رياضة

نهائي الشامبيونزليغ 2020/2021 إنكليزيٌّ بامتياز … الأندية الإسبانية الأكثر ألقاباً والإنكليزية الأكثر عدداً

| محمود قرقورا

أسدلت الستارة في وقت متأخر أمس على موسم الكرة الأوروبية 2020/2021 بإقامة المباراة النهائية لأهم مسابقة على صعيد الأندية في العالم الشامبيونزليغ بنسختها السادسة والستين.

نكتب هذه السطور ولا نعلم من النادي الذي اعتلى ذرا المجد، لكن ما هو مهم أن الكرة الإنكليزية تسيّدت هذا الموسم عن جدارة واستحقاق، وإذا كان بعضها خسر جولة فإن السيتيزينز والبلوز أعادا الكبرياء للكرة الإنكليزية واستحقا الوصول إلى المباراة النهائية عن جدارة واستحقاق.

السيتي لم يخسر في هذه المسابقة وتشيلسي تعرض لخسارة وحيدة لم تكن مؤثرة واللافت أنها كانت بملعبه أمام بورتو البرتغالي في إياب ربع النهائي بهدف بعد الفوز ذهاباً بهدفين.

السيتي تصدر المجموعة الثالثة بخمسة انتصارات وتعادل متقدماً على بورتو البرتغالي وأولمبياكوس اليوناني ومرسيليا الفرنسي، بينما تشيلسي تصدر المجموعة الخامسة بأربع عشرة نقطة متفوقاً على أندية إشبيلية الإسباني وكراسنودار الروسي ورين الفرنسي.

في دور الستة عشر كان التفوق صريحاً للسيتي على حساب مونشنغلادباخ ذهاباً وإياباً 2/صفر على حين تجاوز تشيلسي عقبة أتلتيكو مدريد بالفوز عليه 1/صفر و2/صفر، في ربع النهائي استمر تفوق السيتي ذهاباً وإياباً على حساب ناد ألماني آخر وهو دورتموند 2/1 في المباراتين بينما تجاوز تشيلسي عقبة بورتو البرتغالي كما أسلفنا.

في نصف النهائي كان الامتحان الأهم، فتفوق السيتي على الباريسي ذهاباً وإياباً 2/1 و2/صفر وتفوق تشيلسي على ريـال مدريد إياباً 2/صفر بعد التعادل 1/1 ذهاباً وسط أفضلية صريحة للنادي اللندني، ليلتقي الفريقان على اللقب في مباراة لا تقبل القسمة على اثنين، فالسيتي يريد لقباً تاريخياً لم يزين خزائن النادي، وتشيلسي يريد استعادة الزعامة منذ عام 2012.

هاجس المدربين

المدرب غوارديولا سعى منذ مغادرته القلعة الكاتالونية للقب ثالث، فأخفق مع بايرن ميونيخ ومع السيتي، بل إنه لم يصل إلى النهائي إلا أمس، وإذا نجح بالتتويج يكون رابع مدرب يحقق اللقب ثلاث مرات بعد مدرب ليفربول التاريخي بيزلي أعوام 1977 و1978 و1981 والإيطالي أنشيلوتي مع ميلان 2003 و2007 ومع الملكي 2014، وزين الدين زيدان مع ريـال مدريد أعوام 2016 و2017 و2018.

على الضفة المقابلة يتطلع الألماني توماس توخيل للقب أول في مسيرته وهو الذي خسر نهائي النسخة الماضية عندما كان مدرباً للباريسي، وإذا كان غوارديولا قد حقق لقبي الدوري وكأس الرابطة هذا الموسم فإن تشيلسي خسر نهائي الكأس الأقدم في العالم قبل أسبوعين فبات يبحث عن لقب كبير يكون بمنزلة إنقاذ لموسم جيد بالعموم رغم التراجع إلى المركز الرابع في الدوري.

زياش ومحرز

عندما توج الجزائري رابح ماجر مع بورتو البرتغالي عام 1987 اعتبر ذلك حدثاً خارقاً للعادة للاعب عربي، ولكن المصري محمد صلاح أعاد الكرّة عام 2019 عندما فاز باللقب مع ليفربول، واللافت في التتويجين لماجر وصلاح أنهما سجلا الهدف الأول لفريقيهما، ومن بين اللاعبين العرب المتوجين غير المشاركين في المباراة النهائية أشرف حكيمي مع ريـال مدريد عام 2019، وأمس خاض المغربي حكيم زياش والجزائري رياض محرز فرصة نادرة للتتويج وهما كانا حاضرين بقوة خلال رحلة الوصول إلى ملعب دراغاو في لشبونة.

النهائي الثامن

عندما التقى ريـال مدريد مع فالنسيا في نهائي 2000 اعتبر ذلك نصراً غير عادي للكرة الإسبانية، ولكن اللافت للنظر أن النهائي بين أندية البلد الواحد تكررت كثيراً خلال الألفية الثالثة، وما هو مهم أن الغلبة بقيت للإسبان عندما التقى الملكي مع أتلتيكو مدريد عامي 2014 و2016، وبتأهل السيتي وتشيلسي تكون الكرة الإنكليزية قد عادلت الإسبانية، إذ سبق للبلوز أن واجه اليونايتد في نهائي 2008 كما التقى ليفربول مع السبيرز في نهائي 2019.

وبقيت النهائيات التي جمعت أبناء البلد الواحد، 2003 بين ميلان واليوفي و2013 بين دورتموند والبايرن، وهكذا يبقى لقاء الملكي مع أتلتيكو استثنائياً لكونهما من مدينة واحدة وهذا لم يحصل في أي نهائي آخر.

22 نادياً من قبل

منذ انطلاق المسابقة عام 1956 نجح 22 نادياً بمعانقة اللقب وهي ريـال مدريد 13 ثم ميلان 7 فليفربول والبايرن 6 وبرشلونة 5 وأياكس 4 واليونايتد والإنتر 3 واليوفي ونوتنغهام فورست وبورتو وبنفيكا 2 ولقب لكل من السيلتك وفينورد وأستون فيلا والنجم الأحمر وستيوا بوخارست وهامبورغ ومارسيليا ودورتموند وتشيلسي وأيندهوفن، وإذا نجح السيتي أمس يكون النادي الثالث والعشرين، مع الإشارة إلى أن النادي الثاني والعشرين الذي انضم لقافلة المتوجين هو تشيلسي عام 2012 على حساب بايرن ميونيخ بركلات الترجيح.

وللإشارة أيضاً فإن الأندية الإسبانية الأكثر تتويجاً بـ18 مرة ولقب أمس هو الرابع عشر للأندية الإنكليزية مقابل 12 لقباً للأندية الإيطالية و8 للأندية الألمانية و6 للأندية الهولندية و4 للبرتغالية مقابل لقب لكل من الأندية الاسكتلندية والفرنسية واليوغسلافية والرومانية.

رونالدو رمز الأبهة

إذا كان الإسباني خنتو أكثر المتوجين بستة ألقاب أعوام 1956 و1957 و1958 و1959 و1960 و1966، وإذا كان دي ستيفانو اللاعب الوحيد الذي سجل في خمس مباريات نهائية وكانت متتالية بداية من 1956 فإن كريستيانو رونالدو يعد رمز الأبهة باعتلائه قائمة الهدافين التاريخيين للمسابقة بـ134 هدفاً خلال 176 مباراة ويأتي بعده ليونيل ميسي بـ120 هدفاً خلال 149 مباراة ثم ليفاندوفسكي بـ73 هدفاً في 96 مباراة ثم بنزيما وراؤول بـ71 هدفاً مع فارق أن بنزيما لعب 130 مباراة مقابل 142 مباراة لراؤول.

أما اللاعب الأكثر خوضاً للمباريات بتاريخ البطولة فهو الإسباني كاسياس بـ177 مباراة ولكن كاسياس اعتزل ما يعني أن كريستيانو سيكون على موعد مع دخول التاريخ في النسخة المقبلة، ويأتي ثالثاً من حيث عدد المباريات الإسباني أكزافي بـ151 ثم ميسي بـ149 وراؤول بـ142.

فيرغسون الأكثر

إذا كان زيدان وبيزلي وانشيلوتي الأكثر تتويجاً بثلاثة ألقاب، ومن الجائز أن يكون غوارديولا انضم إلى القائمة أمس فإن المدرب الاسكتلندي فيرغسون يبقى المدرب الأكثر خوضاً للمباريات بـ190 مباراة حقق خلالها اللقب مرتين مع اليونايتد عامي 1999 و2008 وخسر النهائي في نسختي 2009 و2011.

ويأتي بعده المدرب الفرنسي فينغر بـ178 وأفضل ما وصل إليه خوض النهائي عام 2006 عندما خسر فريقه آرسنال أمام برشلونة، وخاض أنشيلوتي 166 مباراة مقابل 145 مباراة لمورينيو و135 لغوارديولا متضمنة مباراة أمس.

من الأدوار التمهيدية

الأندية الـ22 المتوجة نجح أربعة منها بالتربع على العرش رغم البداية من الأدوار التمهيدية وهي مانشستر يونايتد 1999 وليفربول 2005 وبرشلونة 2009 وميلان 2003 و2007، ومعلوم أن المشاركة كانت دائماً لأبطال الدوري ولكن منذ عام 1998 فسح المجال لصاحب المركز الثاني ثم اتسعت الرقعة إلى ثلاثة أندية ثم أربعة وأحياناً خمسة كما سيحدث في النسخة المقبلة بعد تتويج فيا ريـال بمسابقة اليورباليغ، حيث يشارك بطل اليورباليغ بغض النظر عن ترتيبه في الدوري المحلي.

ويحسب لأندية نوتنغهام فورست وبورتو وفينورد وأستون فيلا وأيندهوفن والنجم الأحمر أنها حققت الفوز في حضورها بمباريات التتويج، بينما أتلتيكو مدريد هو الطرف الأكثر خسارة في المباريات التتويجية بثلاث مرات أعوام 1974 و2014 و2016.

من دون هزيمة

تسعة أندية حققت اللقب من دون أي خسارة وهي ليفربول 1981 و1984 وميلان 1989 و1994 وأياكس 1972 و1995 ومان يونايتد 1999 و2008 على حين حقق اللقب مرة واحدة من دون خسارة كل من الإنتر عام 1964 وفورست 1979 والنجم الأحمر 1991 ومارسيليا 1993 وبايرن ميونيخ 2020، ويحسب للبايرن أنه النادي الوحيد الذي حقق العلامة الكاملة في دوري المجموعات وحقق اللقب.

بين الأندية الإنكليزية والإسبانية

صحيح أن الأندية الإسبانية الأكثر تتويجاً بـ18 مرة بواقع 13 للريـال و5 لبرشلونة إلا أن الأندية الإنكليزية الأكثر من حيث العدد، ففاز كل من ليفربول ومان يونايتد وأستون فيلا ونوتنغهام فورست وتشيلسي ولا ندري إن كان السيتي قد انضم للقافلة أمس.

وأحرزت ثلاثة أندية إيطالية اللقب وكذلك ثلاثة أندية من ألمانيا وهولندا وناديين من البرتغال مقابل نادٍ لكل من فرنسا ويوغسلافيا ورومانيا وإسكتلندا.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن