رياضة

النسخة السادسة عشرة لكأس الأمم الأوروبية 11/6 حتى 11/7/ 2021

| محمود قرقورا

النسخة الأولى فرنسا 1960 .. الزهرة الأولى يقطفها ياشين ورفاقه

مع قرب انطلاق كأس الأمم الأوروبية بنسختها السادسة عشرة يوم الحادي عشر من الشهر الجاري سنكون معكم في حلقات لاستذكار البطولات السابقة مع تقديم للمنتخبات المشاركة في النسخة الجديدة.
كل بطولة وليدة لا بد أن تعاني حتى تبصر النور وكأس الأمم الأوروبية لم تكن بمعزل عن هذه المكابدة، وكما حدث في النسخة الأولى من المونديال عندما قاطعها بعض العمالقة، فإن البطولة الأوروبية لم تكن بمنأى عن ذلك، فرفضت منتخبات الجزر البريطانية وإيطاليا وألمانيا الغربية والسويد وهولندا وسويسرا المشاركة، وهي منتخبات غابت عن المونديال الأول، والسبب الجوهري خشية التضارب مع بطولات الدوري المحلي ودوري أبطال أوروبا وفق النظام الذي اتبع.

نظام البطولة

تم اعتماد نظام خروج المغلوب كما هو الحال في دوري أبطال أوروبا، على أن تقام مباريات المربع الذهبي في دولة محددة، وهذا سيتبع حتى النسخة الخامسة عام 1976 وكان طبيعياً أن تسند البطولة الأولى لفرنسا تكريماً لهنري ديلوني صاحب فكرة البطولة الذي قضى قبل أن تبصر النهائيات النور.

ولأن المنتخبات التي رغبت بالمشاركة في النسخة الأولى سبعة عشر منتخباً كان لزاماً إقامة دور تمهيدي لتصفية المنتخب السابع عشر، فلعبت جمهورية إيرلندا مع تشيكوسلوفاكيا بطريقة الذهاب والإياب كي تفرز المنتخب الذي سيواجه الدانمارك في دور الستة عشر، فكانت البطاقة من نصيب تشيكوسلوفاكيا التي ردت على خسارة الذهاب صفر/2 برباعية نظيفة.

لا مفاجآت في دور الستة عشر

لم تحفل مباريات دور الستة عشر بالمفاجآت، بل تأهل كل الكبار، السوفييت على حساب المجر وهي المباراة الأكثر تقارباً من حيث موازين القوى، حيث مباراة الذهاب كانت الأولى بتاريخ البطولة وجرت في 28/9/1958 على ملعب لينين أمام أكثر من مئة ألف متفرج وحسمها السوفييت بثلاثة أهداف لهدف سجل أولها أناتولي إيلين أول لاعب سجل بتاريخ المسابقة، وقاد المباراة النمساوي غريل كأول من أطلق الصافرة، وفي الإياب فاز السوفييت 1/صفر.

وتأهلت فرنسا بتخطيها اليونان بفضل مهندس الوسط كوبا والمهاجم فونتين الهداف الفذ لمونديال 1958 بواقع 7/1 ذهاباً و1/1 إياباً، ورومانيا على حساب تركيا بالفوز 3/صفر والخسارة صفر/2 والنمسا على حساب النرويج بواقع 1/صفر و5/2 والبرتغال بانتصاريها على ألمانيا الشرقية 2/صفر و3/2 وإسبانيا بقهرها بولندا مرتين 4/2 و3/صفر وتشيكوسلوفاكيا على حساب الدانمارك بالتعادل 2/2 والفوز 5/1 ويوغسلافيا على حساب بلغاريا بالفوز 2/صفر والتعادل 1/1.

أول حادثة استبعاد

قضت قرعة ربع النهائي التقاء إسبانيا والسوفييت، فرفض الجنرال فرانكو حاكم إسبانيا منح لاعبي السوفييت تأشيرات دخول رداً على التدخل السوفييتي في الحرب الأهلية الإسبانية مع نهاية عقد الثلاثينيات، فكان القرار الجريء من اللجنة المنظمة باستبعاد إسبانيا واعتبار السوفييت طرفاً أول في المربع الذهبي قبل أن تنضم فرنسا وتشيكوسلوفاكيا ويوغسلافيا، فرنسا بمجموع 9/4 على حساب النمسا بواقع 5/2 و4/2 وتشيكوسلوفاكيا بمجموع 5/صفر على حساب رومانيا بواقع 2/صفر و3/صفر ويوغسلافيا فازت إياباً على البرتغال 5/1 بعد الخسارة ذهاباً بهدفين لهدف.

غياب فونتين وكوبا

كوفئت فرنسا باستضافة البطولة تكريماً لهنري ديلوني صاحب فكرة البطولة كما أسلفنا، ولكن الظروف لم تخدمها، إذ لعبت ضد يوغسلافيا بغياب جنرال خط الوسط نابليون الكرة الفرنسية كوبا وهداف مونديال 1958 والأدوار الأولى للبطولة فونتين بسبب الإصابة، وهما دعامة أول الأجيال الفرنسية الذائعة الصيت، فلم يكن البديلان لوسيان مولر وميشيل ستيفانارد أهلاً لذلك، والثاني تحديداً لعب مباراته الدولية الأولى، كما أن المدافع هوبيرت هيربين لعب مباراته الدولية الأولى، ومع كل ذلك تقدمت فرنسا مرتين بفارق هدفين 3/1 و4/2 علماً أن الهدف الأول في النهائيات كان يوغسلافياً بواسطة غاليتش الذي سجل في المباراتين الأخيرتين ليوغسلافيا قبل النهائيات، وفي مباراتي البطولة، ثم في المباريات الست التالية، ليصبح اليوغسلافي الوحيد الذي سجل في عشر مباريات دولية متتالية لمنتخب بلاده، وما زالت تلك المباراة الأغزر أهدافاً بتسعة أهداف.

والمفردة التاريخية الأهم أن فرنسا مازالت تحتفظ برقم سلبي يتمثل بكونها المستضيفة الوحيدة التي تلقت خمسة أهداف في مباراة واحدة حتى الآن، والغريب أن ثلاثة من الأهداف سجلت خلال أربع دقائق.

وفي المباراة الأوروبية الشرقية الخالصة بين السوفييت وتشيكوسلوفاكيا لمعرفة المتأهل الثاني للنهائي، فاز السوفييت بثلاثية سجل أحدها بونديلينك في مباراته الدولية الثانية، حيث قدم أوراق اعتماده في المباراة التحضيرية ضد بولندا عندما سجل الهاتريك الوحيد في مسيرته الدولية، وشهدت المباراة إهدار التشيكوسلوفاكي جوزيف فويتا ركلة جزاء هي الأولى المحتسبة والمهدرة عبر نهائيات البطولة.

وداعية جوانكيه

تمنى الفرنسيون وداعاً تكريمياً للمدافع التاريخي جوانكيه أمام تشيكوسلوفاكيا، ولكن الأمل خاب كخيبة أمل الحارس تايلاندير الذي لعب أولى مبارياته الدولية الثلاث، والمدافع سياتكا الذي لعب مباراته الدولية الوحيدة، فسجل الأرشيف أن فرنسا التي سجلت 21 هدفاً في المباريات الخمس السابقة في البطولة والتي سجلت 23 هدفاً في مونديال السويد 1958 عجزت عن التسجيل هذه المرة، في الوقت الذي طرق فيه مرماها مرتين، والسبب الرئيس غياب فونتين، والمفردة التاريخية المهمة أيضاً أن فرنسا تلقت سبعة أهداف، وهذا أكبر رقم لدولة مستضيفة إلى جانب يوغسلافيا 1976 مع فارق أن فرنسا تلقتها خلال 180 دقيقة، على حين يوغسلافيا تلقتها خلال 240 دقيقة.

مخالب ياشين

رغم أن المنتخب السوفييتي لعب مباراته الرابعة فقط في البطولة وهذا أقل عدد لمنتخب يلعب النهائي بتاريخ البطولة، إلا أنه توج بطلاً بفضل حارسه الملقب بالعنكبوت الأسود ليف ياشين الذي أبدع في صد الهجوم اليوغسلافي طوال 120 دقيقة إلا من هدف وحيد سجله غاليتش بمساعدة المدافع السوفييتي نيتو مع انتهاء الشوط الأول.

وفي الشوط الثاني استعاد رفاق ياشين زمام المبادرة وعادلوا النتيجة بعد أربع دقائق عبر ميترفيللي وظلت النتيجة على حالها رغم المحاولات المستمرة الجادة من الجانبين.

وفي الوقت الإضافي وتحديداً في الدقيقة 113 سجل التاريخ أن بونيديلينك سجل أول هدف في الوقت الإضافي منصباً بلاده سيدة القارة العجوز للنسخة الأولى.

واحتفل السوفييت باللقب في حفل استقبال ببرج إيفل وكُرم كل لاعب بمبلغ مئتي دولار حينها، ويقول مسجل هدف الفوز إن رئيس نادي ريـال مدريد وقتها سانتياغو برنابييه كان مستعداً لشراء نصف لاعبي المنتخب من دون تردد.

سجل النتائج

نصف النهائي

• 6/7/1960: يوغسلافيا * فرنسا 5/4 سجل ليوغسلافيا غاليتش (11)، وجانيتيتش (55)، كنيز (75) ويركوفيتش (78 و79)، ولفرنسا فينسينت (12)، هيويت (43 و62) وفيسنيسكي (53).

• المدينة: باريس، الجمهور: 26370 متفرجاً، الحكم: البلجيكي غاستون غرانداين.

• 6/7/1960: الاتحاد السوفييتي * تشيكوسلوفاكيا 3/صفر سجلها فالنتين ايفانوف (34 و56) وبونيديلينك (66).

• المدينة: مرسيليا، الجمهور: 25184 متفرجاً، الحكم: الإيطالي سيزار جوني.

المركز الثالث

• 9/7/1960: تشيكوسلوفاكيا * فرنسا 2/صفر سجلهما بوبنيك (58) وبافلوفيتش (88).

• المدينة: مرسيليا، الجمهور: 9438 متفرجاً، الحكم: الإيطالي سيزار جوني.

المباراة النهائية

• 10/7/1960: الاتحاد السوفييتي * يوغسلافيا 2/1 بعد التمديد سجل للاتحاد السوفييتي ميترفيللي (49) وبونيديلينك (113)، وليوغسلافيا غاليتش (43).

أرقام

• شهدت النهائيات تسجيل سبعة عشر هدفاً خلال أربع مباريات بمعدل أربعة أهداف وربع الهدف كثاني أعلى نسبة تاريخياً، والمنتخب الأكثر تسجيلاً يوغسلافيا بستة أهداف والأقل تشيكوسلوفاكيا بهدفين.

• أسرع هدف سجله اليوغسلافي غاليتش بمرمى فرنسا في الدقيقة الحادية عشرة.

• تساوى خمسة لاعبين بصدارة الهدافين وهم الفرنسي هويت والسوفييتيان بونيديلينك وفالنتين ايفانوف واليوغسلافيان غاليتش ويركوفيتش ولكل منهم هدفان.

• أفضل حارس السوفييتي ياشين.

• احتسبت ركلة جزاء واحدة ضاعت.

• لم تشهد البطولة أي حالة طرد.

ومضات

الديوك الوحيدون بتاريخ البطولة الذين تقدموا في إحدى المباريات بفارق هدفين مرتين وخسروا.

مباراة فرنسا ويوغسلافيا شهدت ستة أهداف في شوط واحد كرقم قياسي بتاريخ البطولة.

بونيديلينك سجل هدف اللقب مع الدقائق الأولى ليوم الإثنين ومعنى اسمه بالروسي الإثنين.

التشيكوسلوفاكي بوبنيك الذي سجل بمرمى فرنسا حاز مع بلاده برونزية الهوكي على الجليد خلال دورة الألعاب الشتوية 1964.

بطاقة النهائي

الزمان: 10 تموز 1960.

المكان: ملعب البارك دوبرانس باريس.

الحضور: 17966 متفرجاً.

الفريقان: الاتحاد السوفييتي * يوغسلافيا.

النتيجة فوز الاتحاد السوفييتي 2/1 بعد التمديد.

الأهداف: سجل للاتحاد السوفييتي ميترفيللي (49) وبونيديلينك (113)، وسجل ليوغسلافيا غاليتش (41).

مثل الاتحاد السوفييتي: ياشين، تشوخلي، ماسيليونكين، كورتيكوف، فوينوف، نيتو، ميترفيللي، فالنتين ايفانوف، بونيديلينك، بوبوكين، ميسخي.

مثل يوغسلافيا: فيدنيتش، دوركوفيتش، يوسفي، جانيتيتش، ميلادينوفيتش، بيروتشيك، سيكولارتس، يركوفيتش، غاليتش، ماتوس، كوزتيتش.

الحكم: الإنكليزي ايليس.

النسخة الثانية إسبانيا 1964 … الماتادور يرث الزعامة من السوفييت

اتسعت رقعة الدول المشاركة في النسخة الثانية التي جرت وفق نظام البطولة الأولى، فارتفع عدد الدول التي رغبت في المشاركة إلى 29 قبل أن تنسحب اليونان من مواجهتها ألبانيا بسبب الحرب الدائرة بينهما، وبذلك تأهلت ألبانيا مباشرة إضافة لثلاثة منتخبات جنبتها القرعة المواجهة في الدور التمهيدي وهي المنتخب السوفييتي حامل اللقب والنمسا ولوكسمبورغ.
إسبانيا نالت شرف استضافة الدور النهائي الذي ضم منتخبات المجر والدانمارك والسوفييت، لكن هذه الاستضافة اشترطت باستضافته المنتخب السوفييتي، وكان شرط الإسبان بقيادة جنرالهم فرانكو تجنب مواجهة السوفييت في نصف النهائي بإجراء قرعة موجهة، غير أن الأقدار ستجعلهما يلعبان مجبرين في النهائي الذي انتهى إسبانياً بصعوبة بالغة، ففرح فرانكو وشعبه كثيراً بتقويض أحلام الشيوعيين، واحتفلت إسبانيا بلقبها الوحيد على صعيد المنتخب الأول خلال القرن العشرين في وقت كانت أنديتها وخصوصاً القطبين الكبيرين الريـال والبرشا تصول وتجول.

خروج مبكر لأسياد اللعبة

اشتركت المنتخبات الكبرى باستثناء ألمانيا الغربية، ولكن الابتسامة غابت عن الإنكليز الذين كانوا يزعمون أنفسهم أسياداً للعبة، إذ أوقعتهم قرعة الدور التمهيدي مع الجارة فرنسا في قمة بحر المانش، فانتهت المباراة الأولى بالتعادل بهدف لمثله، وتلك المباراة كانت الرسمية الأخيرة للمدرب ونتربوتوم الذي أراد ضخ دماء جديدة في المنتخب الذي خرج خالي الوفاض من مونديال تشيلي، فأشرك ميك هيلاوي الذي لم يلعب سوى مباراة ودية أخرى، وكريستوفر غرو وراي تشارنلي وكلاهما لم يلعب دولياً إلا تلك المباراة، والآن هينتون الذي لم يلعب إلا مباراتين أيضاً، وعندما حانت مباراة العودة كان يقود منتخب الأسود الثلاثة ألف رامزي وخسر الإنكليز بهدفين لخمسة ولأن هم البلاد وقتها المونديال فقد مرت الخسارة مرور الكرام.

منتخبات السوفييت والنمسا ولوكسمبورغ تأهلت دون لعب وألبانيا لانسحاب اليونان، وفي البقية تخطت السويد الجارة النرويج بواقع 2/صفر و1/1 واكتسحت الدانمارك الجارة مالطة 6/1 و3/1 وسجل هدافها مادسن ثلاثة أهداف في الأولى وهدفاً في الثانية، وفازت جمهورية إيرلندا على أيسلندا 4/2 قبل التعادل 1/1 إياباً وتغلبت إيرلندا الشمالية على بولندا 2/صفر في المباراتين ولم يفد رومانيا فوزها على إسبانيا 3/1 لأنها خسرت ذهاباً بنصف دستة من الأهداف، وانتصرت يوغسلافيا على بلجيكا 3/2 و1/صفر، وتجاوزت هولندا منتخب سويسرا بالفوز عليه 3/1 والتعادل 1/1 وبالطريقة ذاتها عبرت المجر حاجز ويلز، وسجلت ألمانيا الشرقية مفاجأة بإبعادها ثاني العالم تشيكوسلوفاكيا بواقع 2/1 والعودة بتعادل ثمين إياباً 1/1 وحققت إيطاليا فوزاً مزدوجاً على تركيا بواقع 6/صفر و1/صفر والأهداف الستة في المباراة الأولى سجلها كل من ريفيرا بواقع هدفين هما باكورة أهدافه الدولية الأربعة عشر، وألبرتو أورلاندو الذي سجل أهدافه الدولية الأربعة في إطلالته الأولى، علماً أنه لعب أربع مباريات أخرى دون تسجيل، وكبرى المفاجآت فجرتها بلغاريا التي تبادلت الفوز مع البرتغال 3/1 ثم وجهت الرصاصة القاتلة على أرض محايدة في روما عندما فازت بهدف اسباروف قبل أربع دقائق من النهاية.

لوكسمبورغ تبعد هولندا

جاءت قرعة الدور الأول مثالية للمنتخبات الكبرى، حيث لم تفرز سوى مواجهة من العيار الثقيل بين إيطاليا والسوفييت الأقوياء في ذاك الوقت والذين استطاعوا قطع الشك باليقين منذ المباراة الأولى بفوزهم 2/صفر وكل ما فعله الطليان في لقاء الرد تسجيل التعادل بهدف لمثله في وقت متأخر.

الإسبان عبروا من أرض إيرلندا الشمالية بهدف خنتو بعد التعادل ذهاباً 1/1 والسويد أقصت يوغسلافيا بالفوز عليها 3/2 بعد التعادل صفر/صفر، وتأهلت الدانمارك على حساب ألبانيا بالفوز 4/صفر ذهاباً وبالخسارة صفر/1 إياباً، وتأهلت جمهورية إيرلندا بالفوز على النمسا 3/2 بعد التعادل صفر/صفر، وردت فرنسا على خسارة الذهاب أمام بلغاريا صفر/1 بالفوز 3/1 غير أن كبرى مفاجآت النسخة الثانية برمتها خروج هولندا على يد لوكسمبورغ بعد تعادلهما في أمستردام 1/1 والخسارة 1/2 في روتردام ومن بعدها تقابلا 12 مرة انتهت كلها لمصلحة هولندا.

وفي آخر المباريات تأهلت المجر على حساب ألمانيا الشرقية بالفوز عليها في برلين الشرقية 2/1 والتعادل بثلاثة أهداف لمثلها إياباً.

تألق مادسين

قرعة ربع النهائي أسفرت عن تأهل الكبار إسبانيا على حساب جمهورية إيرلندا بواقع 5/1 و2/صفر والمجر على حساب فرنسا 3/1 و2/1 والسوفييت على حساب السويد بالفوز 3/1 إياباً بعد التعادل 1/1 ذهاباً، واحتاجت الدانمارك لمباراة فاصلة لإيقاف مد لوكسمبورغ بفضل هدافها في ذاك الوقت مادسين قبل ست دقائق من النهاية بعدما تعادل المنتخبان 3/3 و2/2 والأهداف الدانماركية الخمسة في المباراتين سجلها مادسين أيضاً، فأنجزت لوكسمبورغ أربع مباريات متتالية دون خسارة وهذا لم تحققه في أي تصفيات أخرى.

قرعة موجهة

القرعة الموجهة جعلت مهمة أصحاب الأرض الإسبان وحامل اللقب السوفييت أسهل على الورق، غير أن حقيقة المستطيل الأخضر كانت عكس ذلك بالنسبة للمستضيفين الذين فصلت بينهم وبين مباراة الإعادة مع المجر القوية في تلك الحقبة خمس دقائق عندما سجل امانسيو هدفاً أعاد الروح للمدرب فيالونغا معقد الأمل بعد هيلينو هيريرا الذي لم يكن على قدر المسؤولية في المونديال قبل عامين.

السوفييت روّضوا الدانماركيين الذين قادهم المهاجم مادسين هداف التصفيات بأحد عشر هدفاً، وهو الذي رفض الاحتراف في نادي برشلونة لأن المحترفين لا يمكنهم تمثيل المنتخب، فبقي المنتخب الدانماركي في برشلونة لخوض المباراة الترتيبية التي جاءت مثيرة احتاجت لوقت إضافي لتنتهي لمصلحة المجر، وعجز الدانماركي مادسين هداف التصفيات عن التسجيل، وهو الذي اختير لاعب العام في الدانمارك، وسجله الدولي يشير إلى 42 هدفاً خلال 50 مباراة دولية.

تحت أنظار فرانكو

أمام 79115 متفرجاً أمّوا مدرجات ملعب برنابيه يتقدمهم الجنرال فرانكو تقدمت إسبانيا بعد ست دقائق فحسب الجميع أن بوادر اللقب ستكون سهلة المنال ولكن هدف الرد بعد دقيقتين أسكت حناجر الفرحة في قلوب الإسبان، فظن المتابعون أن مهرجان أهداف بالانتظار لكن لاعبي الفريقين خيبوا الآمال، حيث سيطر الحذر بشكل كبير وطغت النزعة الدفاعية على أداء الفريقين، وعلى غير الموعد سجل سواريز ذو الأصول البارغويانية هدف التتويج ملحقاً الهزيمة الأولى بالسوفييت خلال عشر مباريات لعبتها في البطولتين تصفيات ونهائيات.

سجل النتائج

نصف النهائي

• 17/6/1964: إسبانيا * المجر 2/1 بعد التمديد سجل لإسبانيا بيريدا (35) وامانسيو (115)، وللمجر بيني (84).

• المدينة: مدريد، الجمهور: 34713 متفرجاً، الحكم: البلجيكي أرثور بلافيير.

• 17/6/1964: الاتحاد السوفييتي • الدانمارك 3/صفر سجلها فورونين (19)، بونيديلينك (40) وفالنتين ايفانوف (87).

• المدينة: برشلونة، الجمهور: 38556 متفرجاً، الحكم: الإيطالي روزاريو لوبيللو.

المركز الثالث

• 20/6/1964: المجر * الدانمارك 3/1 بعد التمديد سجل للمجر بيني (11) ونوفاك (107 و110 والأول من جزاء)، وللدنمارك بيرتيلسن (82).

• المدينة: برشلونة، الجمهور: 3869 متفرجاً، الحكم: السويسري دانييل ميليت.

النهائي

• 21/6/1964: إسبانيا * الاتحاد السوفييتي 2/1 سجل لإسبانيا بيريدا (6) ومارتينيز (84)، وللاتحاد السوفييتي خوساينوف (8).

أرقام

• شهدت النهائيات تسجيل ثلاثة عشر هدفاً خلال أربع مباريات والأكثر تسجيلاً المجر وإسبانيا والاتحاد السوفييتي بأربعة أهداف والأقل الدانمارك بهدف واحد.

• أسرع هدف سجله الإسباني بيريدا بمرمى الاتحاد السوفييتي في الدقيقة السادسة.

• تساوى المجريان بيني ونوفاك والإسباني بيريدا بصدارة الهدافين ولكل منهم هدفان.

• أفضل حارس السوفييتي ياشين.

• احتسبت ركلة جزاء واحدة سجلت.

• لم تشهد البطولة أي حالة طرد.

ومضات

• قاد هجوم البرتغال في رحلة التصفيات هداف مونديال 1966 أوزيبيو وسجل هدفاً يتيماً.

• حققت لوكسمبورغ فوزاً وثلاثة تعادلات وحدث ذلك أمام بطلين للمسابقة وهذا لم تكرره لاحقاً.

• سجلت لوكسمبورغ 8 أهداف وهذا لم تبلغه في أي تصفيات أخرى.

• مسجل هدف الفوز مارسيلينو سجل بعد أربعة أيام هدف فوز سرقسطة على فالنسيا بكأس المعارض في الدقيقة 84.

بطاقة النهائي

الزمان: 21 حزيران 1964.

المكان: استاد سانتياغو برنابيه في مدريد.

الحضور: 79115 متفرجاً.

المنتخبان: إسبانيا * الاتحاد السوفييتي.

النتيجة: فوز إسبانيا 2/1.

الأهداف: سجل لإسبانيا بيريدا (6) ومارتينز كاو (84)، للاتحاد السوفييتي خوسانيوف (8).

مثل إسبانيا: اريبار، ريفيا، أوليفيا، كالينما، زوكو، فوستا، أمانسيو، بيريدا، مارتينيز، سواريز، لابيترا.

مثل الاتحاد السوفييتي: ياشين، كوستيكوف، تشسترنيف، مودريك، فورونين، انشكين، شيسلنكو، ايفانوف، بونيديلينك، كورنيف، خوساينوف.

الحكم: الإنكليزي آرثر هولاند.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن