رياضة

منتخبات المجموعة الأولى لبطولة يورو 2021 … الآتزوري.. بطل وسط ثلة من الصغار

| خالد عرنوس

لم يكد الموسم الأوروبي يعلن نهايته حتى استنفر مئات من اللاعبين الدوليين من القارة العجوز بغية الالتحاق بمنتخباتهم الوطنية استعداداً لخوض نهائيات بطولة أمم القارة التي باتت تعرف اختصاراً بـ«يورو» والمؤجلة من العام الماضي بسبب وباء كورونا، وتحمل النسخة القادمة الرقم 16 وتقام على غير العادة في عدد من الدول وليس في دولة واحدة كما جرت العادة أو في دولتين كما في نسختي 2000 و2008، وذلك بمشاركة 24 منتخباً قسمت إلى ست مجموعات على أن تقام منافسات كل مجموعة في دولتين، ولمواكبة هذه البطولة التي تعتبر صفوة البطولات القارية في العالم سنقوم في «الوطن» بتقديم المنتخبات المشاركة في سطور على أن نبدأ اليوم بالمجموعة الأولى التي تقام منافساتها في إيطاليا وأذربيجان، وتضم بطلاً واحداً هو الآتزوري الإيطالي إلى جانب ثلاثة منتخبات صغيرة غير مواظبة على حضور النهائيات وهي: تركيا وويلز وسويسرا.

الآتزوري.. نسخة معدلة

يعد المنتخب الإيطالي أحد المرشحين للمنافسة على اللقب بحكم العادة والعراقة والخبرة والأهم لأن ما قدمه الفريق منذ خروجه التاريخي من تصفيات مونديال روسيا 2018 يوحي أن الكرة الإيطالية تمر بحالة من الزراعة الواعدة بانتظار الحصاد في بطولة كبيرة، ويمكن القول إن تأجيل البطولة كان في غير مصلحة الآتزوري الأكثر جاهزية منه الآن، فقد وصل إلى حال رائعة تحت قيادة المدرب روبرتو مانشيني، وهذا الكلام لا يعني أن الأمر تبدل كثيراً فالفريق مازال في حالة فنية رائعة، وقد حقق الانتصارات في 17 مباراة رسمية مقابل 5 تعادلات وهزيمة يتيمة في 23 مباراة رسمية تلت الخروج المونديالي المشؤوم.

فقد منح المدرب الخبير واللاعب الدولي السابق لاعبيه روحاً معنوية جديدة وأعاد إليهم الثقة العالية وبالتالي أعاد الهيبة للآتزوري، بفضل حسن انتقائه للعناصر وكذلك الطريقة التي يمكن وصفها بالهجومية مع الاحتفاظ بالنهج الدفاعي القوي الذي يميز كرة الكالشيو، ولعل سر النجاح الرئيس في هذه الخلطة نخبة اللاعبين المتميزين ، بداية من الحارس دوناروما وانتهاءً بكتيبة رهيبة من المهاجمين أمثال شيرو إيموبيلي وأندريا بيلوتي ومويس كين ودورمينكو بيراردي ولورينزو إينسيني وثنائي اليوفي برناردسكي وفردريكو كييزا، إضافة إلى مويس كين المحترف في سان جيرمان وفيشيزو غريفو لاعب فرايبورغ الألماني وهو أحد اللاعبين الجدد الذين استدعاهم مانشيني، وفي خط الوسط يبرز جورجينيو وبيلغريني وبيسينا وماركو فيراتي ولوكاتيللي وباريللا، أما خط الدفاع فيضم كيليني وبونوتشي ودي لورينز وكاسترفيلي وفلورينزي وباستوني وبيراجي.

ولا تبدو مهمة المنتخب الإيطالي صعبة في بلوغ الدور الثاني مع نظام البطولة خاصة أنه سيخوض المباريات في أرضه على ملعب الأولمبيكو في العاصمة روما، ويتطلع عشاق الآتزوري إلى الأدوار المتقدمة ويعتبرون بلوغ نصف النهائي للمرة السادسة بتاريخهم هو الهدف الأساسي وربما النهائي الرابع سيكون أفضل لكن تبقى الآمال العريضة بلقب ثان غائب منذ قرابة 53 عاماً، يذكر أن اللقب الوحيد كان عام 1966 وقد بلغ الآتزوري النهائي مرتين فخسرهما أمام فرنسا عام 2000 بالهدف الذهبي (1/2) وأمام إسبانيا عام 2012 برباعية دون ردّ، واحتل المركز الرابع عام 1980 على أرضه وبلغ نصف النهائي في نسخة 1988، أما في النسخة الأخيرة عام 2016 فقد خرج من ربع النهائي أمام المانشافت الألماني بركلات الترجيح بعد التعادل 1/1.

تاريخياً شارك الآتزوري 9 مرات في الأدوار النهائية خاض خلالها 38 مباراة، فسجل 16 فوزاً و16 تعادلاً و6 هزائم والأهداف 39/27، وسبق له أن غادر من الدور الأول في نسختي 1996 و2004.

ويلز هل من مفاجأة أخرى؟

هي أقل المنتخبات البريطانية ظهوراً في المحافل الكروية الكبرى، فبعد قرابة ستة عقود على ظهوره المونديالي الأول الذي خسر فيه من البرازيل في ربع النهائي عاد منتخب أبناء الغال إلى الواجهة من خلال مشاركة أولى في منافسات اليورو 2016 وفيها استطاع مباغتة الجميع ووصل نصف النهائي بعدما تجاوز الدور الأول متصدراً للمجموعة التي ضمت منتخبات إنكلترا وسلوفاكيا وروسيا، ثم تخطى جاره الآخر الإيرلندي الشمالي في دور الـ16 وأبعد البلجيكي من ربع النهائي بنتيجة 3/1، قبل أن تتوقف رحلته عند الحاجز البرتغالي بالخسارة صفر/2.

تلك البطولة المميزة التي قدمها الفريق الويلزي بقيادة المدرب كريس كولمان رفعت سقف الطموحات بين جماهيره، إلا أنه خيب الآمال بالسقوط في تصفيات المونديال الروسي فكان التغيير حتمياً فجيء بالمدرب ريان غيغز اللاعب الدولي الخبير الذي لم يسبق له الظهور في المسابقات الكبرى، والبداية لم تكن على قدر سمعته العطرة كأسطورة لمانشستر يونايتد، ففي دوري الأمم التي بدأها من التصنيف الثاني لم يحقق نجاحاً يذكر على عكس النسخة الثانية التي تألق فيها لاعبوه وتصدروا المجموعة الرابعة على حساب إيرلندا وفنلندا وبلغاريا وما بينهما استطاعوا تجاوز تصفيات اليورو 2020 بنجاح رغم البداية بخسارتين من كرواتيا والمجر لكنهم أنهوا المنافسة بالمركز الثاني واضطر الاتحاد الويلزي لاستبدال غيغز بمساعده روبرت جون بيج بسبب محاكمة قضائية على غيغز، وكالعادة فإن جلّ لاعبي المنتخب الويلزي يلعبون في الدوري الإنكليزي بمختلف درجاته لكن أبرزهم غاريث بيل لاعب ريال مدريد الإسباني والذي لعب معاراً لتوتنهام هذا الموسم وآرون رامزي الذي يلعب في يوفنتوس، وهناك لاعبان يلعبان في ألمانيا هما رابي ماتوندو وجيمس لورانس، ومن اللاعبين البارزين كذلك الخبير جو آلان والشاب ماتيو سميث ولاعب اليونايتد دانييل جيمس ومدافع ليفربول الشاب نيكو ويليامس ومدافعا توتنهام بن ديفيز وجو رودون.

الناتي والبحث عن دور

لم يكن المنتخب السويسري الملقب بالناتي يوماً من كبار القارة الأوروبية كروياً رغم ظهوره المبكر في المحافل العالمية فكان أحد المشاركين في أولمبياد ما بعد الحرب العالمية الأولى بل تألق فيها ثم ظهر بالمونديال منذ نسخته الأوروبية الأولى، وكذلك نظمت بلاده النسخة الخامسة وبلغ فيها ربع النهائي، إلا أن ظهوره في العرس القاري تأخر إلى نسخة إنكلترا 1996 ورغم مشاركاته في المونديال ثم في يورو مرة أخرى إلا أن النتائج لطالما لم ترق إلى عراقة الكرة في البلاد المحايدة، واعتبر تتويج منتخب ناشئي سويسرا بلقب المونديال 2009 نقطة تحول لدخول الكرة هناك نادي الكبار وبالفعل مازال المنتخب الأول يعيش على أنفاس ذاك الجيل الرائع ومازال بعض نجومه يمثلون الناتي الذي واصل الظهور في المونديال مرة رابعة على التوالي لكن دون نتائج كبيرة أو اختراقات عظيمة، وفي يورو 2016 نجح في تخطي الدور الأول للمرة الأولى في الرابعة وخرج بركلات الترجيح أمام بولندا في دور الـ16.

وفي النسخة الأولى لدوري الأمم الأوروبية نجح رفاق شيردان شاكيري في مفاجأة بلجيكا وآيسلندا وصعدوا إلى نصف النهائي لكنهم سقط في النسخة الثانية مثلما كان في مونديال 2018، وهاهو يسعى لتحسين الصورة في يورو 2021، تحت قيادة المدرب بيتكوفيتش صاحب اليد البيضاء في نتائج الناتي في السنوات الأخيرة، ومازال بعض رموز أبطال مونديال الناشئين يحتلون مكاناً مرموقاً في تشكيلة المدرب اليوغسلافي الأصل خاصة غرانيت تشاكا لاعب الآرسنال الذي خرج بتصريح بالأمس بأن بلوغ نهائي البطولة سيعد نجاحاً للفريق السويسري وعدا ذلك فهو الفشل، ومع ريكاردو رودريغيز والمهاجم سيفروفيتش، وبالطبع من الأسماء البارزة في تشكيلة بيتكوفيتس هناك شيردان شاكيري وأندي زكيري وفابيان شار وهذا الثلاثي يلعب في البريميرليغ، وكذلك أديمير محمدي ودينيس زكريا ووبيري إيمبولو ومانويل أكانجي وكيفن مبابو ونيكو إلفادي وهؤلاء ينشطون في البوندسليغا إضافة إلى ريمو فيرلييه لاعب أتلانتا الإيطالي، وللعلم فإن المنتخب السويسري لم يحقق أكثر من فوزين في النهائيات الأوروبية خلال 13 مباراة في أربع مشاركات مقابل 5 تعادلات و4 هزائم، أما في التصفيات فقد سجل 44 فوزاً خلال 100 مباراة بالتمام والكمال.

الأتراك واللعب مع الكبار

ما زال الأتراك يتغنون بإنجاز المركز الثالث الذي حققه أبناء الأناضول في مونديال 2002 عندما حلّ منتخب غونيس وهاكان سوكر وروشتو ريكبير وحسن شاش بالمركز الثالث، وكذلك بعض الكؤوس التي حققها النادي الأشهر غلطة سراي قبلها بعامين، وكل ذلك في ظل فشل الكرة التركية من الاقتراب من نظيرتها في القسم الغربي للقارة العجوز، وإذا كان هذا الكلام مقبولاً يوم كانت الفرق التركية تخسر من كل من هب ودب كما حدث في تصفيات مونديال 1970 و1982 أو حتى في تصفيات يورو 1992 على سبيل المثال، هذا عدا التصفيات التي خرج بتعادل هنا أو فوز هناك، لكن هذا الأمر لم يعد مقبولاً أبداً في ظل الملايين التي تصرفها الأندية على اللاعبين الأجانب هذه الأيام وتألق بعض الأتراك في الدوريات الكبيرة.

ظهور المنتخب التركي في المناسبات الكبيرة لا يتجاوز عدد الأصابع لكن يحسب له أنه حقق المركز الثالث عالمياً كما أسلفنا وكذلك بلغ نصف نهائي اليورو 2008 قبل أن يغيب عن النسخة التالية وعندما عاد في 2016 وقع بفخ الإسبان والكروات ليخرج من الدور الأول، وهاهو يواصل الحضور في النهائيات بعد مشوار مثير في التصفيات لم يخسر خلالها سوى مباراة واحدة في مجموعة ضمته مع بطل العالم الفرنسي والآيسلندي وألبانيا وأندور ومولدافا، ويأمل تحت قيادة المدرب ذاته سونيل غونيس (صاحب إنجاز 2002) بمجاراة منتخبات الغرب ومحاكاة إنجاز يورو 2008، أما أسلحته على أرض الملعب فتتمثل ببعض اللاعبين المحترفين في إنكلترا وإيطاليا وفرنسا، وفي الأخيرة بالذات هناك يوسف يازجي وزكي سيليك وربما استعان بالمخضرم بوراك يلماظ وثلاثتهم توجوا بقلب الدوري مع فريق ليل، وفي الكالشيو فالأبرز كالهان شان أوغلو نجم ميلان وميرت مولدير وكان أيهان وكلاهما يلعب لساسولو وفي اليوفي هناك مريح ديميريل، أما في إنكلترا فهناك أوكاي يوكشلو من وولفرهامبتون وكاجلار سويونكو من ليستر، إضافة إلى أوزان كاباك (ليفربول بالإعارة)، وفي إسبانيا هناك إينس أونال وفي ألمانيا كنان كارمان طبعاً إضافة لبعض المحليين مثل عرفان قهوجي وهلال درويش أوغلو وكريم أكتورك أوغلو.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن