تأتي الأخبار من معسكر منتخبنا الوطني مزعجة بالتأكيد من حيث الإصابات والإبعادات وعدم اللحاق بموعد السفر، إلى ما هنالك من الأسباب التي ستجمع على حرمان منتخبنا من عدد كبير من لاعبيه.
هذه الحالة تحدث في جميع منتخبات العالم، لكن الفرق بيننا وبين تلك المنتخبات أن الأخيرة لديها لاعبون جاهزون يتمّ استدعاؤهم فوراً وقبل (24) ساعة من أي استحقاق، ويكونون جاهزين فوراً للعب وبشكل جيد جداً، فهل لدينا هذا الأمر، وهل عمل مدرب منتخبنا نبيل معلول لتجنّب مثل هذا الموقف، هل كان لديه الوقت ليتابع مباريات الدوري، أو ليقيم معسكرات للاعبين المحليين، ثم ألا يُحسب هذا الأمر في تقصير المدرب المذكور في مهامه، أما ما زلنا ممتنين له لمجرد أنه قبل بتدريب منتخب سورية؟
لم نستكثر على أنفسنا أي شيء، ولماذا، ومن أجل موقف شخصي نسمح له بإبعاد بعض أبرز لاعبينا (الخريبين مثلاً)، وهل سنطالب بالتصفيق له إن نجح بقيادة منتخبنا إلى نهائيات كأس آسيا أو إلى الدور الثاني من تصفيات كأس العالم، وهو المتأهل بنسبة 99%؟
لستُ ضد المدرب التونسي نبيل معلول، بل إنه من المدربين الجيدين الذي يملكون سمعة طيبة، لكني ضدّ أن نترك له كل هذا الهامش من (اللامبالاة)، وأن نجلس وإياه لاحقاً لنباشر اللطم والبكاء.
الحالة الصحيحة هي أن يكون هناك ما يشبه (المنتخب الرديف)، القادر على ترميم جسد المنتخب الأول لدى أي طارئ، لا أن نكتب بأيدينا مقدمات فشلنا ثم نلعن الظروف.
ثمة ما يجب عمله، لأن الباقي من تصفيات هذا الدور مهم على الرغم من موقفنا الجيد في مجموعتنا، الصورة إن اهتزت قد يكون من الصعب استعادتها، وقلنا: إن المباريات الحالية يجب أن تكون (استعدادية) للدور الحاسم، وبالتالي من حقنا أن نتابع منتخباً يزرع الثقة فينا، ولا يقودنا إلى متاهات جلدتنا كثيراً في السابق.