رياضة

بعد خروج تشرين والوحدة صفر اليدين … المشاركة الآسيوية كشفت عيوب كرتنا ومشكلاتها

| ناصر النجار

أنهى فريقا تشرين والوحدة مشاركتهما في بطولة الاتحاد الآسيوي من الدور الأول فخرجا كما دخلا دون أن يتمكنا من العبور إلى الدور الثاني.

ولا شك أن هذا الخروج هو مخزٍ ولا يليق بالكرة السورية، ولا بالفريقين وخصوصاً أن البطولة بشكلها الإجمالي لم تكن قوية وأن الفرق المشاركة ليست بأفضل من فرقنا، والمباريات لم تكن استثنائية بل كانت شبيهة بأغلب مباريات الدوري عندنا.

ولا أجد أن المبررات التي قيلت في الخروج من هذه البطولة مقبولة شكلاً ولا مضموناً، والوتر الذي ما زال البعض يعزف عليه صار نشازاً وغير مقبول، فمن يتكلم عن الخبرة، فالخبرة موجودة لدينا ولا أظن أن بقية الفرق أفضل من فرقنا على صعيد الخبرة، وإذا علمنا أن أغلب لاعبي تشرين والوحدة ضمن صفوف المنتخبين الأول والأولمبي وبعضهم احترف في هذه البلاد فإن تبرير البعض بأن ضعف الخبرة هي سبب الخروج من البطولة هو قول زور ويرد على أصحابه.

ومبرر ضعف الاستعداد غير مقبول، لأن كل الفرق لم تستعد بفرنسا وألمانيا إنما جاءت من الدوري المحلي، ولا أظن الدوري المحلي في الأردن والبحرين والكويت ولبنان أفضل من دورينا.

أما المحترفون فلا أظن أن هذه الفرق تملك من المحترفين أفضل مما نملك من لاعبين والدليل أن العهد استعان بثلاثة لاعبين من الدوري السوري وتصدر بهم مجموعته، وأن العديد من الفرق المشاركة في بطولة الاتحاد الآسيوي تملك لاعبين محترفين سوريين بدءاً من الفيصلي، وللعلم هناك لاعبون في الفريقين مطلوبون لهذه الدوريات، لأن لاعبينا إما بمستوى هذه الدوريات أو يفوقونهم.

وموضوع الأزمة أكل عليه الزمن وشرب، ولو أن الأزمة ما زالت قائمة كما يدّعي البعض لما أقيم دوري كامل ولما أنفقت الأندية مئات الملايين على فرقها بطائل وبغير طائل.

الأسباب الحقيقية

الثقافة الكروية البالية هي أحد أهم أسباب الفشل الكروي لممثلينا في آسيا فما قدمه الفريقان بالبطولة من أداء ومستوى أقل مما كان يقدمانه في الدوري، لذلك فإن الرهبة من اللقاءات الخارجية تجلت في هذه المباريات رغم أننا قلنا إن كل الفرق ليست بأفضل وهذا مرده أن الإعداد النفسي للفريقين كان صفراً، وثقافة الفوز كانت غائبة، لذلك رأينا المزيد من الأخطاء غير المبررة التي أثمرت أهدافاً بمرمى تشرين وطرداً في فريق الوحدة ونقف عند البطاقة هذه فقد كانت حجر عثرة أمام الفريق قبل نهاية البطولة، لكن هذا وخارج الحديث عن البطولة يقودنا إلى وفرة البطاقات الصفراء والحمراء التي نالها الفريق هذا الموسم والذي قبله، ولعلنا نتذكر أن الوحدة في بداية الدوري خسر جهود العديد من لاعبيه لنيلهم العقوبات والبطاقات ما يدل على سوء الانضباط داخل الملعب وهو بمرمى الإدارة التي غضت الطرف عن لاعبيها فكانت الضريبة التي دفعها الوحدة باهظة هذا الموسم لأنه لعب ناقص الصفوف بشكل دائم.

وملاحظة أخرى في نادي الوحدة تمثلت بغياب التسجيل، إذ لم يسجل في 180 دقيقة إلا هدفاً واحداً من علامة الجزاء، فهل فقد الفريق شهيته مع العلم أنه مدجج بالمهاجمين ومنهم هداف الدوري محمود البحر.

وهذا الأمر جزء من الثقافة الكروية الضعيفة، ونحن نلاحظ أن الكثير من العقوبات هذا الموسم شملت العديد من رؤساء الأندية والمدربين والإداريين، والسبب كما هو واضح الاعتراض والضغط على الحكم وغير ذلك، ما يشير إلى أن إدارات أنديتنا كانت تبحث عن الفوز شكلاً دون البحث عنه في المضمون، وهذا بمجمله يفسد الفريق، لأن المفترض بإدارات الأندية ومدربيها أن يعالجوا أخطاء فريقهم لا أخطاء الفريق، وأن يعرفوا طريق الفوز لا طريق الشغب والاعتراض.

هذه الثقافة لا تنفع في البطولة الخارجية سواء كانت ضعيفة أم قوية، فلاعبنا لا يتمتع بالثقافة الكروية الصحيحة، ولا يعرف ثقافة الفوز الحقيقية، لأنه لا يوجد من ينمي هذه الثقافة بين اللاعبين على اعتبار أن فاقد الشيء لا يعطيه.

الإعداد النفسي

في الحقيقة إن المشاركة الآسيوية هذه كشفت مستوى كرتنا وللأسف نقول: إن المستوى في تراجع كبير ولابد من إعادة النظر في كرة القدم في الأندية، وفي الآلية التي يعمل عليها اتحاد كرة القدم.

إذا علمنا أن عشرة من لاعبي فريق تشرين ضمن المنتخب الوطني، وفيه بعض المخضرمين الدوليين وبعض المواهب الشابة لم يؤد المطلوب منه في البطولة الآسيوية، فهذا يعني أن كرتنا في خطر، وقلناها سابقاً إن فريق تشرين يملك شخصية البطل، لكن هذه الشخصية غابت في الأردن ولابد من تدارك الأسباب، وإذا علمنا أن البعثة الإدارية للفريق كانت فضفاضة وأن المناصب العديدة المستحدثة بالفريق تبين لنا أنها خلبية، فعلى إدارة النادي وهي مجتهدة وجيدة بآن معاً أن تدخل في جسم الفريق معدين نفسيين من ذوي الاختصاص العالمي بكرة القدم، فليس كل اختصاص في علم نفس مفيداً، وهذه نصيحة يجب أن تأخذها كل أنديتنا بعين الاعتبار لأنه ضروري ومهم لبناء فريق كروي متكامل.

الخبرة الضعيفة

ما تحدثنا به عن نادي تشرين ينطبق على نادي الوحدة، لكننا نزيد بعض الأمور التي نراها ضرورية لتحسين الفريق، أو لرفع مستوى كرة القدم في النادي، وخصوصاً إذا علمنا أن كرة القدم في نادي الوحدة تراجعت كثيراً في هذا الموسم، وهو أمر تتحمله الإدارة بشكل رئيس لأنها صاحبة القرارات المتخذة بشأن فرقها.

ولا نريد الاستعراض أو الإطالة في هذا الأمر لكننا نشير إلى أن قواعد النادي ليست بخير، والمثال الواضح فريق الشباب الذي عانى من شبح الهبوط ونجا منه في الأمتار الأخيرة، وهو معيب بحق فريق يعتبر نفسه الأفضل والأكبر والأكثر جماهيرية في دمشق إن لم يكن في سورية كلها.

الاحتراف الأعمى جعل من أغلب أنديتنا تبحث عن البطولات المعلبة مسبقة الصنع، فتبحث عن لاعبين هنا وهناك قادرين على صنع بطولة مع إهمال للقواعد، وإذا عرفنا أن هذه الأندية والوحدة أحدها وأبرزها يصرف مئات الملايين على رجاله تهمل قواعدها فإننا لاشك سنقول: على كرتنا السلام!

منذ فترة ليست بالبعيدة كان العمود الفقري لفريق الوحدة من أبنائه واليوم لا نجد ذلك، وهذا أمر خطير، ونلاحظ أن إدارة النادي ما زالت تنفق المال الكثير على أشباه اللاعبين الذين لم يفيدوا الفريق ولم يمنحوه أي لقب أو بطولة، والأرقام التي بين أيدينا عن عقود اللاعبين مرعبة، لأن الكثير من اللاعبين لا يستحقون ما دفع لهم، وبعضهم على خلاف مع الإدارة ومع المدرب، وبعضهم كلف النادي عشرة ملايين في كل مباراة لعبها، وبعضهم لم يغادر مع الفريق إلى البطولة الآسيوية.

كل هذه الأمور تجعلنا نقول: إن الإدارة لا تملك الخبرة المطلوبة في قيادة كرة القدم، والسبب إخفاقها في اختيار اللاعبين، وإنفاقها المال هدراً وبلا طائل، وإهمالها لقواعدها، وللأسف فإن اختياراتها للبطولة الآسيوية من اللاعبين كانت خاطئة بدليل أنهم لم يضيفوا أي شيء للفريق، ولو كان الاختيار بمحله لكانت الحصيلة غير، ولشاهدنا مستوى أفضل، وخصوصاً أن مجموعة الوحدة كانت الأقل قوة قياساً على باقي المجموعات.

لا نريد الخوض في الكثير من الأمور، ومنها موضوع عمر خريبين، أو موضوع المحترفين الأفارقة، أو غيرها من الأمور، إنما نريد الإشارة إلى ما وصل إليه النادي من تدهور وتخبط، على أمل إصلاح ما يمكن إصلاحه وخصوصاً أننا في بداية عهد مع موسم كروي جديد.

إشارة

إذا كانت البطولة الآسيوية وما حملت إلينا من نتائج ومستوى وتفاصيل جعلتنا نتحدث بصراحة مطلقة عن فريقي تشرين والوحدة عبر إشارات بسيطة، فإن هذا الواقع يشمل كل أنديتنا بلا استثناء، فأمراض أنديتنا كثيرة ومتعددة، تبدأ من اتحاد كرة القدم الذي ترك الحبل على الغارب، والحديث في هذا الأمر يطول وندعه لوقفة أخرى علّ اتحادنا وأنديتنا يتلمسون الطريق الصحيح.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن