس في مركز الاقتراع بمجلس بلدية مدينة دوما في ريف دمشق الشرقي، وقال عقب الإدلاء بصوته في حديث مع حشود من أهالي المدينة تجمهروا حوله وحول عقيلته: «يسعدني أن أزور وعقيلتي اليوم مدينة دوما، وأن نلتقي أبناءها وأهلها الكرام الأكارم، ونشارك معهم هذا الاستحقاق الوطني الكبير».
وأضاف: «وبما أنها الزيارة الأولى لنا بعد التحرير، فلا بد من أن نبدأ بتهنئة أهالي هذه المدينة على التحرير من يد الإرهاب. على العودة إلى حضن الوطن، وعلى المساهمة مع أشقائهم في باقي المناطق التي تم تحريرها ومع أبناء الوطن بشكل عام في إعادة الحياة إلى طبيعتها ولو تدريجياً وفي المشاركة بالاستحقاقات الوطنية، سواء الانتخابات الأخيرة لمجلس الشعب أو الانتخابات الرئاسية اليوم».
وبيّن المرشح الأسد، أن لمدينة دوما عدة أسماء، تسمى «عاصمة الغوطة»، وتسمى «عروس الغوطة»، وحاول الإرهابيون خلال فترة احتلالهم لها أن يشوهوا صورتها، وأن يدنسوا سمعتها، وأن يربطوها ويوسموها بالإرهاب وبسفك الدماء وبالعمالة وبالخيانة وبالارتزاق الرخيص، لكن في الواقع وفي ذلك الوقت، كان معظم أهالي دوما، الموجودين داخل المدينة وخارج المدينة، وهذا هو حال باقي المناطق، سواء الغوطة أو غيرها من المناطق التي كانت تحت احتلال الإرهابيين، كانوا يتواصلون بشكل مستمر مع مؤسسات الدولة، بطريقة أو أخرى، يلحون ويحثون الدولة على القدوم، والجيش العربي السوري على التحرير، ويطالبون بسيادة القانون.
وتابع: «البعض من أبناء هذه المدينة دفع حياته ثمناً لمجرد هذا التواصل، أو لمجرد إظهار هذه الرغبة، وهناك أبناء من دوما ومن الغوطة قاتلوا مع الجيش العربي السوري على تخوم هذه المدينة، وعلى تخوم هذه البساتين والحقول، وقدموا الشهداء، والبعض منهم انضم إلى الجيش بشكل نظامي والبعض قاتل كقوات رديفة، ولا أدلّ على هذه الحقائق من التفاعل الشعبي الكبير الذي رأيناه في هذه المدينة وفي هذه المنطقة وقراها وبساتينها ومزارعها خلال فترة الانتخابات، كان تفاعلاً عفوياً وكان تفاعلاً واضحاً تماماً يعبر عن حالة وطنية حقيقية ليست مزيفة.
وأردف المرشح الأسد قائلاً: الزيارة اليوم لهذا المكان، والانتخاب في مدينة دوما فيه عدة جوانب، فسورية ليست كما كانون يحاولوا أن يسوقوها، منطقة ضد منطقة، ومدينة ضد مدينة، وطائفة ضد طائفة، وحرباً أهلية أو نزاعاً بين سوريين، الحقيقة لا، ونحن اليوم نثبت من مدينة دوما بأن الشعب السوري هو شعب واحد في خندق واحد في مواجهة الإرهاب والعمالة والخيانة.
وتابع قائلاً: النقطة الثانية، أن هذه المناسبة الوطنية هي أيضاً مناسبة لكي نتذكر جميعاً أن هذا التحرير وهذا الاستحقاق اليوم الذي نمارسه في هذه المدينة وفي مناطق أخرى محررة، لم يكن ليتم لولا آلاف الشهداء الذين سقطوا دفاعاً عن الأرض وعن الشعب في دوما، وعشرات الآلاف في مناطق أخرى من سورية.
ولفت إلى أن الجانب الآخر، أن هذا الاستحقاق ورد الفعل الشعبي الذي نراه هو تأكيد على أن المواطن السوري حر، قرار المواطن السوري بيده، بيد الشعب ليس بيد أي جهة أخرى، وبالتالي كل ما نسمعه من تصريحات مؤخراً من دول غربية معظمها ذات تاريخ استعماري بدأت من قبل الحملة واستمرت حتى الأيام القليلة الماضية وربما الساعات القليلة الماضية، التي تعلق على هذه الانتخابات وتعطي تقييماً لها وتحدد شرعيتها، وعدم شرعيتها، وطبعاً نحن كدولة لا نهتم أبداً بمثل هذه التصريحات ولكن الأهم مما تقوله الدولة أو تصمت عنه هو ما يقوله الشعب.
وأعرب المرشح الأسد عن اعتقاده بأن الحراك الذي رأيناه خلال الأسابيع الماضية كان الرد الكافي والواضح على كل هؤلاء وهو يقول لهم: قيمة آرائكم هي صفر وقيمتكم عشرة أصفار.
وأضاف: أريد أن أستغل هذه الزيارة لكي أوجه عبركم كأبناء مدينة دوما رسالة لكل من ترك مدينته وقريته للعودة إليها، يجب أن ننصحهم وننصحهم الآن بألا يستمعوا لكل من غرر بهم أو دفع لهم الأموال، ويجب أن يعرفوا أنهم اُستغلوا من قبل أولئك المشغلين الذين تقف خلفهم دول إقليمية أو دولية من أجل أن يكونوا ضد أبناء بلدهم، ويجب أن نقول لهم وأقول لهم الآن: لا يوجد شرف يعادل شرف أن يكون الإنسان في وطنه بين أهله، وعلى أرضه في مدينته، في قريته، يساهم مع أبنائها في عملية البناء، ولا يوجد ذل يعادل في ذله أن يكون الإنسان خارج وطنه منقطعاً عن بلده وعن أهله وغير قادر على أن يقدم شيئاً ويساهم في بنائه وفي حياته.
وختم المرشح الأسد حديثه: أتوجه بالتحية لكل أبناء دوما ولكل أبناء الغوطة ولكل أبناء المناطق المحررة وبكل تأكيد مع بعضنا البعض سوية سوف نعمل وسوف نبني مدننا وقرانا وبلداتنا، وسوف نعيد لحقولنا رونقها وعطرها، والتحية كل التحية لكل الشعب العربي السوري في كل مكان داخل الوطن وخارج الوطن في سورية وفي المغترب لأنه هو صاحب الفضل الوحيد في كل إنجاز وفي أي إنجاز مهما كان صغيراً ومهما كان كبيراً لأنه هو من ضحّى وهو من صمد وهو من حصد.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن