عربي ودولي

نهاية حقبة نتنياهو احتمال وارد مع بلورة حكومة لابيد

| وكالات

استحوذت التكهنات وأجواء الترقب على الساحة السياسية في إسرائيل أمس الأحد، لاحتمال انتهاء فترة حكم بنيامين نتنياهو الذي أصبح أطول رؤساء وزراء إسرائيل بقاء في السلطة.
وعرض رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، على منافسيه اليمينيين، زعيمي حزب «يمينا» نفتالي بينيت» وحزب «الأمل الجديد» جدعون ساعر، اتفاقاً يقضي بتوليهم منصب رئيس الحكومة بالتناوب.
وأفادت تقارير إعلامية إسرائيلية بأن الاقتراح الجديد الذي تقدم به نتنياهو يقضي بتولي ساعر (وهو عضو منشق عن حزب نتنياهو «الليكود») رئاسة الحكومة الجديدة أولاً مدة عام وثلاثة أشهر، ثم سيخلفه نتنياهو مدة عامين، ثم بينيت لمدة عام ونصف العام.
وأكد نتنياهو في تصريح مسجل على حسابه في «تويتر» أنه عرض على بينيت وساعر اقتراحاً جديداً من أجل «الشراكة بين قادة اليمين ومنع إقامة حكومة يسار».
ودعا رئيس «الليكود» بينيت وساعر إلى الاجتماع فوراً بغية الاتفاق على تشكيل حكومة يمين جديدة، قائلاً: «هذه لحظة مصيرية لمستقبل دولة إسرائيل».
وجاءت مبادرة نتنياهو على خلفية تقارير عن توصل بينيت إلى اتفاق مبدئي على الانضمام إلى ائتلاف «معسكر التغيير» الذي يبنيه رئيس حزب «هناك مستقبل» يائير لابيد، المكلف تشكيل الحكومة، مع تناوبهما في منصب رئيس الوزراء.
ونقل موقع Ynet عن مصادر في «يمينا» قولها: إنه إذا قبل ساعر اقتراح نتنياهو فإن حزب بينيت سيوافق أيضاً على تشكيل حكومة يمينية.
لكن ساعر في معرض تعليقه على هذه المبادرة عبر «تويتر» شدد على أن موقف «الأمل الجديد» لا يزال ثابتاً، مبدياً التزام حزبه بهدف الإطاحة بحكومة نتنياهو.
وعقد المفاوضون من «الأمل الجديد» و«هناك مستقبل» صباح أمس لقاء لمناقشة آخر المستجدات.
وبعد 4 انتخابات برلمانية غير حاسمة جرت في غضون عامين، ينتهي يوم الأربعاء تفويض مدته 28 يوماً حصل عليه زعيم المعارضة يائير لابيد لتشكيل حكومة جديدة، وذكرت تقارير إعلامية أنه على وشك تشكيل ائتلاف سينهي حكم نتنياهو الذي استمر 12 عاماً.
وتعود فرص لابيد في النجاح إلى حد كبير إلى السياسي اليميني المتطرف نفتالي بينيت، «صانع الملوك» الذي يستحوذ حزبه «يمينا» على 6 مقاعد في البرلمان.
ومن المتوقع على نطاق واسع حسب وكالة «رويترز» أن يعلن بينيت (49 عاماً) ما إذا كان سيضع يده في يد لابيد الذي يقود حزب يش عتيد (هناك مستقبل)، لكن سيتعين عليه أولاً حشد نواب حزبه للانضمام إلى ما وصفه خصوم نتنياهو بأنه حكومة «تغيير» تضم فصائل من اليسار والوسط واليمين.
ومع الافتقار لأغلبية برلمانية بعد انتخابات 23 آذار، قد يكون مثل هذا التجمع المتنوع هشا، وسيحتاج دعماً خارجياً من أعضاء عرب في الكنيست تختلف آراؤهم السياسية اختلافاً حاداً عن توجهات يمينا.
والتزم بينيت الصمت العلني في الأيام الماضية، كما أجج نتنياهو زعيم حزب الليكود التكهنات المتعلقة بنهاية عهده الوشيكة في تغريدة ومقطع فيديو يوم الجمعة، حين كتب قائلاً «تحذير حقيقي»، مشيراً إلى أن خطر احتمال تشكيل حكومة «يسارية» وارد.
وأعلن حزب يمينا في وقت متأخر من مساء أول من أمس السبت أن بينيت سيلتقي النواب من الحزب ويطلعهم على المستجدات، بعد تقارير أفادت بأنه وافق على صفقة يتولى بموجبها رئاسة الوزراء أولاً قبل أن يسلم المنصب للابيد المنتمي للوسط.
وكان بينيت، وهو وزير دفاع سابق، قد عكس المسار من قبل فيما يتعلق بالإطاحة بنتنياهو (71 عاماً) الزعيم اليميني الذي تولى السلطة في ولايات متعاقبة منذ 2009، ويواجه حالياً محاكمة بتهم فساد ينفيها.
وتردد على نطاق واسع التوصل إلى اتفاق مع لابيد بالفعل قبيل اندلاع القتال في العاشر من أيار بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية، وقال بينيت خلال القتال إنه سيتخلى عن جهود تشكيل ائتلاف مع الوسط واليسار.
لكن الهدنة صامدة حتى الآن، وموجة العنف في الشوارع في إسرائيل بين العرب واليهود انحسرت ويمكن لشراكة لابيد وبينيت أن تعود لمسارها.
أما بالنسبة للمحللين السياسيين الإسرائيليين فهم لا يعتبرون أن أي احتمال مسلّم به بعد.
وقال كاتب المقالات السياسية يوسي فيرتر في صحيفة هآرتس أمس الأحد «حكومة التغيير المناهضة لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو لم تصبح حقيقة واقعة بعد».
وتابع قائلاً «من السابق لأوانه الاحتفال، كما أنه من المبكر جداً أيضاً إبداء الندم»، مشككاً في تحمل نواب حزب يمينا للضغوط من اليمين بشأن اتفاق مع لابيد.
وإذا أخفق لابيد (57 عاماً) في إعلان تشكيل حكومة بحلول يوم الأربعاء فسيصبح إجراء انتخابات للمرة الخامسة منذ نيسان 2019 مرجحاً، وهو احتمال قال بينيت إنه يريد أن يتجنبه.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن