قضايا وآراء

إكسير المرحلة القادمة

| هديل علي

في كل البدايات والمراحل المفصلية الحاسمة في الحياة، يكمن العنصر الضامن والأهم لنجاح تلك المرحلة، واستمرارية تطورها وازدهارها، وهنا في سورية، كان لسحر النصر والقيامة إكسير خاص مميز وفريد، به ومعه يتقدم الوطن باتجاه المستقبل الواعد، فالشعب العربي السوري يثبت في كل يوم أصالته التي تضاهي الذهب المعتق، الذي يضج الكون بنور تبلجه، خاصة عند الامتحانات والاستحقاقات ذات السمة المفصلية، في توقيتات دقيقة، خبر بحسه الوطني العالي وولائه وانتمائه أهميتها، فكان ما كان في يوم الاستحقاق الرئاسي، الذي أبهر العدو والصديق، فالعدو أغشي عليه غيظاً وحقداً والصديق ازداد إعجاباً وتيهاً.
هذا الشعب العظيم قابله قائد استثنائي تمرس حب مواطنيه، وضع فقه قلبه وسمعه وبصره، راصداً تطلعاتهم وآمالهم لبناء وطن الخير والسلام والعزة والكرامة الحقيقية، التي لا يدانيها مثقال آخر في هذا العالم، فجاء خطاب الرئيس بشار الأسد المتلفز بمناسبة فوزه الساحق في الانتخابات الرئاسية موضع الراسم لملامح مرحلة قادمة، تحمل الكثير من الخير لهذا الوطن الأبي.
الرئيس الأسد أشار إلى أن المرحلة القادمة هي مرحلة عمل مستمر ومقاومة وصمود، ليلخص بهذا الثالوث عناوين عديدة، تحمل في مضامينها سيرورة العمل لخدمة الوطن، شارعاً بالعمل المستمر، الذي يشكل جوهر الإنسان في كل شيء، وهو أول ثالوث الإكسير، الذي يشمل ميادين العمل الاقتصادي والسياسي والفكري والثقافي والإداري والميداني، وكافة مجالات العمل المخطط والهادف، خاصة أن النتائج تقاس على الأرض، وبالتالي على السلطات التنفيذية أن تكون على قدر عال من المسؤولية، لكي تستطيع مواكبة فكر الرئيس الأسد في مضامير العمل، ونحن مقبلون بعد أسابيع على تشكيل حكومة جديدة لأن الحكومة الحالية تعتبر بحكم المستقيلة بعد أداء سيد الوطن القسم الدستوري.
ثاني ثالوث الإكسير هو المقاومة ونحن كما يقال «أمها وأبوها»، فنحن واسطة عقدها وعامودها الذي لم يمل رغم كل طعن الحراب، ونحن أيضاً من أبدع فلسفة المقاومة، وخطّ أسسها في منطقتنا العربية، وهو أمر معروف نفاخر به، فلابد أن نستمر بمقاومة كل مشاريع الاستعمار بمختلف أشكاله، كل أشكال التدخل في شؤوننا الداخلية، ومقاومة الاحتلال والإرهاب واللصوصية الدولية لحماية ثرواتنا.
وفي الثالوث الأخير، ختامها مسك، الصمود تلك الكلمة التي تحمل في معانيها الجبال، فلا تشوبها قلة فهم أهل الكلام من المغرضين، أتباع كل ناعق أفّاك، ولتكون هذه الكلمة مفتاح نصر منتظر، ونبراس عمل دؤوب، يطمح للرخاء بعد شدة، وفرج بعد صبر، ونور جلي بعد غياهب الدجى.
إكسير مرحلتنا القادمة سيكون واقعاً مترجماً قائماً بذاته، يبني الأصول ليمد الفروع، ويزخم في الأساس ليصل التناهي، فما بني على حق سيثمر خيراً، وما بني بمنهج العلم والتخطيط السليم سينضح نوراً يراه القاصي والداني، وليكن مستندنا إلى العمل بـ«قل اعملوا».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن