خرجنا إلى الساحات لنقول نحن هنا ولكننا بحاجة إلى عمل مضنٍ لنحقق الاستقلالية التي أظهرها السوريون … شعبان: الشعب وصل إلى مرحلة تحوّل نوعي من الوعي
| الوطن
أكدت المستشارة الخاصة في رئاسة الجمهورية، بثينة شعبان، أن الرسالة التي بثها الرئيس بشار الأسد أول من أمس للشعب السوري، بعد فوزه بانتخابات رئاسة الجمهورية، أتت جواباً على الرسائل التي قدمها الشعب السوري في هذه المناسبة العظيمة والعزيزة على قلوبنا جميعاً، لأن الشعب السوري الذي تلقى كل أنواع الإجراءات القسرية الأحادية الجانب وعايش الحصار الاقتصادي بعد الحرب الإرهابية واستمع إلى كل محاولات بث الفتن بين ظهرانيه وبينه وبين القيادة السورية، خرج ليقول كلمته وليقول نحن الذين نقرّر وكل الذي قام به أعداء سورية لا يؤثر علينا، لأننا نعلم أنهم يريدون الفتنة في بلدنا بين الشعب وبين الشعب وقيادته.
وأعربت شعبان عن اعتقادها، في مقابلة على الفضائية السورية، بأن الرئيس الأسد حين تحدث عن التحدي وقال إن الشعب السوري يتحدى، أي إنه يتحدى كل هذه النظم والمعطيات التي كان يظن الغرب أنه يتمكن عبرها من ثني الشعب السوري عن مسيرته.
وأضافت: «في هذه المرحلة يبدو أن الشعب السوري قد وصل مرحلة تحوّل نوعي، فتراكم الخبرة والقهر والصمود والدفاع عن الوطن أوصل الشعب السوري إلى مرحلة من الوعي، إننا نحن هنا وسندافع عن بلدنا وإن كل ما يبثونه ويحاولون إقناعنا به لا يعنينا أبداً».
وأشارت شعبان إلى أنه سبق الانتخابات بأكثر من عام ترويج من قبل البعض بأن هذه الانتخابات تتنافى مع الشرعية والدستور والقرار 2254، ولذلك فإن قرار القيادة السورية بإجراء هذا الاستحقاق الدستوري في وقته تماماً هو بحد ذاته تحدٍّ كبير للإرادة الغربية التي ظنت أنها تستطيع ليّ ذراع الحكومة وأن تشوش عليها.
وأعربت شعبان عن اعتقادها، بأن الغرب اليوم تعلم درساً، من صمود هذا الشعب الذي تحدث عنه الرئيس الأسد.
وأضافت: إنه للإنصاف والتاريخ أقول إن صمود الرئيس الأسد كان جوهرياً في صمود البلد لأنه هو يقود هذا البلد، ولو، لا سمح اللـه، أنه الرئيس اهتز لاهتزت معنوياتنا جميعاً، ولذلك هي علاقة تبادلية بين القائد والشعب.
وأوضحت أن الذين راهنوا على إخفاق هذا الاستحقاق هم الذين ينساقون وراء الدعاية الغربية، والاختراق الغربي، مشيرة إلى أن الغرب لديه مكنة إعلامية هائلة وهذا أمر واقع، وهو متمرس منذ قرون.
وأضافت: «أرجو أن يكون هذا الموقف اليوم في سورية هو بداية وعي وفرز حقيقي ونهائي، إننا نعمل ما هو في صالحنا، ونصم آذاننا عن المغرضين والذين يستهدفوننا».
واعتبرت، أن تحصين الداخل أمر مهم ليس فقط في سورية بل في العالم العربي، أي أن تكون مرجعياتنا نابعة من ذواتنا ومصالحنا ومصلحة بلادنا وهذا أمر في غاية الأهمية والصعوبة أيضاً.
وأضافت: «يجب أن لا نتوهم أنه بمجرد خروجنا للساحات حققنا هذا الأمر، لا، خرجنا للساحات لنقول نحن هنا، ولكن هذا يعني أننا بحاجة إلى عمل مضنٍ ليل نهار في المستقبل، لكي نحقق بالفعل في المؤسسات وفي الدولة هذه الاستقلالية التي أظهرها الشعب السوري في هذه الأيام».
وشددت شعبان على أنه بالنسبة للغرب، نحن جميعاً عرب بغض النظر عن الجنسية، وعلينا نحن كعرب أن نؤمن بهذه الفكرة وأن نؤمن أننا كلنا واحد، موضحة أنه لولا صمود سورية عشر سنوات وإفشال المخطط الخطير الذي كان ينوى أن يقوم في سورية لما شاهدنا الهبة الفلسطينية، لأن الأمور مترابطة مع بعضها البعض.
وأكدت على أهمية أن نهتم ليس فقط بما نقوم به، ولكن كيف نوصله إلى أذهان الآخرين وضمائرهم، وهناك الكثير من أحرار العالم الذين لديهم ضمائر حرة ويدعمون قضية عادلة مثل القضية الفلسطينية.
وأعربت شعبان عن اعتقادها بأن هذه المرحلة يجب أن تكون قد وضعت حداً للنفسيات المهزومة، ولكن هذا يعتمد على كمية العمل وطريقة العمل والاستمرار في العمل في المرحلة القادمة.
وشددت على أنه «يجب ألا نستكين، يجب أن نكون سعداء أن هذه بداية مباركة من فلسطين ومن سورية، إلى مستقبل أفضل للأمة العربية والمنطقة والعالم، ولكن هذا يتطلب منا أن نعكف على دراسة الأساليب والطرق والأدوات التي تمكننا من الاستمرار بأن تكون لنا اليد العليا وأن يسمع صوت قضيتنا مجلجلاً في العالم.
وأكدت شعبان، أن معظم دراسات الأمن القومي الإسرائيلي استنتجت أن أخطر ما نجم عن الحرب على سورية هو ولادة محور المقاومة الممتد من إيران إلى العراق إلى سورية إلى لبنان- حزب اللـه، معتبرة أن هذا المحور جوهري بالنسبة لمستقبلنا.
وأوضحت، أن الرئيس الأسد تصرف أثناء استقباله قادة وممثلي الفصائل الفلسطينية كقائد عربي همه الأساسي انتصار المقاومة، وأنه دائماً حينما يتحدث يقول المقاومة هي أولوية سواء في فلسطين أم سورية أم في العراق أم في أي مكان بالعالم العربي وهذا تصرف كبير.
وذكرت شعبان أن الرئيس الأسد لا ينتظر الشكر من أحد، وإنما هو قام بما تمليه عليه نظرته لنفسه كقائد في هذا العالم العربي، وكمؤمن بأن المقاومة هي المصير وأننا يجب دائماً أن ندعم هذه المقاومة، مؤكدة أن سورية لا تتخلى عن تاريخها وعن تمسكها بخيار المقاومة ولا تنتظر من أحد شيئاً.
ولفتت إلى أن الهبّة الفلسطينية أثبتت، والشعب السوري أثبت في هذه الأيام، أن الأمر الأساسي الذي يجب أن نتمسك به جميعاً هو وحدة الصف، موضحة أن العدو عندما احتل فلسطين وضع إستراتيجية من سطر واحد هي تشتيت وتفتيت هذه المنطقة.
وأضافت: «ولذلك نحن يجب أن نقول إن وحدة الصف الفلسطيني في هذه الهبّة كانت أساسية في هذا النصر الذي حققوه، فما بالكم إذا تحققت وحدة الصف العربي في التفكير والوعي، ونحن نخوض معركة وعي والكثير من أبناء العرب في بلدان كثيرة قد انضموا إلى نصرة فلسطين وإلى نصرة سورية بغض النظر عن مواقف الحكومات».
وتابعت: نحن أصحاب حق والشعب السوري اليوم هزم كل الدعايات المغرضة التي كانت تحاول أن تفرّق بينه وبين قيادته ويستطيع من الآن فصاعداً أن يعمل ككتلة واحدة ليس فقط من أجل سورية وفلسطين اللتين أثبتتا إخفاق العدو بل من أجل العالم العربي ككل».
وأكدت شعبان، أن ما وصل إليه الشعب السوري اليوم من وعي سينعكس بالضرورة عملاً جاداً ومستمراً خلال السنوات القادمة.