سورية

مفوض الشرق الأوسط في اللجنة الدولية لحقوق الإنسان: الانتخابات رسالة بعدم الرهان على إضعاف إرادة الشعب السوري

| منذر عيد

أكّد مفوض الشرق الأوسط للجنة الدولية لحقوق الإنسان والمبعوث الخاص للمجلس الدولي لدى الأمم المتحدة في جنيف السفير هيثم أبو سعيد، أن ما جرى خلال الانتخابات الرئاسية في سورية هو «عرس سوري بامتياز ورسالة صارخة لكل المحيط قبل الدول الأخرى، بعدم الرهان على إضعاف الإرادة الشعبية العربية للشعب السوري الذي تربّى على المفاهيم الوطنية والقومية منذ الرئيس الراحل حافظ الأسد، لينتصر على أعدائه مجدداً بعد أن أسقط المؤامرة الدولية عليه.
وفي تصريح خاص لـ«الوطن» أوضح أبو سعيد أن الدول الأوروبية شككت بالانتخابات قبل حصولها، وعملت على نعي النتائج قبل صدورها، وهذا أمر طبيعي أن يصدر عنها، خصوصاً أن هناك دولاً منعت أبناء الشعب السوري من الإدلاء بأصواتهم، حتى لا تكون هناك مشاركة صاعقة على مرأى من المجتمع الغربي، الذي يدرك حكامه مدى شعبية الرئيس بشار الأسد، وعليه هم يريدون البناء على ادعاءاتهم في الجانب السياسي، وليبنوا عليها سياسياً في عدم إعطاء الرئيس الأسد صلاحيات واسعة يمكنه من خلالها أن يقوم بتسويات خارجية، ومرّة أخرى يُخطئ الغرب في مبادراته وقراءته السياسية في الساحة السورية.
وأوضح أبو سعيد، أن للانتخابات الرئاسية في سورية معنى ومفهوماً كبيراً، خصوصاً في هذه الأيام الصعبة التي تشهدها المنطقة، حيث تتهاوى أنظمة وعروش، مضيفاً: إن البعض راهن على أن سورية سقطت من غير رجعة بعد الأحداث المفتعلة في ١٥ آذار ٢٠١١.
وأشار إلى أن المشهدية الصاخبة، والجحافل الشعبية التي نزلت في يوم الانتخابات، خرجت لتبايع مرّة أخرى، وتواصل ما اعتقد الغرب (قبل عشر سنوات) أنه انتهى منه، وهو أنه استطاع إضعاف وإنهاك سورية والرئيس الأسد، مشدّداً على أن الانتخابات الحالية سجلت انتصاراً مميزاً عن سابقاتها حيث تأتي في ظروف قاهرة وصعبة.
وبخصوص انتقاد دول أوروبية للانتخابات، دعا أبو سعيد تلك الدول إلى التنبيه وعدم الانجرار وراء حسابات البعض من الدول التي تواصل منذ قرون المسلك السياسي ذاته في المنطقة، وضرورة العودة عن كل المخططات التي قاموا بها في السابق وألا يغامروا ويغوصوا في المستنقع الذي لا يجيدون السباحة فيه.
وأكد على ضرورة المحاسبة الذاتية على ما اقترفته تلك الدول من أعمال، وضرورة تصحيح سياستها من خلال انتهاج سياسات منفتحة على الحكومة السورية والتنسيق معها من أجل إزالة الخطر المشترك للمجموعات التكفيرية التي خرجت عن طوعها وأوامرها وعملت بأجندات خارج سربها في الكثير من الأماكن.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن